مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الدكتور ياسر النعواشي
واحدةٌ من أهمّ التحدّيات التي تواجه الآباء في المهجر هي تربية الأبناء. لو سألنا الآباء عن أسباب هجرتهم لأستراليا لكان مستقبل الأبناء هو أحد أهمّ الأسباب. ولكن هل الأهل مستعدّون للحصول على تدريبٍ مناسبٍ في تربية الأطفال في مجتمع المهجر!؟
يواجه الكثير من الأهل صعوباتٍ في الدراسة والتدريب للحصول على وظيفة تتناسب مع شهاداتهم وخبراتهم، وقد أشار الدكتور عماد شبلاق في مقالٍ سابق إلى هذا الموضوع، وهم كذلك بحاجة لتدريب للقيام بأهمّ مشروعٍ في حياتهم وهو تربية الأطفال.
أطفالنا يواجهون صعوبات عديدة، وهم خائفون ومضطربون كما حصل معنا ومعهم في فترة الكورونا، وهم ليسوا قادرين على التكيُّف والتركيز في دراستهم. وما نتائج فحص ال NAPLAN الأخيرة إلّا دليل على ذلك. بل يشعرون أيضاً بتوتّرنا المستمرّ وخوفنا وخصوصاً مع ارتفاع تكاليف المعيشة وما تمثّله من ضغوطات.
المشكلات النفسيّة والسلوكيّة لدى الأطفال خلال السنوات القليلة الماضية زادت مشاكلهم سواء كان ذلك خوفاً أو غضباً أو احتجاجاً على عدم قدرتهم على فعل الأشياء بشكلٍ طبيعيّ أو هروبهم إلى العالم الافتراضيّ وتعلّقهم بوسائل التواصل الاجتماعيّ. ومن المهمّ تثقيف الأهل وخصوصاً الآباء عن كيفيّة التعامل مع الأبناء في هذا الفضاء الجديد.
ما يحتاجه الأطفال الآن هو الشعور بالأمن والحبّ، هم بحاجة لتنمية قدرتهم على التكيّف مع أنّ كلّ شيء ليس دائماً على ما يرام، وهذا يمكن أن يتطلّب تواصل الأهل معهم وبناء علاقات صحّيّة معهم، وكذلك يجب أن يمارس الأهل نشاطات وأوقات ممتعة معهم مثل اللّعب والرسم والغناء والأشغال اليدويّة والطبخ والخبز.
في النهاية، الصّحّة النفسيّة لأطفالنا أكثرُ أهمّيّة من مهاراتهم الأكاديميّة وحصولهم على أعلى الدرجات والعلامات. ما سيبقى في ذاكرتهم عن وجودهم معنا ليس ما درسوه وإنّما ما عاشوه وشعروا به في هذه التجربة البيتيّة.
إلى سكّان منطقة جنوب غرب سدني دعوةٌ لحضور برنامجٍ مجّانيٍّ متخصّص في التربية يتضمّن البرنامج محاضرات عن تربية الأولاد ودور الآباء. وإلى المدارس والجمعيّات المهتمّة بتقديم البرنامج في مناطق: لاكمبا وبانكستاون وما حولها أرجو التواصل معي لترتيب الأيّام والأوقات المناسبة للجميع ودمتم بخير.
Email: y_nawashi@yahoo.com
رابط النشرـ https://arabsaustralia.com/?p=39020