بقلم علي موسى الموسوي
مجلة عرب أستراليا- سيدني – لاتحتاج ضيافته الفاخرة اي فواتير او دنانير، وانما فقط كفوف حانية تشبه رغائف البسطاء، أيام قلائل ويحل ببيوتنا ضيفاً عزيزا ووافداً كريما، تتشوق القلوب لمجيئه وتتطلع النفوس الى قدومه، حبيب على القلوب وعزيز على النفوس يتباشرون بمجيئه ويهنئ بعضهم بعضا بقدومه وتتزين الشوارع والبيوت والمساجد بتعليق فوانيسه واضواءه.
الكل يهنيء هذا الضيف ويأمل الحصول على مافي كيسه من جود وخير وبركة، شهر واحد تعددت خيراته وتنوعت بركاته وعظمت مجالات الربح فيه لان الله عزوجل ميزه بميزات كريمة وخصائص عظيمة ومناقب جمة تميزه عن سائر الشهور .
جعله الله -تعالى- لعباده موسماً خاصاً ذكره بعينه وخصّه عن باقي المواسم في مضاعفة الأجور وزيادة المِنح والمغفرة والعطايا من لدنه، إذقدرّه شهراً من كلّ سنة، فحين يقترب موعد رمضان المبارك يجهز المسلمون أنفسهم لاستقباله على أتمّ وجهٍ واستعدادٍ، ليغتنموا من أجوره وبركته بكل وُسعهم.
وفضّل الله -تعالى- شهر رمضان المبارك في عدّة أمور، أوّلها أنه أنزل فيه القرآن الكريم على النبيّ صلّى الله عليه واله ، حيث قال الله تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)وورد فضل شهر رمضان المبارك في الكثير من الأحاديث النبويّة والآيات القرآنيّة.
إذْ قال الرّسول صلّى الله عليه وسلم (ورغِم أنفُ رجُلٍ دخَل عليه شهرُ رمضانَ ثمَّ انسلَخ قبْلَ أنْ يُغفَرَ له) ودلالة ذلك أنّ شهرَ رمضانَ شهر المغفرة الجليّة، التي لا يكاد أن يخرج أحد منه دون مغفرةٍ من الله تعالى، ومن أفضاله كذلك أن اختصّه الله -تعالى- بالركن الثالث من أركان الإسلام.
التفاوت السلوكي الامثل مابين انسان وآخر هو النتاج الطبيعي لتفاوت همّة النّاس وطباعهم، فهُناك من يُقبل في شهر رمضان على القرآن والصّلوات حتى يكادُ ينقطع عن أهله ودنياه، وهناك من يمرّ عليه الشهر وهو في أدنى مراحل أداء الصلوات المفروضة.
وقد كان أهل البيت عليهم السلام خير من صام هذا الشهر وأحيا ليله تهجدا لله وطلب المغفرة في هذا الشهر الكريم، لذلك صار ابرز مايحتاجه المسلم لتطويعه، هو التهيِئة النفسيّة والبدنية حتى يدخل شهر رمضان وهو في أعلى درجات الجاهزيّة للصيام والقيام، مُقبلاً عليه مخطّطاً لكيفيّة قضاء أيّامه ولياليه التي تسبقها النيّات المناسبة فإنّه سيحظى بوافر الأجر والكسب، ومن الأعمال التي تُعين المسلم على التنعّم بفضائل شهر رمضان المبارك: التوجّه لله -تعالى- بالدّعاء ببلوغ شهر رمضان المبارك، والفرح بِقرْب بلوغ شهر رمضان وحمد الله -تعالى- على ذلك.
احتساب مجموعة من النّوايا ورسم أهداف ليتمّ إنجازها خلال شهر رمضان ومنها: التوبة الصادقة من الذنوب والمعاصي وكذلك ختم القرآن الكريم قراءةً وتدبّراً عدّة مرّات، وايضاً كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات بفعل المزيد من الطّاعات والخيرات.
الى جانب المُعاملة الحسنة مع النّاس والصّبر على أذاهم، لذلك جعْلُ شهر رمضان بداية الانطلاق لطاعات وأخلاق حسنة جديدة والثّبات عليها، الى جانب تكثيف قراءة كتب الرّقائق التي ترفع همّة المسلم وتذكّره بالثواب وفضل الصيام والقيام، فضلاً عن تخصيص مبلغٍ من المال مُقتَطع كلّ فترة للأيتام والعوائل المتعففة خلال شهر رمضان أو إفطار صائم وغير ذلك من أفعال خيره الوفير.
رابط مختصر:https://arabsaustralia.com/?p=8496