كتب علي موسى الموسوي / النرويج
مجلة عرب أستراليا-سيدنى– الكثير من البرامج الكوميدية الدرامية التي عرضت مؤخراً على القنوات التلفزيونية أو على مواقع التواصل الاجتماعي فما هي الا تعبير عن رفض الواقع ومعالجة القضايا السياسية والاجتماعية وشرحها الى الجمهور بطريقة ساخرة وهزلية لكن أن تصل الى مرحلة الابتذال والخروج عن المعايير الأخلاقية هنا نسأل أين الرقابة هناك حدود واضحة بين الكوميديا والإسفاف في التعامل مع الجمهورواحترام التقاليد والأخلاق والأعراف الاجتماعية نتحدث عن الكوميديا الهادفة المهذبة التي تعتمد الطرفة والنكتة والنقد والسخرية دون تجريح أو تجاوز على الذائقة العامة ونحن بين العمل الذي يجعل الانسان جوهرا له وبين من يضحك على الانسان وقيمه الجمالية الراقية والأخلاقية المهذبة.
وهكذا فأننا مع الكوميدية الهادفة الراقية فنا وسلوكا أما الكوميدية التجارية الرخيصة التي تسيء للذوق العام فهي تشارك في أنحدار الذوق الفني الكوميدي الذي لاينم عن الثقافة والأخلاق العامة ولو عدنا للكوميديا اليونانية القديمة لوجدنا أن هدفها هو معالجة الواقع بطريقة ساخرة هادفة تنسجم مع رؤية فرويد للنكتة اذ نظر الإغريق اليها بوصفها وسيلة للتنفيس لانها تقدم الواقع بصورة جميلة ومضحكة من خلال الفعل الذي تحمله ففي كتابة النكتة وعلاقتها بالاوعي بأعتبارها نافذة أو وسيلة تفريغ للشحنات الانفعالية وضغوطات الحياة المكبوتة وأعتقد ان النكتة والضحك هما وسيلة لتفريغ الطاقة العصبية المكبوتة عند الفرد.
وكما قال فرويد بأن الضحك والكوميديا يستندان بطبيعتها الى الألم والمعانات وهو الأمر الذي يجعل الكوميديا وسيلة تنفيس لتنظيم فوضى الحياة المعاصرة وأيضا وجدت دراسة أن الكوميديين أكثر حزنا ووجعا وأن الكوميديين لديهم قدرة أقل على الشعور بالمتعة الشخصية والاجتماعية ونظرة أكثر قتامة للإنسانية والحياة وكما تحدث محمد الماغوط عن أنتاج الكوميديا وهي مشبعة بالحزن ويقول الحزن هو جوهر كل ابداع وتفوق ونبوغ الكوميديا الراقية اذاٍ لم يكن منطقها الحزن تصبح تلفيقا وتهريجا ……
يضُحكون الجماهير للهروب من أحزانهم
فنحن نشعر بتحسن حالتنا النفسية عندما نضحك كثير ولكن المفاجأة تكمن عندما نعلم ان الكثير ممن يقدمون لنا الكوميديا يعانون من الحزن والاكتئاب فهناك قصة تروى ان رجل فرنسي ذهب الى احد الأطباء النفسيين وهو في حالة من الكرب الشديد وقال له دكتور أنني أعاني من حالة مفزعة من التعاسة والاكتئاب هل يمكن ان تصف لي بعض الأقراص أو اي شيء يمكنه ان يساعدني في التقلب على هذه الحالة فاجاب الطبيب انت لاتحتاج الى دواء اذهب وشاهد المهرج الشهير جروك انه سيبهجك ويجعلك تشعر بالتحسن فاجاب الرجل يادكتور أنا جروك ………!
رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=7636
الصحفي والكاتب ـ علي موسى الموسوي