spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

تأسيس ميثاقية بين شعوب الأرض تحفظ دماء البشرية .بقلم الدكتور هيثم أبو عيد

كتب الدكتور هيثم أبو عيد ـ سيدني

مجلة عرب أستراليا ـ سيدني ـ ما حدث في نيوزلاندا كان مؤلماً ويرتقي الى مستوى الفاجعة ، ولا أعتقد أنّه سيكون الفصل الأخير من الأحداث أو الحوادث الدامية التي تعصف بالكرة الأرضية ، هذا الخلل الحاصل لا نستطيع أن نفصله عن تاريخ طويل مشبع بالدماء والكراهية والقتل والمجازر ومحاكم تفتيش ، إنّه الصراع في الأرض على جنّة الخلود بعد أن فشل العلماء والباحثين على إكتشاف أو صنع إكسير الحياة ، الصراع والتقاتل من أجل المقدّس وقد غاب عن أذهانهم أنّ المقدّس هو الإنسان ، ذاك البناء الذي بناه الله عزّ وجلّ فها هم اليوم يتقاتلون من أجل تحطيمه .

لا بأس إن سبرنا التاريخ ولو ببضعة أسطر لكي نستطيع أن نحّك ذاكرة القارىء الذي هو قرأ التاريخ أيضاً .

فالحروب على شرقنا المقدّس كانت تحت مسميّات شتّى ( حماية الحجّاج ، وإستعادة الكأس المقدسة ، وحماية كفن المسيح ) بالمقابل ولو من باب الإنصاف فإنّ الفتوحات الإسلامية وإن حملت عنواناً لتكون كلمة الله هي العليا ، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله ، فللأسف الشديد ، لم يستطع الفاتحين الجدد إن إستثينا حقبة الرسول والخلفاء الراشدين من تحقيق هذه الأهداف بسبب النزعة السلطوية والتحوّل من خلافة راشدة الى ملك يتناقله الأبناء عن الآباء بل والعائلة الحاكمة بأكملها والسعي للحصول على الثروات والمغانم .

فكما أنّ الفكر القومي المسيحي إعتمد على موروثه التاريخي من أجل بسط سيطرة مفهوم النظرة المسيحية في تشكيل الحياة السياسية في المجتمع وهو يسعى الى تعزيز الخطاب الديني والمسيحي القومي في مختلف مجالات الحياة الإجتماعية والسياسية والتاريخية والثقافية وحتى في العلوم الطبيعية والكونية ، كذلك إعتمد الفكر الإلغائي الإختزالي الذي يتبنى الموروث الفقهي الإسلامي والروايات التاريخية التي تحتاج الى تدقيق وتمحيص من أجل قتل المعارضين والمخالفين ( أبتلينا بقومٍ يعتقدون أنّ الله لم يهدِ سواهم )، لعب هذا الفكر نفس الدور الذي يلعبه الفكر القومي اليميني المسيحي المتطرّف .

لن أسوق شواهد تاريخية كي لا أدخل في عملية التنظير لهذا الفكر أو ذاك ، ولكن يكفي أن نذكر ما قاله جورج بوش الإبن عقب تفجير البرجين أنها حرب صليبية جديدة ، طبعاً وهذه ليست زلّة لسان ، سيّما أن بوش الأب والابن خريجا أخوية قومية مسيحية متعصبّة ، وأنّ الأحزاب القومية المسيحية التي عادة ما تكون مرتبطة بكنيسة متعصبة وبمباركة من الإكليروس ما هي إلا إمتداد لفرسان الطاولة المستديرة وحرّاس الهيكل أو أمناء الهيكل ، كذلك بطرس الناسك الذي ما زال الكثيرين يحملون شعاره في أوروبا والغرب وحتى المشرق ، هذا لا يعني أنّه بالمقابل الخطاب الديني الإسلامي حمل هذه التشوهات الفكرية والتي هي بحاجة للتدقيق والتي تحّض على قتل المخالفين والمعارضين ، فهناك آيات نزلت في مواضع معينة وآيات نسخت بعضها البعض ، أمّا الأحاديث النبوية فيلزم التأكّد من مصداقيتها وصحتها قبل الإعتماد عليها .

إنّ الأمم المتحدة أو أقّل ما يقال فيها أنّها ما زالت عصبة الأمم المنتصرة في الحربين الأولى والثانية ، فلم يتغيّر شيئاً على صعيد السلوك الأممي من نهب للشعوب المستضعفة وإثارة القلاقل والحروب والثورات المصطنعة والمزيفّة بل وتحت شعار حقوق الفرد والإنسان أباحت إيجاد محطات إعلامية في شتّى بقاع الأرض تحّض على القتل والكراهية بين الشعوب وحتّى بين الشعب الواحد ، هل إستطاعت هذه المنظمة من تأمين حقوق الإنسان في العيش ، لذا من الضروري العمل والبحث والتفكير بميثاق يجمع الشعوب فيما بينها بعيداً عن الأنظمة المولودة من رحم الأفكار الإلغائية والقومية وبعيداً عن حكم الشركات الإعلامية والأمنية والإقتصادية المتطرّفة ، دعونا نتحدّث عن ميثاق بين الشعوب وليس بين الأمم .

رابط مختصر … https://arabsaustralia.com/?p=2738

 

 

ذات صلة

spot_img