spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

خلدون زين الدين -اللاجئون السودانيون في ألمانيا…

مجلة عرب أستراليا سدني- اللاجئون السودانيون في ألمانيا… قصصُ قلقٍ وصافراتُ إنذار
بقلم الصحافي خلدون زين الدين -النهار العربي

 

ليس بسيطاً أن تكون لاجئاً، ولَو في أوروبا؛ في كفّة تحمل مفتاح أمنك وفي الأخرى بطاقة ترحيلك. ولا هو بسيط أن تجدَ نفسك فجأة في دارفور أو جبال النوبة وكردوفان ولو مواطناً، بقربك يتجول الجنجويد، وتحكم الميليشيات مفاصلَ حياتك، سراً أو علناً وما بين الحالين.
“النهار العربي” علم باستئناف برلين مساعيها لترحيل اللاجئين السودانيين المرفوضة طلبات لجوئهم، إلى بلادهم. بلاد عادت لتشتعل في منطقة النزاعات الأقسى إنسانياً. في البال، حادثة 16 كانون الثاني (يناير) 2021، وفيها تم إحراق معسكر كيرندق – في الجنينة غرب دارفور بالكامل، فقُتل 129 شخصاً، وأصيب 198 بجروح خطرة، وبين الضحايا نساء وأطفال.
تواصلنا مع عدد من اللاجئين السودانيين في ألمانيا. العديد منهم فضّل عدم كشف هويته، فتواصلنا مع الناشطة الحقوقية السودانية المقيمة في برلين المديرة التنفيذية لمنظمة مراقبة الجرائم الدولية إيمان سيف الدين، مستطلعين حقيقة ما يجري.
قلق وخوف
قالت سيف الدين إن السودانيين في ألمانيا يعايشون مشاعر القلق والخوف. “أعداد كبيرة منهم – بعضهم له أكثر من عشر سنوات – لم تنظر محاكم اللجوء في قضاياهم، ولم يحصلوا على رد حتى”. هي نقلت لنا ما وصفتها بـ”مشاعر اليأس من المستقبل والخوف المستحكمة باللاجئين، بعدما قضوا عشر سنوات في ألمانيا من دون الحصول على حق اللجوء، وهم أساساً فقدوا صلتهم بالسودان خلال هذه الفترة الطويلة”.
تتابع سيف الدين قائلة إن “غالبية اللاجئين السودانيين في ألمانيا، هم من الفارين من الحرب في دارفور وجبال النوبة، وكردوفان وغيرها. بالنسبة اليهم يجلس في سدة الحكم في السودان زعيم ميليشيات الجنجويد، وفي المجلس السيادي واحد من الضالعين في أعمال الإبادة في دارفور عام 2004، وهو من المسؤولين المباشرين عن الحرب هناك. بالتالي، عليكم تقديرُ ظروفهم الصعبة جداً (…)”.
“عشرات الشباب، حتى العاملون منهم، وحتى ممن يملكون إقامات، تم التجديد لهم لمدة عام واحد، بينما كان التجديد يتم سابقاً لمدة ثلاث سنوات، هذه الفئة أيضاً تشكو عدمَ معرفة مصيرها بعد انتهاء العام، برغم تعلمهم في ألمانيا، وعملهم في قطاعات عدة، ودفعهم الضرائب”، تقول الناشطة الحقوقية السودانية.
ترحيل
في الشهر الثامن من عام 2020، تم ترحيل أحد السودانيين، وهو كان ربّ أسرة، وأباً لطفل وزوجته حامل. تم ترحيله من دون الأخذ بالاعتبار ظروفه. تشير سيف الدين في السياق أيضاً إلى مقتل أحد اللاجئين السودانيين واسمه عامر عجيب خلال إحدى عمليات الترحيل سابقاً.
برأيها، “هذا مجحف وضد القانون. حرية الحركة والتنقل مكفولة لأي مواطن. وهؤلاء السودانيون فارون من أتون الحرب، والآن ألمانيا تغمض عينها عما يدور في دارفور، برغم أنه طيلة السنوات السابقة، كان لألمانيا ممثلون في قوات اليوناميد في دارفور. هم يعلمون تماماً ما يدور في السودان، لكن برغم ذلك أصدروا تقريراً في تموز (يوليو) بأن السودان آمن ويمكن إعادة اللاجئين إليه. كلها خطوات تضرب عرض الحائط بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان وفي دارفور. وهذا مجاف حتى لقوانين حقوق الإنسان والقوانين الراعية لعمليات اللجوء”.
لا مساومة
تشير سيف الدين، إلى اجتماع رسمي عقدَتْه معها السنة الماضية ممثلة عن وزارة الداخلية، بحضور نشطاء سودانيين، دار النقاش فيه أنه “سيتم ترحيل السودانيين مع الأخذ بالاعتبار أنهم سيستثنون النساء والأطفال والعجزة ومن عندهم أمراض مزمنة. كنشطاء رفضنا العرض؛ فأي مساومات أو تنازلات لا تعطي السودانيين حقهم باللجوء لا نقبل بها، وهذا حقنا، وسنبقى نناضل في السياق. وهو ما كفله العهد الدولي لحقوق الإنسان. نحن أمام قضية كبيرة، هي ما بين أن ألمانيا دولة عظمى متمسكة بحقوق الإنسان، لكن في ملف اللاجئين هي تتعامل بعنف تجاه اللاجئين السودانيين (…)”، تقول.
 
دوريات وصافرات إنذار
في بعض معسكرات اللجوء في ألمانيا “حيث عدد كبير من السودانيين المعرضين لخطر الترحيل، يجري اللاجئون تدابير لتلافي الترحيل”. اللاجئون يقومون بدوريات ليلية لتفادي اعتقالات البوليس، فيصدرون صافرات لتنبيه اللاجئين، وتخبئة المهددين بالترحيل في غرف أخرى.
السودان سادس أكثر دولة مصدرة للاجئين في العالم. في المقابل، تستضيف نحو ميليون لاجئ لتكون من الدول العشر الأولى في استقبال اللاجئين. عدد اللاجئين السودانيين في العالم نحو 700 ألف.
عام 2017 قدم نحو 25 ألف سوداني طلبات لجوء إلى دول عديدة. نحو 10 آلاف طلب في الدول الأوروبية. 4724 طلباً في فرنسا ونسبة رفض الطلبات 43 في المئة. 1832 طلباً في بريطانيا، ونسبة رفض الطلبات 24 في المئة. 1475 طلباً في ألمانيا ونسبة الرفض 53 في المئة. عام 2018 أيضاً تم رفض نصف طلبات لجوء السودانيين في ألمانيا.
بلغة الأرقام دائماً، وتحديداً عام 2017 عاد 11700 لاجئ سوداني إلى بلاده. بعض الذين تم ترحيلهم من أوروبا الى السودان تعرضوا للتعذيب بحسب “نيويورك تايمز”. عام 2018 وقع الاتحاد الأوروبي مع السودان اتفاقاً للتعاون المشترك.
ليس سراً أن ألمانيا تنظر إلى السودان كحليف استراتيجي لجبه عمليات تهريب اللاجئين من أفريقيا. هذا حقها الطبيعي. قرار يخص سيادتها. على الضفة الأخرى يتحدث سودانيون لـ”النهار العربي” عن ارتكابات وحشية تنفذها السلطات السودانية تحت شعار ضبط التهريب. اللاجئ السوداني في أوروبا عالق بين المطرقة هذه وذاك السندان.

ذات صلة

spot_img