spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

الدكتور طلال أبوغزاله يكتب في عالم اللامعقول

مجلة عرب أستراليا- الدكتور طلال أبوغزاله يكتب في عالم...

روني عبد النور ـ البشر “مبرمَجون” للإبداع: كسر رقابة واستمتاع!

مجلة عرب أسترالياـ بقلم روني عبد النور  قبل سنوات، عرّف...

هاني الترك OAMـ مكافحة معاداة السامية في المناهج التعليمية

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم هاني الترك OAM بعد الاجتماع...

الدكتور طلال أبوغزاله ـ الحرب الساخنة بين الولايات المتحدة والصين

مجلة عرب أستراليا ـبقلم الدكتور طلال أبوغزاله  منذ عدة عقود...

عباس مراد ـ هل ضلل كريس منس البرلمان؟

مجل عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس مراد يواجه رئيس وزراء...

الكاتب منير الحردول:أكاديمية وهم العلم العنصري

spot_img

الأستاذ منير الحردول

مجلة عرب أستراليا – سيدني – لا أحد في هذا الكون ينكر التناقض الصارخ بين تيار الجهل، الذي يستشري في عقول ملايين البشر، وقدرته الرهيبة على التنظير لمختلف أنوع الاستعلاء الثقافي أو العرقي، أوالديني أو الحضاري بصفة عامة، مقابل جنوح العلم نحو الانحناء، وعدم القدرة على مجابهة طغيان تفاهة الجهل، في تقسيم البشر إلى أعراق دونية وأخرى سامية، تحت دريعة اللون أو الجنس أو العرق أو المستوى الاجتماعي الثقافي!

فكيف نفسر إذن، السلوكات البغيضة، لمظاهر العنصرية، الفاقدة للمقومات الحضارية للتعبير الإنساني المحض، ونصنف البشر على أساس اللون أو الدين أو الأصل، في تجاهل تام للأخوة الإنسانية التي تجمع البشرية في كوكب مشترك يتسع للجميع.

إذ، أن احتقار البشر على أساس يدخل في صميم الشكل، أو البعد التاريخي للحضارات الإنسانية، يعد مظهرا آخر من مظاهر زيف الخضارة الإنسانية، تلك الحضارة التي تدعي المجد، والقدرة على انتاج المعارف، والأفكار القادرة على تدبير كل شيء! في هذا الوجود الفسيح، المليء بالألغاز التي لم تحسم البشرية فيها علميا، باستثناء مسلمات تاريخية، تراثية، تداولها مختلف الرسالات السماوية، والكتابات التاريخية، و التي لا زالت لم تجب على جوهر مهم، ألى وهو لم وأين؟ وكيف؟ وإلى أين؟ يتجه هذا الأنسان بغبائه في تفسير الأمور، بحسب أهوائه وعقله المتعجرف المحدود البنيان، في استعباد البشر بأسماء مختلفة.

ولعل طغيان الفكر العنصري، ليس وليد الصدفة أو الأحداث الاكاديمية، الممزوجة بطابع الرسمية.إذ أن معظم القراءات التاريخية لمختلف المدارس التي تدعي السمو المعرفي، ساهمت وبشكل كبير في غرس مفاهيم تاريخية، صبغتها باسم العظمة، وهي مناقضة تماما لواقع اسمه الظلم واللامساواة! فكيق يعقل تمجيد حضارات برموز او مآثر ومنحها أولوية في البحوث التاريخية، والكل يعلم أن تلك البناءات بنيت عن طريق استعباد للبشر، وتقسيمهم لطبقات، وفئات دونية، تم استغلالها بأبشع أنواع الوسائل والآليات.

بهدف الوصول لمجد تاريخي! بناه طغيان ثلة ممن ترأسوا تلك الحضارات وقهروا شعوبهم بالجوع والعطش، والقتل، والتمثيل بالجثت، بغية إشاعة الخوف والرعب في النفوس، لضمان الولاء المطلق، على ظهر ملايين الأسر والأطفال والأمهات، ولعل الكتابات التاريخية شاهدة على الطرق التي بنيت بها بعض المآثر التي تمجدها الكتابات التاريخية، والرسمية، بالرغم من عنصرية، وظلم من سهروا على بنائها، كالأهرامات في المشرق وفي أمريكا الوسطى والجنوبية وسور الصين العظيم.

ولعل القراءات التاريخية، تعد من صميم الأفكار العنصرية، التي استخدمت من قبل من يدعون المعرفة والعلم، لتحقيق نزواتهم المختلفة، كما وقع في ألمانيا ومحاولة الفكر النازي، جاهدا لمأسسة الفكر المتطرف العنصري القائم على العرقية( الجنس الآري)، أو عنصرية القطرية الوطنية، ومجابهة المهاجرين باعتبارهم لا ينتمون للبلد الأصلي.

ولعل الأحداث التاريخية شاهدة على عجرفة الأفكار العنصرية العرقية أو اللغوية أو الدينية، التي لا أحد قادر على مجابهتها، بقوة منطق العقل و المتسم بروحانية وجدان سمو المساواة البشرية، فهاهو حائط الميز العنصري بأرض فلسطين، وهاهو القتل بدافع قبلي أو ديني، تحت درائع مختلفة، وهاهو العنف وهاهو العنف المضاد، في المقابل عجزت التربية التي نظر لها آلاف المنظريين في تجميع الأفكار البشرية، في مسار إسمه الإنسان الواحد الذي خلق في أرض مشتركة، واحدة ويختلف في الأفكار. لكن يشترك في رزنامة كبيرة من الحاجيات النفسية والعضوية.

فالمعرفة الأكاديمية، والعلم الذي انحرف عن مسار خدمة الإنسانية واتجة لتدمير مقومات التعايش السليم والآمن، ساهم وبشكل كبير في اضفاء وتقوية الطابع الحتمي للتفوق العنصري، القطري، بطرق مباشرة وغير مباشرة. فكيف إذن نفسر جنوح أغلب الدول لامتلاك مختلف أنواع الأسلحة وتشجيع الباحثين في الدمار، بهدف صنع أسلحة قادرة على الفتك بالبشر، والشجر والحجر.

وكيف نفسر قرصنة الأدوية، والكمامات، وأجهزة التنفس في زمن وباء يفتك بالبشرية جمعاء، وكيف نفس تسابق الكل للضفر بالوصول إلى لقاح فعال للوباء، بهدف ربح المال مقابل معالجة جسد البشرية، فلا تفسير للجهل العنصري المغلف بطغيات التفوق الأكاديمي الوهمي، النابع من نفس بشرية حاقدة، ترفض الاعتراف بأن البشرية أصلها واحد، وموتها واحد، وأرضها واحدة، وحاجياتها النفسية واحدة، و….إذن بئسا لعنصرية جهل الوهم العلمي!

رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=9493

ذات صلة

spot_img