spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

الجالية العربية في استراليا (الجزء الثاني):تاريخها ومشاكل استقرارها وتأثيرها على المجتمع الاسترالي.بقلم هاني الترك

بقلم الكاتب هاني الترك

” كتب سنة 1988 ”

مجلة عرب أستراليا – سيدني – أن الانسان هو الكائن الوحيد الذي لديه تاريخ لان له ذاكرة ووعي وحضارة وصاحب التاريخ والمعرفة أساس الوعي.والمعرفة بحاضر الجالية هو أساسي لإستخراج العبر والدروس وتصحيح المسار.

وهذه الدراسة أعددتها عام 1988 في الاحتفال المئوي الثاني لإستيطان استراليا وفزت بها بالجائزة الاولى في مسابقة صحيفة “النهار” في ذلك الزمن.

ولم أغيّر فيها الحقائق والاحداث لان التاريخ يظل التاريخ… لهذا تنشرها “التلغراف” على حلقات متتالية أسبوعياً مع تحديث الدرس في الدراسة في آخر فصل من اجل استخراج العبر والهدف من الدراسة.

  • من هم العرب في استراليا؟

أن العربي هو الذي يحمل الثقافة العربية، وينطق باللغة العربية. والثقافة العربية تشمل مجموعة الانجازات والفنون والآداب والعلوم والصناعات ونماذج الاقتصاد والزراعة والتقاليد والعادات واللغة والديانات التي تميز المجتمع العربي عن باقي المجتمعات، والتي ورثها العرب عبر التاريخ القديم والتي نضجت ونشطت مع نزول القرآن الكريم وانتشار الاسلام في القرن السابع الميلادي.

كما أن اللغة العربية هي الرابط القوي الذي يجمع العرب، حيث قال الرسول: ليست العربية من احدكم بأب او أم، وانما العربية هي اللسان، فمن تكلم اللغة العربية فهو عربي ويقول تعالى:: “انزلناه قرآناً عربيا”.

اذن هناك ترابط عضوي تاريخي روحي يجمع بين الاسلام، الدين، واللغة العربية كرابطة اجتماعية تجمع العرب. أما القومية العربية فهي التيار الفكري السياسي الذي يدعو الى وحدة الأمة العربية مهتدية بتعاليم الاسلام.

فالثقافة العربية هي التاريخ الواحد الذي يجمع العرب، مثلما ان اللغة العربية هي حياة الأمة العربية وروحها. وبهذا التعريف فان العربي هو المسلم اوأو المسيحي سواء كان فلسطينياً أو لبنانياً، سوريا او عراقياً،أو من أي جزء من انحاء الوطن العربي الكبير، هو الذي يحمل مبادئ الأمة العربية بكاملها تحت ظل الاسلام الدين الرسمي للأمة، وبهذا المعنى فإن العربي المسيحي هو مسيحي ديناً ومسلم وطناً.

وحسب احصائية عامم 1985 “للمكتب الاسترالي للاحصاءات” فأن العرب الاستراليين الذين هاجروا من لبنان يبلغ تعدادهم 56341 نسمة، ومن مصر 30633، ومن سوريا 3882، ومن العراق4567، ومن البحرين والاردن وقطر والكويت والسودان وغزه واليمن بقطريه الجنوبي والشمالي، ودولة الامارات العربية والمملكة العربية السعودية 4086 نسمة.

وليس هناك إحصائية دقيقة عن عدد المهاجرين الفلسطينيين حيث دخلوا استراليا بجوازات سفر غير فلسطينية، ولكن يقدر عددهم بحوالي 15000 نسمة، كذلك يقدر عدد ابناء الجالية السودانية بحوالي 1500 نسمة. وتبعاً لنفس الاحصائية ايضاً فإن عدد الناطقين باللغة العربية في استراليا 106038 شخصاً، فاذا اعتبرنا عدد المواليد العرب في استراليا الى جانب المهاجرين من الدول العربية فإن عدد الجالية يقدر بحوالي 200000 نسمة.

الفصل الثاني

  • تاريخ الهجرة العربية في استراليا

بدأت الهجرة العربية الى استراليا بوصول الأخوان فخري من لبنان عام 1876، وفي تلك الحقبة من الزمن كان لبنان والدول العربية ترزح تحت الحكم التركي، وكانت الظروف الاجتماعية والاحوال الاقتصادية هي الدافع الأساسي وراء الهجرة، وايضاً البحث عن سبل حياة افضل. وحسب الاحصائية الاسترالية عام 1901، كان عدد العرب من لبنان ما يقارب 1016 نسمة، وقد وصل عددهم عام 1920 الى 2000 نسمة

كان شعورهم بالعزلة شديداً والاحساس بالوحدة والغربة شديداً في مجتمع يختلف عن ثقافتهم ولغته وتركيبة وطنهم الأم.. لذلك التفوا حول بعضهم وفي مد يد المساعدة لبعضهم البعض وتمركزوا في منطقة ردفرن في ولاية نيو ساوث ويلز.

وكان يطلق عليهم السوريين وكانوا مصنفين من قبل السلطات مثل الأسيويين.. وعانوا من العزلة العنصرية . وكان التأقلم مع المجتمع الاسترالي غاية في الصعوبة.

وكان هؤلاء المهاجرون الأوائل يفتقرون الى المهارات العلمية والمهنية واللغوية لذلك اختاروا مهنة البيع بالتجول عبر استراليا، كالسلع المنزلية والخردوات والملابس، حيث ان هذا العمل في طبيعته لا يتطلب المهارات العلمية والمهنية واللغوية. وكان البيع بالتجول هو قاعدة انطلاق للبنانيين نحو تأسيس الأعمال الحرة، وكان بمثابة همزة الوصل في ربط اللبنانيين بوطنهم وثقافتهم وتقاليدهم ولمعرفة المجتمع الاسترالي من حولهم.

وبذلك اسسوا بعدها اعمالهم الحرة في قطاع التجارة والتصنيع مثل صناعة الملابس. قد لاقى هؤلاء الرواد الأوائل صعوبة جمة في التأقلم، حيث عانوا من الغربة والعزلة، وكانت تربطهم مع بعضهم روابط وثيقة للتخفيف من عزلتهم.

وفي عام 1920 اصيبت استراليا بنكسة اقتصادية، وانتشرت البطالة بين افراد الشعب مما اثر على اللبنانيين، فتوقفت هجرتهم الى ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويعتقد ان اول عائلة من المهاجرين السوريين كانت عائلة “عكار” التي هاجرت الى استراليا قبل الحرب العالمية الاولى بقليل و”الفوج الثاني” من الهجرة العربية الى استراليا رأى النور بعد الحرب العالمية الثانية، حيث وصل عدد المهاجرين ما يقارب خمسة آلاف ونصف الف عربي.

واول مهاجرة عراقية الى استراليا كان اسمها “وارينا ويلش” التي كانت متزوجة برجل انكليزي هاجرت معه من الهند عام 1931. اول فلسطيني هاجر الى استراليا هو طوني بطحيش عام 1947 وكان متزوجاً من امرأة يهودية.

واثر نكبة فلسطين عام 1948 بدأت هجرة الفلسطينيين إلى استراليا واولهم الفلسطينيان القس جوردن بوتاجي مع اخيه قنصل الاردن الفخري في ذلك الوقت تشارلي بوتاجي. وفي عام 1963 قدم أول فوج من الاردنيين يقدر عدده بـ 12 شخصاً، من بينهم سمير عريضه ومحمود الجمل. واول مهاجر مصري إلى استراليا هو امين صليب الذي هاجر الى استراليا عام 1963.

وفي الستينات من هذا القرن، تبنّت الكنيسة القبطية الارثوذكسية هجرة بعض المصريين الى استراليا، وكان معظمهم من المتعلمين واصحاب المهن. واول مهاجر سوداني الى استراليا هو باسيلي باسيلي الذي هاجر عام 1966. وكان معظم القادمين في تلك الفترة من المسيحيين العرب، وذلك بدافع البحث عن حياة اقتصادية افضل.

وكانت الاحوال الاقتصادية في استراليا في تلك الفترة مزدهرة، والحصول على عمل سهل حيث الأعمال متوفرة. والسبب الثاني للهجرة العربية في تلك السنوات هو الحرب العربية الاسرائيلية في فلسطين عام 1967. فرغم ان الفوج الثاني من الهجرة العربية الى استراليا بدأ بعد الحرب العالمية الثانية الا انها تكثفتا في الستينات.

كما كان من نتائج الحرب الاهلية اللبنانية عام 1976 والغزو الاسرائيلي للبنان واحتلال الجنوب في عام 1982، هجرة عدد كبير من اللبنانيين والفلسطينيين لاستراليا ويعتبر هذا هو الفوج الثالث الذي بدأ في القدوم من منتصف السبعينات حتى تاريخنا هذا.

ومنذ ذلك الوقت كانت استراليا تمر بمرحلة تغيير اقتصادي، كتطبيق التكنولوجيا على الأعمال والتصنيع وارتفاع نسبة التضخم والبطالة، فلم تعد توجد وظائف خالية كما كان في الماضي للعمال الغير مهرة والغير المؤهلين. ولما كانت نسبة كبيرة من مهاجرين الفوج الثالث غير مؤهلين، ولم يكملوا تعليمهم بسبب الحرب في لبنان فقد اثر ذلك على عملية استقرارهم، وواجهوا مشاكل كبيرة في مجالات العمل والسكن والتعليم.

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=9645

ذات صلة

spot_img