بقلم الدكتور عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الامريكيه لمهندسي القيميه بأستراليا و نيوزيلندة
مجلة عرب أستراليا – سيدني- أن تفعل ما يفعله الاستراليون في استراليا أو الكنديون في كندا شيء جيد وجميل كونك أصبحت مواطنا صالحا في وطنك الجديد والذي انعم عليك بالسلامة والأمان وخصوصا اذا ماكان هذا العمل في سياق القيم ( المبادئ ) والأخلاق والكسب الحلال وخصوصا أن بلدان كهذه قد تفوقت على كثير من مثيلاتها من الدول الأوروبية والاسيويه في التقدم العلمي والمهني والمعيشي فيكفي أن تعلم بأن مدينتي سدني وملبورن ( وحسب الإحصائيات العالمية– 2018 /2019) تصنف من افضل 10 مدن في العالم من ناحية سبل المعيشة !
هجره العرب الى استراليا أو كندا ونيوزيلاندا بها الكثير من القصص والعبر المشوقة والحزينة ولكل له بوصلته الخاصة فمن كان يبحث عن معيشه افضل فقد وجدها ومن كان يسعى لعلم أو عمل فما زال يسعى ليومنا هذا ومن كان فارا بدينه من أهله كما فعل صحابه نبينا من قبله فقد وجد هولاء الأمان عند نجاشي استراليا أو كندا .
الطريف المحزن في هذا المشهد أن الاسره المهاجرة مكونه ( في بعض الأحيان أو ربما كثير من الأحيان ) من جيلين من الإباء والابناء وقليلا من الاحفاد ’ الامر الذي يعقد الأمور قليلا لبعض الشيء ! فالابن سيمضي في طريق جديد مع أصدقاء جدد وفي بيئة جديدة والأب سيقبع في مسكنه حزينا ومتألما لفقدان أصدقائه الذي عاشرهم فتره حياته ولم يبقى الكثير من العمر ليبحث عن أصدقاء أخرين جدد ولقد بلغ من الكبر عتيا .
في حقيقه الامر، ان الحكومات لم تغفل عن ذلك وهي مدركه تماما بأن كبار السن من المواطنين قد باتوا يشكلون نسبه كبيره في المجتمع ولابد من إيجاد برامج وحزم ترعويه واجتماعيه تليق بهم بعد خدمه وطن قد تصل ال 60 عاما على الاغلب وحان الوقت لتقديم كل مايلزم من رعايه وخدمات صحيه واجتماعيه وغيرها.
المحزن في أمور الجالية العربية هنا أو هناك انها ” دخلت جحر الضب تماما ” بل وتفوقت على بعض الجاليات الأخرى في الجحود ونكران الجميل ونسيت أو تناست بأن هناك أخلاق وقيم وصله رحم ( تميز هذه الجاليه ) ومودة ومحبه للجيل الأول أو الأكبر من الإباء والامهات والذى ضحي بشبابه وبأصدقائه وبماله لتوفير حياه كريمه وشريفه لآسرته.
في الوقت الذي يفكر فيه أبنائه لإيداع هولاء إلى اقرب ملجأ أو مأوى للعجزة وكبار السن متخلصين من هذه التركة اللاتي باتت تؤرقهم ليل نهار ونسوا أوتناسوا فضل أبائهم وأمهاتهم الذين حرصوا على اسباغ أولادهم بحله البركة والتوفيق في معيشتهم وحياتهم اليومية . في قرى المتاقعدين وكبار السن اليوم من ينتظر عناقا أو كلمه حنونه أو لحظه حب من ولد شبه عاق أو بنت غابت لأسابيع أوشهور وتناست من كان يحممها أو يروي لها قصه ماقبل النوم !
نحن اليوم في أمس الحاجه لنتذكر من كان لهم الفضل في تقدمنا ونجاحنا في مجتمع الغربة وغربه المجتمع وأعلم تماما بأنه كما تدين تدان ( لمن من الله عليه بالفهم ! ) وهذه هي سنه الحياه . والله المستعان .
رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=10124