spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور _ مستقبل الجنس البشري: تلاشي الكروموسوم ( Y ) ليس التهديد الوحيد…

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب روني عبد النور خلال النسخة...

كارين عبد النورـ هل “تُردي” الحرب العام الدراسي اللبناني قبل أن ينطلق؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور قرار وزير...

الإيجابية الواقعية… كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ ومن دون نكران؟

مجلة عرب أسترالياـ الإيجابية الواقعية... كيف نتقبلُ عواطفنا بحبّ...

د. زياد علوش ـ الخيار الثالث يقتحم المشهد الرئاسي اللبناني

مجلة عرب استرالياـ د. زياد علوش على وقع التطورات الدراماتيكية...

سهير سلمان منيرـ تحسين الذكاء بالغذاء !

مجلة عرب أسترالياــ بقلم مستشارة التغذية سهير سلمان منير...

تنامي خطر اليمين المتطرف، الأسباب والتداعيات. بقلم رئيسة التحرير علا بياض

مجله عرب استراليا – سدني -اعداد الكاتبه  علا بياض –  رئسه تحرير المجله وصاحبة الأمتياز

إن تصاعد التيارات والاحزاب اليمينية والشعبوية حول العالم، لم تأتي بشكل عفوي بل جائت نتيجة عمل ممنهج ومنظم من قبل الاحزاب اليمينة والتيارات الشعبوية حول العالم. فمنذ عام 2014، والتيارات الشعبوية والاحزاب اليمينة تنظم صفوفها من خلال عقد المؤتمرات والمنتديات حول العالم.

” ألبريكست” الدعوة الى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاء نتيجة عمل منظم، لاطراف يمنية داخل بريطانيا ابرزها حزب “الاستقلال” وكذلك نتيجة دعم اطراف دولية خارجية ابرزها الرئيس الاميركي ترامب. مايشهده العالم اليوم هو إعادة رسم خارطة العالم من جديد، وكانها تعيد العالم الى ماقبل الحرب العالمية الثانية. اليوم تتخندق دول العالم جميعها نحو “الدولة القومية” او الوطنية، بغلق الحدود، ورفض الى الهجرة والمهاجرين، واللتخلي عن التزاماتها القانونية والاخلاقية في قضيا الهجرة وحقوق الانسان.

وتعـد الهجـرة إحـدى الأسـس المهمـة في خطـاب اليمـين المتطـرف في أوروبـا ، فقـد كـان لتوظيـف قضـية الهجرة دور كبير في نهضة أحزاب اليمين المتطرف فضـلا عـن ذلـك فـإن البطالـة، والتـدهور الاقتصـادي، وفداحـة الضـرائب، ورخـاوة العدالـة، والمسـتوى السـيئ للنظـام التعليمـي طرحـت في خطـاب اليمـين المتطـرف أشـبه مـا تكـون “بالحزمـة الشاملة”  .

التطرف اليميني

ممكن تعريفه،بانه : تعصب قومي اي تعصب على أساس العرق، والفرق بين اليمين التقليدي، المحافظ واليمين المتطرف أن الأول يسعى للحفاظ على التقاليد وحماية الأعراف داخل المجتمع، والثاني كذلك ولكن الاختلاف يكمن في أن الثاني يدعو للتدخل القسري واستخدام العنف للحفاظ على تلك التقاليد والأعراف.

ومــن القضايا المهمة الـتي اهتمـت بها أحـزاب اليمـين المتطــرف في أوروبـا هــي شعبويتها ورغبتهــا في الانتشـار علـى نطـاق واسـع. ويمكن القول إن أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا مجمعة على  غلق الحدود وإيقاف الهجرة، وإبعاد المهاجرين والاجانب والتمترس نحو الدولة القومية او الوطنية.

نجح اليمين المتطرف، بإستثمار العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعات المتطرفة في اوروبا والغرب، وذلك من خلال عمل ممنهج، وفبركة الأخبار وتضخيم الحوادث التي انخرط فيها اشخاص اجانب، بشحن الشارع الاوروبي وتحشيد التظاهرات ضد الاجانب والمهاجرين. إن تصاعد وتيرة الإرهاب كان بمثابة طوق النجاة لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، وأمريكا، حيث وجدت فيها ملجأ ومتنفسًا لتقديم نفسها من جديد، ما زاد شعبيتها في الخمس سنوات الأخيرة، ما تجسد في صعود أسهمها في فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا وغيرها من دول أوروبا، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية

الحصول على التمثيل السياسي في برلمانات العالم

كشفت نتائج انتخابات إيطاليا التي أوصلت حركة “النجوم الخمس” الشعبوية وحزب “العصبة” المعادي للهجرة وللعمل الأوروبي الموحد ، منحى سياسي جديد في أوروبا والعالم لم تشهده ربما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945. فالشعبوية في صعود متواصل في الغرب، واهناك إجماع لدى المراقبين، بإن صعود زعامات سياسية يمينة الى السلطة في العالم ابرزها الرئيس الاميركي، ترامب، قد انعش اليمين المتطرف كثيرا.

الأحزاب اليمينة والشعبوية حققت مكاسب سياسية هامة في العقد الأول والثاني من القرن الواحد والعشرين، وشاركت في حكومات وصارت ممثلة في برلمانات بلدانها  وحصلت على تمثيل واسع لم تشهده من قبل في اكبر برلمانا العالم، برلمان الأتحاد الأوروبي.

ادارة ترامب لم تكن بعيدة عما يجري من حراك في أوروبا ماقبل وخلال الانتخابات الاوروبية مايو 2019، التقارير كشفت بإن بانون، مستشار ترامب السابق، يعتبر المفكر ومهندس التيارات الشعبوية في أوروبا، وهو يراهن الى إحداث “زلزال” في نتائج الانتخابات تكون لصالح احزاب اليمين المتطرف. إذا كان ترامب وبوتين يلعبان دور العراب لليمين القومي المتطرف الذي يريد إنهاء الاتحاد الأوروبي لصالح فكرة أوروبا الأمم، ذلك إن الاتحاد الحالي لا يثير ارتياح واشنطن وموسكو وبكين.

على سبيل المثال فقط في ايطاليا الذي يمثل برلمانها اكثر من 50% من المقاعد تمكنه من حصول مايقارب 36 مقعدا في البرلمان الاوروبي، اما الاحزاب اليمينة في فرنسا التي تحصل على 22% من المقاعد في البرلمان الفرنسي، بولونيا هي الاخرى حصل اليمين المتطرف في برلمانها اكثر من 25% وهكذا.. الأرقام وحدها تقول بان اليمين المتطرف حصد عدد جيد من المقاعد في البرلمان الاوروبي.

الانتخابات الأوروبية، برلمان الأتحاد الاوروبي،  يوم 23 مايو 2019، أظهرت تصاعد مد اليميني المتطرف في أنحاء القارة العجوز وتمدد غير مسبوق للتيار المشكك في جدوى الوحدة الأوروبية والاتحاد الأوروبي ذاته.

أستراليا في مواجهة اليمين المتطرف

يجب الإشاره بانه هنا في استراليا توجد مفوضيه مكافحه العنصريه على المستوى الفدرالي وعلى مستىوى كل الولايات، فإذا تعرض أي مواطن للعنصرية يمكن رفع قضيه في المفوضيه ويحصل على حقوقه في المحاكم العليا ، وتقدم له التعويضات اللازمه وإحقاق حقه وكرامته .أستراليا بلد الجميع بلد التعايش المشترك بثقافاته و دياناته ، الكل له حقوق وعليه واجبات ، والكل سواسيه تحت مظله القانون . اثار العنصريه خطير جداً و التعاطي الغير المتوازن يولد العنف

الخلاصة

ما يحصل في العالم من تصاعد موجات اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية، لم يكن بعيدا عن عوامل خارجية ايضا، ساهمت بعضها في شكل مباشر في تغذية اليمين المتطرف وحتى تنظيم صفوفه دوليا. الإتهامات لم تكن بعيدة من الرئيس الاميركي ترامب، وبعض مستشارية في البيت الابيض، والتي وجهت له الاتهامات كثيرا من قبل زعماء أوروبا.

وإن مخاطر اليمين المتطرف  دوليا لاتقل اهمية عن إرهاب الجماعت الاسلاموية المتطرفة، بل تتعداها، كون اليمين المتطرف، نجح في الحصول على “الشرعية” من خلال العمل السياسي، بالتوازي مع العمل السري المنظم.

مايجب العمل عليه، ان تعيد الاحزاب التقليدية، برامج عملها ووسائل وساليبها، ومنح الشباب فرص جديدة في قيادة هذه الاحزاب السسياسية العريقة، يمنح الاحزاب السياسية التقليدية فرصة الى التجدد. يبقى العمل على محاربة الدعاية المتطرفة عبر الانترنيت ومواجهة الاسلامفوبيا، واحدة من المهام التي تنهض بها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني، الى جانب ابناء الجاليات ومجالسها، من أجل تعزيز التعايش السلمي داخل المجتمع الواحد. 

نشر في جريده التلغراف  الاستراليه المطبوعه

رابط محتصر –https://arabsaustralia.com/?p=4494

 

الأستاذة علا بياض، رئيسة التحرير وصاحبة الامتياز ـ سيدني

ذات صلة

spot_img