مجلة عرب أسترالياـ توتر تجاري بين أستراليا والولايات المتحدة بعد رفع ترامب للرسوم الجمركية
📌 خلفية القرار:
أعلن الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، في خطاب له ضمن حملته الانتخابية الجديدة، عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50%، ضمن توجهه لحماية الصناعات الأمريكية وتقليل الاعتماد على الخارج.
وإن كانت الرسوم الجمركية على هذه المواد قد بدأت منذ ولايته الأولى عام 2018، فإن القرار الأخير يمثل تصعيدًا جديدًا في سياسة “أمريكا أولًا”، وهو ما دفع دولًا حليفة – من بينها أستراليا – إلى التعبير عن قلقها الشديد.
🇦🇺 الرد الأسترالي الرسمي
وزير التجارة الأسترالي “دون فاريل” وصف القرار بأنه:
“غير مبرر، خصوصًا عندما يصدر عن شريك تجاري وحليف استراتيجي مثل الولايات المتحدة.”
وأضاف أن العلاقات التجارية بين البلدين قائمة على اتفاقيات طويلة الأمد، وأن فرض رسوم إضافية يعرض هذه العلاقة للخطر، مشيرًا إلى أن صناعة الألمنيوم الأسترالية تعتمد بشكل كبير على التصدير للسوق الأمريكي.
التأثيرات المتوقعة على الاقتصاد الأسترالي:
-
صادرات الألمنيوم: تمثل أستراليا حوالي 2.5% من واردات الألمنيوم الأمريكية، وفرض رسوم جديدة قد يجعل الشركات الأمريكية تتجه إلى مصادر أرخص، مثل الصين أو الهند.
-
الوظائف: هناك الآلاف من الوظائف في كوينزلاند وفيكتوريا تعتمد على قطاع التعدين وإنتاج الألمنيوم، وقد تتعرض للتهديد.
-
العلاقات التجارية: القرار يثير تساؤلات حول استقرار الاتفاقيات التجارية مع واشنطن، لا سيما مع التوترات السابقة حول صادرات اللحوم والغاز.
أبعاد سياسية واستراتيجية
-
أستراليا تعتبر نفسها من أقرب الحلفاء للولايات المتحدة، وقد شاركت في تحالفات عسكرية واقتصادية مثل AUKUS.
-
لكنها تجد نفسها اليوم في موقف دفاعي أمام قرارات أحادية من واشنطن، مما يعزز الأصوات التي تدعو لتنويع الشراكات التجارية (مثل تعزيز العلاقات مع آسيا والاتحاد الأوروبي).
-
التوقيت حساس جدًا، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تتغير السياسات بشكل مفاجئ بناءً على أجندات انتخابية.
ردود أفعال أخرى داخل أستراليا
-
جمعية المصدرين الأستراليين طالبت الحكومة الفيدرالية بفتح حوار فوري مع نظيرتها الأمريكية.
-
شركات التعدين مثل Rio Tinto وSouth32 عبّرت عن قلقها من تراجع الأرباح وتراجع ثقة المستثمرين.
-
في المقابل، رحب البعض في أستراليا بالخطوة على أساس أنها قد تدفع أستراليا للاعتماد أكثر على الصناعات المحلية وتقوية السوق الداخلية.
الخلاصة:
القرار الأمريكي الأخير بمضاعفة الرسوم الجمركية يضع أستراليا أمام تحدٍ مزدوج:
-
اقتصاديًا: من حيث حماية مصالحها التصديرية.
-
دبلوماسيًا: من حيث الحفاظ على علاقة متوازنة مع حليف استراتيجي يتصرف بشكل متقلب في ملف التجارة.
وهذا يدفع صناع القرار في كانبيرا إلى التفكير بجدية في تنويع الشراكات وتقليل الاعتماد على واشنطن في قطاعات حيوية مثل التعدين والطاقة.
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=42579