كتب الأستاذ الدكتور : عماد وليد شبلاق– أستاذ الهندسة القيمية بجامعه غرب سدني .
مجلة عرب أستراليا-سيدني-بدأ النقاش بين الاب ( العربي ) وأبنه الأسترالي والكل هنا استراليون ! بالجدل المتعارف عليه: لماذا او لما … ولماذا لا !أو لما لا !
فاذا ماراد الولد ان يلبس حلقا أو قرطا في اذنيه ( كما يفعل من حوله ) أو يصبغ شعره للون الأصفر او الأخضر استهجن الوالد ذلك كونه عربيا أو شرق-اوسطيا.. أو حتى تقليديا !ليحتد النقاش ويأخذ طابع الإذعان للأوامر والتفرد بالقرار السلطوي.
المبادئ والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد .. ماهي ؟ وما تعريفنا لها وكيف لنا ان نقيس عليها وماهي حدودها ؟
هل الأديان هي من وضعت هذه المفاهيم ! أو بمعنى اخرهل الانسان (أيا كانت ديانته ) قد يحكم على تصرفاته من خلال الكتب السماوية والتردد على المعابد والكنائس والمساجد ام كان لها الدور الأساسي فقط في تفصيل أنواع العبادات والفرائض والتسامح بين الناس وايضاح الخط الفاصل بين الحلال والحرام أو الصح والخطأ وعمل الخير والشروما الى ذلك .
ذلك الاب الذي تربى ونشأ في زمان ومكان غير الذي نحن فيه حاليا ينظر بمقياسه هو ومرجعيته هو في الدرجة الأولى لانه تعود بأن يرى أباه وعمه وخاله وربما القبيلة أو العشيرة من حوله في هذا المنوال ومن شذ منهم في ذلك الزمان او المكان لنعتوه بالجنون او التخلف أو الخروج عن المله ! مثلا :هذا الشيء هو محرم أو حرام …… اذا هو مخالف للدين ! أو غلط ….. فهو أذا مخالف للقيم والمبادئ او ذلك عيب ….. فهو أذا ضدالعادات والتقاليد ! وهكذا .
ومن هنا وبالرجوع لنقاش الاب وابنه : هل تلوين او صباغه الشعر من اللون الأسود الى الأصفر يعد ضربا من الجنون او الحرام او العيب وهل هو مسموح او حلال او جائز للفتيات دون الأولاد ! وماهوالدين الذي يسمح بذلك والدين الذي لا يسمح بذلك وماهي القيم والمبادئ التي تقر ذلك والأخرى التي لا تقر بذلك ! فهل لان الانسان قد ولد بشعر اسود ( في معظم الحالات ) فتغيره يعد مخالف للاعراف والقوانيين. والسنن !
وهل اطاله الشعر وترتيبه بشكل مايسمى بذيل الفرس او الحصان هو تشبه بالنساء او الفتيات ومن قال ان الشعر الطويل هو حكر للبنات دون الأولاد مثلا وهل هو مدعاه للفتنه واثاره الشهوات ( العرف السائد في بعض المجتمعات المغلقه او الذكوريه ) وان كانت بعض المجتمعات قد وفرت بيئهالحريهالتامه للناس لتتحرر من القيود المفروضة عليها في ازمنه وأماكن أخرى فلا يعني ذلك الذهاب بعيدا للتشبه بالمخلوقات الأخرى والغير خاضعه للضوابط والالتزام .
ان التساؤلات التي تواجه الإباء والامهات هنا في استراليا ( من أصول عربيه أو شرقيه ) في مجتمعات الهجره لهيه محيره في معظمها ومؤلمه في كثير من الأحيان فالاب هو من اتى باسرته سعيا وراء لقمه العيش والهروب من أزمات موطنه الأصلي ليواجه أزمات من نوع أخرى لم يحسب حسابها ستؤرقه طويلا ليعيش غربته مرتين . والله المستعان !
رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=7580
الأستاذ الدكتور : عماد وليد شبلاق