مجلة عرب استراليا سدني – التأقلم والمعاناة
بقلم الكاتبه راغده السمان -مدربه ومعالجه بعلوم الطاقه الحيويه والإنسانيه
بحزن تلقيت خبر رحيل صديق من العراق الجريح في سيدني جمعتنا غربتنا عن أوطاننا وفرقتنا أوطان ضاقت على أبنائها. . . خبر جعلني أتوقف عنده وأشرد في الجهات الأربع لكوكب الأرض الممتد. . .أصبحنا نودع بعضنا البعض في الغربة! ! !
دعاني الخبر لأكتب عن التأقلم والتعود وما نعانيه في بلاد جديدة علينا بكل المقاييس. . . يقول جبران: الوجع أصم والحنين أخرس، والشوق لا يرى وأصدق ما نشعر به أصعب من أن يروى. . . .
ليس سهلا أن تأتي مع عائلتك أو نصف عائلتك، وأن تترك أما وأبا، أو أخوة، أو أقارب. . . . . منهم من تقبل غصبا ومنهم لم يتقبل ومنهم من عاد. . ومنهم من تاه الطريق. . . . وخرج بأمراض نفسية وانفصامات من المقارنات لم تحمله مداركه العقلية البسيطة.
فالنفس البشرية درجات متفاوتة فمن تقبل فئة صغار السن. . . أما الأغلبية من كبار السن يعيشون معاناة يومية وعلى ذكريات الماضي الذي ولّى ونسوّف للمستقبل. . . هاملين يومنا الذي نعيشه وهو الأهم. . . .! !
الاغتراب قاس جدا، لا أريد التجميل وبالمقابل لا للنكران وما قدمته لنا هذه القارة الجميلة عن أستراليا أتحدث. . . لكي تستطيع العيش بسلام أينما تواجدت أن تعيش الرضى النفسي والقبول لكل الظروف أن تتناسى ذكريات لا تثمر إلا الأسى والحسرة ومن ثم تقع في مطبات الأطباء النفسيين والمهدئات.
. . أنت إنسان مكون من العناصر الأربع، أنت طاقة حيوية كونية مجسّمة تحمل قلبا يعطيك المشاعر الإنسانية فلا تحزنه لأن أي خلل يحدث بجسدك يسبب لك المرض. . . القلق، الخوف، التوتر، الاكتئاب، وعدم التوازن.
. . أسأل الله أن يعظم الرضا في صدورنا واليقين في قلوبنا فتبدو الأمور الشديدة هينة على كل مغترب وعلى أهله في كل أصقاع المعمورة. . . . .
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=13658