بقلم الدكتور عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
مجلة عرب أستراليا- سيدني- الله يا زمن !بات لا ينفع فيه..لا وامعتصماه ! ولا وامنتصراه ولا حتى واعثماناه .. ( نسبه لاي خليفه عثماني قريب العهد قد يسمعنا من قبره في القسطنطينية ! )فالتغريبةالفلسطينية دخلت عامها السبعين أو أكثر ولانريد أن نتشاءم ونضم أخرين الى الركب ! فلبنان الحضارةوالمحبةبلد الأرز والشوف والمتن بلد الشمال والجنوب بات غريبا موحشا , فالمشهد الأخير لمرفأ بيروت كان مرعبا حقا وكأن التاريخ يعيد نفسه وترى ما رأيناه جميعا في هيروشيما أو ناجازاكي ولا يمكن لعاقل الا أن يصف اللوحةبورده كالدهان ! وقد يكون مشهد مصغرا من ما ينتظرنا جميعا إذا ما اقترب صاحب البوق من بوقه !
ولا العراق الجميل بلد الرافدين وحديقة التمور وجنه العلماء والكوفةوالبصرة تراث كل العرب ولا الشام –جلق – بلد الإبداع والتميز الحديقة الغناء و لا مصرالعروبةروح النيل العظيم والاهرامات وشموخ المصري الأصيل ولا السودان وطيبه أهله وكرمهم وتماسكهم أما ليبيا والمغرب العربي وما أدراك ما المغرب العربي فأبو القاسم الشابي وعمر المختار وبلد المليون شهيد بصمات في جبين ألامه التي بدأت تفقد هويتها بلدا بعد بلدا أو وطن بعد وطن واخشى ما أخشاه أن يعم مسلسل التغريبة الموحش والقاسي عالمنا العربي ونظل بهويه مزوره او مشوه لا طعم لها ولا لون !
ما لذي يجري هناك !ما لذي يجري لهذه الامه وسواء كان هناك شرق أوسط / أوسطي جديد أو( سايكس – بيكو –كورونيمحسن ) يتربص بنا من جميع النواحي ،أو مؤامرة كونيه يحدها الثقب الاوزوني ( من أعلى ) والثقب الحلزوني ( من اسفل ) و قد اتسعا وحان الوقت لعمل شيءما … ! نعم حان الوقت لعمل شيءما –ولعمري أنه لن يختلف كثيرا عن ما عجزنا عن تقديمه خلال السنون السابقة فحال اليوم هو كحال الامس حال أمراءنا عندما بكوا دما في الاندلس وقد ضاع منهم كل شيء …نعم كل شيء :قصورهم وحكمهم و كرامتهم وأخيرا هويتهم بعد أن كان الغرب يتغنى بحضارتهم وقد ملئت مكتبات أوروبا وأسيا بكتب ومخطوطات أبن النفيس والبيروني وأبن سينا والرازي وغيرهم من علماء تلك الامه .. أخ يا زمن! زمن موجع ومؤلم حتى النخاع.
يا حسره على العباد ! كلما استفاق منهم منأحد وجد من ينتظره من أبناء جلدته ليكيل له والأيام دواليك !
يوم لك .. وباقي الأيام كلها عليك طبعا !فلا تكاد تفوق من صدمه لتدخل في مصيبه أو أزمه أخرى وبقى أن تتذكر الأيام الخوالي وتندب حظك العاثر لما ألت به السنون .
الشرق الأوسط الذي تعرفه ونعرفه جميعا بذهبه الأخضر ( الزيتون ) وبذهبه الأسود ( البترول ) وبذهبه الأصفر ( المعادن والخيرات ) قد لايبقى على حاله وقد تهجر أصحابه وأهله قسرا وترغيبا وأخشي ما أخشاه أن يتم تهيئته وأعداده قريبا للمزاد العلني في أسواق وول ستريت بنيويورك فأحرص من الان للاحتفاظ بنسخه من مفتاح بيتك الالكتروني ( هذه المرة لكي لا يصيبه الصدأ ويفقد هويته ) وصوره من أقمار جوجل لعلها تشفع لك يوم المزاد .
والله المستعان .
رابط مختصر…https://arabsaustralia.com/?p=10457