مجلة عرب أستراليا سيدني– الوزير المسلم إد هيوسيك: التحدي لا يزال قائماً في بعض الأوساط الأسترالية، حيث تنتشر الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية
وصف إدهام هوسيك تعيينه وزميلته آن عزة علي وزيرين، بالحدث الكبير في مثل هذا التوقيت بالنسبة لأكثر من 600 ألف مسلم يعيشون في أستراليا، ومن بينهم عدد كبير من المهاجرين.
إدهام هوسيك من أصول بوسنية عُين وزيرا للصناعة والعلوم بالحكومة الأسترالية، في سابقة بتاريخ البلاد واختير «إدهام نور الدين هوسيك» ذو الأصول البوسنية وزيرا للصناعة والعلوم، فيما أدّت «آن عزة علي» القسم لتكون وزيرة للطفولة والتعليم والشباب. وقد هاجرت علي مع عائلتها من مصر عندما كانت في الثانية من عمرها فقط، وسبق أن انتخبت كأول امرأة مسلمة في البرلمان الاتحادي لأستراليا أيضا.
وكان الوزير المسلم إدهام نور الدين هوسيك -وهو من أوائل خريجي جامعة غربي سيدني- ضمن الوفد الذي رافق رئيس الوزراء أنتوني ألبانيس في أول زيارة رسمية خارجية له إلى العاصمة الإندونيسية «جاكرتا”.
ووصف هوسيك تعيينه وزميلته آن عزة علي، بالحدث الكبير في مثل هذا التوقيت بالنسبة لأكثر من 600 ألف مسلم في أستراليا، ومن بينهم عدد كبير من المهاجرين.
وأشار الوزير إلى إسهام المسلمين الأستراليين في مسيرة وطنهم لوقت طويل، ابتداء من الرحالة راكبي الجمال الأفغان الذين ساعدوا على تأسيس الروابط بين أطراف البلاد في القرن الـ19، بما في ذلك تأسيس منظومة الاتصال التيليغرافي آنذاك.
وفي نظره، فإن تعيين وزيرين مسلمين خطوة مهمة تؤكد اهتمام الحكومة الحالية بتوفير الفرص لمواطنين من مختلف الخلفيات والمعتقدات، وبهذا يشعر الجميع أنهم جزء من هذا المجتمع وليسوا معزولين عنه.
قرار يعكس تغييرات
وتحدث إيد هوسيك عن أهمية وجود أشخاص من مختلف فئات المجتمع على طاولة صنع القرار في البلاد. وشدد على أهمية أن يكون مجلس الوزراء ممثلا للوجه الحديث لأستراليا.
وبرأي الوزير، فإن تعيين مسلمين في الحكومة الأسترالية قرار مهم بالنسبة لدولة تجاور إندونيسيا باعتبارها من «أهم ديمقراطيات العالم الإسلامي»، وهو ما يعكس أيضا التغييرات التي شهدها المجتمع الأسترالي، ويبعث رسالة إلى الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين فيها بإمكانية أن يكون لهم دور ومشاركة.
ورغم اعتبار إدهام نور الدين هوسيك (أو إد هوسيك) وصول مسلمين إلى مجلس الوزراء إنجازا مهما، إلا أنه قال إن التحدي لا يزال حاضرا في بعض الأوساط، حيث تنتشر الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية. وأضاف«لا بد من البقاء متيقظين لمواجهة ذلك بعد الحدث المأساوي لكرايست تشيرش في نيوزلندا عام 2019″.
وتحدث الوزير عن نشاطه مع زملائه لمواجهة سلوكيات التطرف التي ساعدت منصات التواصل والإنترنت على انتشارها، ما جعل خطاب الكراهية غير مقتصر على أستراليا، بل منتشر في دول أخرى أيضا، ولذلك لا يقلل هوسيك من خطوة تعيينه وآن عزة علي في مجلس الوزراء، لكنه في الوقت نفسه يرى أن هناك الكثير مما يجب القيام به.
جيل أكثر نشاطا في السياسة
وحول ما إذا كان الجيل الثاني أو الثالث من المسلمين أكثر نشاطا في الحياة السياسية من جيل الآباء والأجداد الذين هاجروا إلى أستراليا، يرى هوسيك -وهو من مواليد عام 1970- أن الجيل الأول الذي وصل إلى أستراليا من المهاجرين انشغل في سنوات عيشه الأولى بتأسيس حياة جديدة.
وكما حصل مع والديه، فعند وصولهم من البوسنة لم يكن لديهم أقارب أو أصدقاء وكان عليهم التكيّف مع الأحوال الجديدة ومع لغة البلاد ونظامها، ودمج أبنائهم في المدارس، وهم بدورهم أكملوا الطريق.
وذكر إدهام نور الدين هوسيك أن والدته لم تجد فرصة جيدة لتعلم اللغة الإنجليزية أو الانخراط في أي تعليم نظامي مناسب لها، لكنها اجتهدت كثيرا في تعليم وتربية أبنائها.
أول نائب مسلم
ويأتي تعيين هوسيك وزيرا بعد 12 عاما من انتخابه كأول نائب مسلم بالبرلمان الاتحادي في غرب سيدني عن حزب العمال الأسترالي، حيث برز اهتمامه بالتحولات التقنية والإبداع الرقمي وأثرها على الوظائف وسوق العمل والبحث عن سبل للتفكير في مستقبل الأعمال.
وبعد ذلك كان أول مسلم يؤدي اليمين الدستورية حاملا القرآن الكريم بصفته السكرتير البرلماني لرئيس الوزراء الأسبق كيفين رود عام 2013. وهو ما قام به قبل أيام خلال أداء القسم الوزاري أيضا.
ووصف تعيينه كوزير للصناعة والعلوم بالفرصة المثالية ليضع بصمته في حياة الناس، والنهوض بالصناعات في بلاده وكذلك التعاون مع القطاعات الصناعية في دول الجوار، بما في ذلك صناعة الحلال (منتجات تتفق مع الشريعة الإسلامية)، وعلاقة ذلك بتوفير الغذاء في ظل تحديات عديدة منها تغيرات المناخ، وفق قوله.
تعزيز العمل مع إندونيسيا
وعلى هامش زيارة وفد حكومته لجاكرتا، عبّر هوسيك عن رغبة بلاده في العمل لمواجهة التحديات والمشاكل المشتركة من خلال العلوم والتقنية، مثل مشروع مواجهة «حمى الضنك» بمشاركة خبراء إندونيسيين وأستراليين، وكذلك ما يرتبط بمستوى حياة الناس مثل توفير المياه النقية، وتجاوز تحديات ما بعد الوباء في مجال النهوض بالصناعات والأعمال وقطاع البرمجيات.
وقال «رغم كون أستراليا وإندونيسيا جارتين قريبتين إلا أن التواصل بين مواطني البلدين ما زال منخفضا»، معبرا عن أمله بأن تمهّد الزيارات لتبادل الخبرات الرقمية واكتشاف إمكانات كثيرة ومنها نماذج من العقول الإندونيسية في مجال التقنية لدعم الأعمال والصناعات في أستراليا، وتعزيز إندونيسيا كسوق كبير للتطبيقات التقنية ووسائل التواصل.
نشر في جريدة التلغراف الأسترالية
رابط مختصر.. https://arabsaustralia.com/?p=23747