كان لا بدّ للمرأة من أن تنتفض ذات يوم تاريخي، في لحظة انخطاف نأمل ألا تكون عابرة، على المجتمع (الجليل) الذي قرّر نيابةً عنها بأنّ التقدّم في العمر هو بداية النهاية.
وكان لا بد لها من أن تثور على المُعتقدات القاسية التي تحكم عليها بأشد العقوبات ما إن تصل إلى سن الـ40، وتطلب منها أن تتحرّك من الآن فصاعداً بتثاقل (أو لِمَ لا تزحف!) مُستعينة بسلوك تراجيديّ يعد بمستقبل مُثير للريبة، “تهبط” على ممرّه لاهثة، يلحقها شعرها بخصلاته التي يصعب ترويضها (كي لا نقول شعرها المنكوش.)
وكان لا بد لهذا المُجتمع الذي يَصعب إرضاؤه من أن يُبلغها بجديّة (ديكتاتوريّة؟) خطيرة ما إن تدق الساعة المصيريّة وتُصبح في الـ40، بأنّ عليها أن تلتزم كلياً بالقواعد أو الهياكل التقليدية – المتواضعة وغير المدّعية بكل تأكيد – وتعترف لنفسها بأنّ مكانها أصبح الآن في خانة الـHas Been (أو الكان يا ما كان!).
انتفضت المرأة على هذا الواقع المُعيب وقالت بصوت “هدّار”: “لا! يا عيني، أنا ما خلصت”، وبدأت مرحلة جديدة في الغرب (على أمل أن تلحقنا طرطوشة)، تستريح على مقولة 40 Is The New 30 (أو ما يُعادل: بنت الـ40 متل بنت الـ30
وها هي المرأة تولد من جديد في سن الـ40، وتقع في الحبّ، وتتزوّج، وتنجب، وتنجح في مهنتها وتجول الكرة الأرضية من دون أن تتغاضى عن الرجل أو تنساه. والشكر الكبير لبعض “الاقتحاميات” اللواتي أثبتن بأنّ الحياة رحلة لا ينهيها سوى الموت. نذكر منهن كيت وينسليت – تزوّجت للمرة الثالثة في الـ40، إيفا لونغوريا – أنجبت في الـ47، غوينيث بالترو – تزوّجت للمرة الثانية في 45 وهي تدير موقع “غوب” العالمي الذي تحوّل امبراطوريّة في عالم الـWell Being وقيمته 250 مليون دولار أميركي. ريز ويذرسبون – لا تكتفي ابنة الـ45 بالتمثيل، بل تنتج أضخم المسلسلات والأفلام وتقدم العديد من الفرص للنساء في#هوليوود وتتقاضى على الفيلم الواحد 20 مليون دولار.
والبحوث تفيد بأنّ المرأة لا تستحق لقب المرأة إلا في الـ40 عندما تكون قد عاشت المقولة الشهيرة: “وحالات الزمان عليك شتى، وحالك واحد في كل حال”، وبعدما تكون قد فهمت نفسها والرجل والمجتمع، وتحمّلت الآلام المُضنية وأصابع الاتهام الموجّهة صوبها من كل مكان، وتمكنت من أن تتخطّاها لتقف شامخة على رجليها من دون خوف من الأحكام المسبقة “بإيجاراتها الرخيصة”!
40 is the new 30! وهل من دليل أفضل من الرائعة جينيفر لوبيز التي ظهرت على غلاف مجلة “إن ستايل” شبه عارية من أعلى درجة من سنها الـ49، مُرتدية تجاربها وثقتها في نفسها ونظرة “خارقة” تتحدّى المُشككين؟