مجلة عرب أستراليا سدني -قصة أمنا أستراليا
استراليات- بقلم هاني الترك OAM- نشر في جريدة التلغراف
بمناسبة يوم استراليا الذي نحتفل به يوم الثلاثاء إليكم قصة أستراليا بإختصار.
ولنبدأ منذ البداية:
الأبوريجينيون
الأبوريجينيون سكان استراليا الأصليين قطنوا استراليا منذ حوالي 65 ألف عام.. كان عددهم وقت إستيطان الأوروبيين للقارة الاسترالية سنة 1788 بين 150 و300 ألف نسمة وتعدادهم الآن 100 ألف نسمة.
ثقافتهم بدائية وهي لا تزال حية حتى الآن.. كانوا يعيشون على الصيد ولم يعرفوا الزراعة.. يعيشون كقبائل ولا يزالون مع ان بعضهم إنخرط مع المجتمع الاسترالي.
كل قبيلة لها لغتها.. وديانتهم هي عبادة الأسلاف والاعتقاد بوجود الآلهة.. ويعتقدون بتقمص الأرواح.
يعتقد الأبوريجينيون بخلق الله للعالم.. والذي يُسمى بزمن الحلم -Dream Time- وخلق الارواح والانسان والحيوانات والطبيعة.. وهي شديدة التعقيد.. وكل القبائل الأبوريجينية تؤمن بها.
ولهم تقاليد في الزواج والختان ويقدسون الأرض ويحرمون زواج الأقارب.. ويقولون:
نحن لا نملك الأرض ولكن الأرض تمتلكنا.. فالأرض هي أمنا.
وتختلف القصص من قبيلة الى أخرى.. ولكنها تركز على أهمية الروح والهوية.
كان عددهم ينقص بسبب المذابح التي إرتكبها المستوطنون في حقهم.. والأمراض التي فتكت بهم.. والحروب بين القبائل.
ومعظمهم يقطن في المقاطعة الشمالية وفي غرب استراليا وفي كوينزلاند.
وقد ارتكبت استراليا في حقهم جريمة تُعرف بالجيل المسروق -Stolen Generation-.. إذ كان يُنتزع الاطفال من أحضان عائلاتهم ويعيشون في المعاهد ومع عائلات استرالية.. ولكن في عهد رئيس الوزراء كيفن راد إعتذرت استراليا عن الجيل المسروق.
إكتشاف أستراليا
يعتقد المؤرخون ان البحارة العرب كانوا على معرفة تامة بأستراليا حيث اكتشفوا الساحل الجنوبي الغربي منها.. قبل وصول البرتغاليين والأسبان والهولنديين.
وقبل كابتن كوك كانت قد إكتشفت السفينة الهولندية في القرن السابع عشر أستراليا فقد جاءت الى أستراليا.. وكان قائد السفينة الهولندية إسمه أبيل تزمان عام 1642 والذي سميت تزمانيا بإسمه.. نُفي إثنان من البحارة تمردا على طاقمها وتُركا في استراليا ولا يُعرف مصيرهما حتى الآن.
كابتن كوك هو مكتشف استراليا.. حيث اُعلن عام 1768 في إنكلترا عن بدء رحلة كوك.. وهو أشهر الرحالة في التاريخ.. فقد وصل جايمس كوك الى بوتني باي عام 1770.. وحيث أبحر من مسقط رأسه مدينة وايتباي حيث أُقيم تمثال له وتحول منزله الى متحف.
وأقيمت عام 2018 الاحتفالات الكبرى في إنكلترا وفي مدينته حيث عُرضت المستندات والوثائق الخاصة بالرحلة الى استراليا.. وذلك في السفينة -Endeavour- إينديفور.. حيث أبحرت السفينة.. وعلى متنها جوزيف بانكس.. وهو عالم في النباتات.. وكان بانكس ثرياً وهو الذي أطلق على بوتني باي لأنها كلها شجر ونباتات.. وأطلق بانكستاون على إسم مدينة بانكس.
عاد كوك الى بلاده وأوصى بان تتخذ استراليا منفى للسجناء البريطانيين بدلاً من أميركا.. فكانت سجون بريطانيا مكتظة بالسجناء.. وامتنعت أميركا بعد حصولها على استقلالها عن السماح بإستخدام أراضيها كمنفى للمساجين البريطانيين.. أُوكل تنفيذ الفكرة الى اللورد سيدني وزير الداخلية البريطاني في ذلك الزمن.. واعتبر بذلك أستراليا ملكاً للتاج البريطاني.. وسُميت كلمة أستراليا المشتقة من مصطلح اللغة اللاتينية Terra Australis أي أرض الجنوب.
وفي رحلة أخرى عبر الباسيفيك لكابتن كوك الى هاواي قتله السكان الأصليون.
إستيطان أستراليا
أبحر الأسطول من بريطانيا وكان على متنه ما يقارب 1375 سجيناً و110 أشخاص من البحارة والحراس حملوا أمتعتهم ووصلوا الى أستراليا.. وكان الأسطول مؤلفاً من 11 سفينة.. مات أثناء الرحلة 81 شخصاً.. حيث واجهوا قسوة البحار وأهوالها.
وصل الأسطول الى بوتني باي بناءً على توصية كابتن كوك.. ولكن قائد الأسطول كابتن آرثر فيليب رأى ان بوتني باي غير مناسبة للإستيطان.. فأبحر الى سيدني كوف بتاريخ 26 يناير/ كانون الثاني عام 1788.
شرب القادمون نخب الملك جورج.. ورفعوا العلم البريطاني.. وأعلنت بريطانيا ان جميع أراضي القارة هي جزء من ممتلكات التاج البريطاني.. وسُميت المستوطنة نيو ساوث ويلز.
قطعوا الاشجار وشيدوا الخيم.. ورجعت السفن الى بريطانيا.. وشعروا بالوحدة القاسية لإبحارهم الى آخر مقلب في الدنيا.. ومات منهم خلال عام 103 من السجناء والبحارة.. فشل المحصول الأول وكادت ان تحدث مجاعة لولا قدوم الأسطول الثاني من بريطانيا.
دأ بعدها قدوم المستوطنين والسجناء الى المستوطنة.. حتى زاد عدد سكانها ونمت وازدهرت. وفي عام 1801 إنفصلت فيكتوريا عن نيو ساوث ويلز لتصبح مستوطنة مستقلة.. وفي عام 1809 إنفصلت كوينزلاند وأصبحت مستوطنة مستقلة.. وفي عام 1825 إنفصلت تزمانيا.. وفي عام 1829 أُسست مستوطنة بيرث في غربي أستراليا.. وفي عام 1836 أُسست مستوطنة أدلايد.
في عام 1901 دخلت المستوطنات في إتحاد فيديرالي وأصبحت ولايات وسميت بالولايات داخل النظام الفيديرالي.. إستقلت أستراليا عن بريطانيا ولكنها بقيت في الكومنولث البريطاني واستمرت ملكة بريطانيا هي السلطة العليا للدولة الاسترالية ممثلة بالحاكم العام.
وكانت الهجرة ولا زالت هي المورد الرئيسي لنمو استراليا وتقدمها.. وتبعاً لأهمية سياسة الهجرة على البلاد أصبحت من إختصاص الحكومة الفيدرالية.. وكانت سياسة الهجرة هي سياسة استراليا البيضاء لقبول المهاجرين البيض من أوروبا.
وبعد الحرب العالمية الثانية تبنت استراليا سياسة واسعة بالهجرة.. قبلت على أساسها أكبر قدر من المهاجرين في تلك الفترة من تاريخها.. وفي عام 1973 أُلغيت رسمياً سياسة الهجرة المبنية على أسس عنصرية.. وفُتح باب الهجرة لجميع أجناس العالم بشرط ان تتوفر لصاحب الطلب مواصفات الهجرة المطلوبة.
فقد أثر المهاجرون على جميع أنشطة الحياة الاسترالية وساهموا في بناء الاقتصاد المتقدم لتصبح استراليا دولة ذات الحجم المتوسط بين الامم المتحضرة ومجتمع الحضارات المتعددة.
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=13681