بقلم آسيا الموسوي-هوبارت
مجله عرب استراليا – سدني –الصليب الأحمر في أستراليا, المنظمة الإنسانية الأشهر في العالم و التي لا تعرف حدودا و لا عوائق لإنسانيتها ها هي مرة أخرى تستبق الاحداث عملاً بالمقولة الشهيرة ” الوقاية خير من قنطار علاج” .
ورشة عمل تدريبية بعنوان ” الطرق السلمية لفض و حل النزاعات” , لخلق قادة و حاملي رسائل سلام داخل المجتمع الأسترالي بشكل عام و التسماني بشكل خاص بعد تزايد حوادث العنف و القتل.
الورشة تستهدف المهاجرين و اللاجئين القادمين من خلفيات حرب و عنف ما ينعكس سلباً على تفكيرهم و طرق حلهم لأبسط العقبات و النزاعات التي تعترض حياتهم اليومية, مشاركين من مختلف الجنسيات و الخلفيات كانوا في في المستوى الأول من الدورة و الذي أقيم في مركز الصليب الأحمر في العاصمة هوبارت.
“داهي” هو أحد المشاركين في الدورة و القادم من أثيوبيا, يروي عن معاناته التي سبقت قدومه الى استراليا, يتحدث عن حياته قبل اللجوء و ما عايشه أولاده من تشرد و عنف انعكس سلباً على حياتهم و تصرفاتهم حتى البسيطة منها.
أما حكاية بارلا القادمة من بورما فمختلفة تماماً, تتحدث بحرقة عن التهجير و القتل في بلادها, عن النزوح و العيش في المخيمات لفترات طويلة, حتى استطعت هي و عائلتها اللجوء الى استراليا.
انتهت معاناة بارلا و عائلتها من الشتات, لتبدء معاناة من نوع اخر, حيث بدأت سمات العنف تظهر على الاخ الأصغر و الذي عايش مأساة بلاده و رأى بأم عينه القتل و السفح و الدماء, أصبح يميل للعنف لحل أي مشكلة تظهر أمامه و أصبح زائراً دائماً في مركز الشرطة, من هنا بدأت رحلة التأهيل و العلاج النفسي له و بدأت بارلا بالتوازي بالعمل مع الصليب الأحمر في هوبارت مع أشخاص مماثلين لحالة اخاها لتكون جزء من النسيج المجتعمي التسماني و تساهم في حمايته.
نشأ هذا البرنامج أساساً لتأهيل المساجين حتى يستطيعوا التعامل مع المواقف اليومية حين يخرجوا من السجن بطرق سلمية و ذلك بعد أن لاحظوا بحسب الاحصائيات عودة الكثير من المساجين إليه من بعد خروجهم بفترة قصيرة, و ذلك بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع المواقف بطرق سلمية, تطور البرنامج مع ازدياد الحروب و الأزمات في العالم و ازدياد الهاربين من جحيم القتل و الدماء, فأصبح البرنامج معنيأ بتأهيل هؤلاء ليندمجوا مع المجتمعات التي لجئوا إليها.
و من هنا نشأت فكرة هذا البرنامج الذي يطبق في العديد من الدول في العالم, التي تعيش صراعات و حروب و دول تستقبل اللاجئين و تطور من السجون فقط ليشمل المتضررين من الحروب و القادمين من خلفيات عنف و ترهيب.
أنتهت المرحلة الأولى من تأهيل أشخاص قادرين على لعب دور القيادة السلمية في مجتمعاتهم, لتبدأ بعد فترة قصيرة المرحلة الثانية و تليها الأخيرة, ليُخرج الصليب الأحمر الدفعة الأولى من هذا البرنامج العالمي في ولاية تسمانيا الاسترالية, و ليذكرنا دائما بأهمية عمل الفرد و تطوعه لمساعدة مجتمعه.
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=2624