مجله عرب استراليا -سدني-منهجيه الهندسة القيمية وكيف يمكن لها المساعدة في تخفيض تكلفه السكن في استراليا! –بقلم : أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلند
تعتبر منهجيه او تقنيه الهندسة القيمية Value engineering methodology من اكثر الطرق والوسائل التطبيقية شيوعا في الوقت الحاضر لحل المشكلات واتخاذ القرار, فالمنهجية التي تم اكتشافها في الاربعينات من القرن الماضي ( 1947 ) بواسطه مهندس امريكي في الشركة العملاقة ( GE ) قد ساهمت كثيرا في حل مشكلات قله وندره الموارد resources من مواد خام وقطع غيار ومواصفات وتصاميم وطرق تنفيذ وغيرها ويمكن لنا هنا ان نبسط تعريف هذه الطريقة والتي يستخدمها المهندسون وغير المهندسون بالتالي :
” منهجيه اداريه فاعله يقوم بها فريق متنوع التخصصات ذو خبرة عالية ومستقل لدراسة أي منتج أو مشروع أو عمليات من خلال تحليل وظائفه ” (تعريف المنظمة الأمريكية للهندسة القيمية /–SAVE-Int 1959).
والوظيفة Function في عرف المنهجية هي الشيء الذي من أجله عمل المنتج أو المشروع.
والحقيقة ان فكره طرح هذا الموضوع اليوم هو الشكوى المتزايدة من قبل البعض (مشتري أو مستأجر) للحصول على سكن مناسب بجوده عالية وتكلفه معقوله في استراليا .
في زيارتي للكثير من العقارات /العمارات السكنية في الجوار تجد المهندس أو المصمم المعماري قد انفرد في تخيله في جذب المشتري أو المستأجر وذلك بوضع الكثير من العناصر الهندسية الجمالية ذات القيمة الوظيفية المنخفضة وبالتالي يزيد من التكلفة الإجمالية للمشروع أو المبنى أو العقار!
وللأسف تجد الكثير من الملاك أو أصحاب الشقق أو الوحدات السكنية قد بهر بهذه النوعية من الإضافات ولا يدري تماما ما لذي ينتظره من تكلفه غير مباشره ستمدد معه للعديد من السنوات نسميها نحن في منهجيه الهندسة القيمية بال Life cycle costing والتي لها علاقه بالتشغيل والصيانة فعلى سبيل المثال البلكونات التي لها حواجز حاجبه للشمس ( لوفر / شقوق وفتحات ) من الذي يقوم بتنظيفها بالشكل الدقيق وكيفيه صيانتها وكم تكلف شهريا !
ما يجب على المصمم المعماري Architect هو أن يراعي في تصميمه الميزانية المحددة للمشروع في مرحلتي الانشاء ومن ثم السكن والتشغيل والصيانة لتتحقق المنظومة الهندسية الكاملة مع العلم باننا لسنا ضد المعلم الجمالي المتميز لبعض المشاريع ذات الطابع المعماري الفريد فما يميز الهندسة القيمية هنا هي إيجاد البدائل الإبداعية والابتكارية التي تحقق الوظائف الرئيسة باقل تكلفه على مدى حياه المشروع.
لو أخذنا على سبيل المثال المشروع السكني الموجود في الصورة المرفقة في حي Hornsby شمال سدني وتأملنا في العناصر الهندسية الحمراء والصفراء من العمارة السكنية وسألنا ماهي الوظيفة الرئيسة لهما وسياتي الجواب عن طريق المصمم المعماري بأنها عناصر جمالية فقط لتزيين المبنى وجذب العملاء ! في منهجيه الهندسة القيمية نسال المهندس المصمم هل لو تمت ازاله أو تغير أو تعديل هذه العناصر بأخرى هل سينهار المبنى أو يتصدع ؟ فاذا كان الجواب لا فيعني ذلك أن لهما وظائف ثانويه secondary functions وليست رئيسيه ومن هنا يمكن استبدالها أو حتى ألغاها من المشروع تماما وبالتالي يمكن توفير لا يقل عن 10-20 الف دولار قيمه هذه العناصر من جدول الكميات الامر الذي سيؤدي في النهاية لخصم تكلفتهم من التكلفة الإجمالية النهائية للمبنى وعليه سيكون معدل شراء الشقة او استجارها قد تم تخفيضه بما لا يقل عن 5-10 % .
في الوقت الحاضر تقوم اكثر من 40 دوله على مستوى العالم بتطبيق هذه المنهجية ومن أهم استخداماتها هي مراقبه التكاليف في المشاريع الكبيرة الحكومية والاستثمارية والقضاء على الهدر والصرف المالي غير الضروري بغرض التقيد بمحدودية الموارد resources under limited budget .للأسف في استراليا لم تأخذ المنهجية حظها في الانتشار كبقيه الدول وقد تحتاج لوقت أطول للتعرف ومن ثم التطبيق ونحن جادون في ذلك ان شاء الله والله المستعان .Edshublaq5@gmail.com
رابط مختصر – https://arabsaustralia.com/?p=11811