مجله عرب استراليا -سدني –“لبنان” ما بعد اعتذار الرئيس المكلف -بقلم الدكتور زياد علوش
“مصطفى اديب” رجل دفع به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على لسان رؤساء الحكومات الاربع السابقين من معلوم الدبلوماسية الى مجهول السياسة وغياهبها، بصمت وسعي مهيب صنع لنفسه حياة ثانية تفوق الارقام الثلاث وأكد حضورا سياسيا تغييرا جديدا تحت عنوان:قوة اللحظة وثقافة الاستقالة.
حيث بدا بفعل القوة الناعمة متماسكاً في وجه المتنمرين،كشف مناوراتهم غير الدستورية والقانونية…فعلها اديب رمى “الكرسي” في وجه السلطويين وولى وجهه شطر الناس والضمير،لم يحظى بلقب دولة رئيس الحكومة السابق لكنه اصبح من الآن فصاعداً رجل دولة بإمتياز.
شيئ من التهيب يسود لبنان بفعل اعتذار الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة مصطفى اديب،على اعتبار ان المبادرة الفرنسية بمندرجاتها في التكليف والتأليف والاصلاحات تعتبر الفرصة الاخيرة ما قبل الانهيار الشامل والدخول في المجهول.
المجهول هنا هي المجاعة والفوضى العارمة اولاً بما تستدعي من تصرف كانتوني ومليشياوي،السؤال هل سيستسلم الرئيس ماكرون بعد تعنت الثنائي الشيعي للمقاربات الامريكية؟
المؤشرات تذهب نحو متابعة ماكرون لمبادرته والتي يقول الفرنسيين انها تتعلق بانقاذ لبنان وليس باشخاص،وعليه ربما يعطي الثنائي الشيعي للرئيس المكلف الجديد والمرجح ان يكون سعد الحريري ما حجبه عن الرئيس اديب وهو القبول بتسمية شيعي للمالية ولمرة واحدة
استراتيجية ايران وحزب الله تسعى لترسيخ تباين اوروبي امريكي خارجي وتباين داخلي بين اقطاب ما كان يسمى قوى 14 آذار خصوصاً ان حزب الله متخوف من نقلة نوعية مغايرة للتيار لوطني الحر ورئيسه جبران باسيل بحيث يستعيض عنه بربط نزاع مرن مع المستقبل والسنة عموماً
يؤكد منحى التباين الاقليمي والدولي تصريح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حول نزع سلاح حزب الله مؤشر واضح الى المرحلة اللاحقة،لفترة مخاض ولادة الرئاسة الامريكية المقبلة والتي ستكون على ما يبدو شديدة الخطورة خصوصاً على الشعب اللبناني الذي تعرى اقتصادياً ومالياً ونقدياً حتى من ورقة التوت.
وزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات،انور قرقاش،أكد بعيد اعتذار “اديب” أن منطق الدولة ومؤسساتها لا يستوي مع منطق المليشيات ومصالحها”. في توجه واضح للمرحلة المقبلة.
تبدو سيناريوهات ايران وحزب الله المزيد من الصبر الاستراتيجي حتى انتخابات البيت الابيض فالرئيس بري الذي نعى محاولة اديب ابقى على تمسكه بالمبادرة الفرنسية
الاتهامات العامودية في بيروت حول من يتحمل افشال المبادرة الفرنسية يبقى دون مستوى المسؤولية السياسية والاخلاقية والوطنية سبق للرئيس اللبناني ميشال عون ان قال بذهاب اللبنانيين الى الجحيم في حال فشل التشكيل الحكومي.
يشعر الآن معظم اللبنانيين انهم مكشوفون بين مطرقة الممانعة وسدان التطبيع الوجهان لعملة واحدة حيث الخيار الامثل للبنان وهو الحياد الايجابي اضعف الطروحات ما لم يكن هناك رأي آخر قوي ومباشر لثورة 17 شباط حول اي خيار يجب ان يكون في بيروت في المشادة القائمة بين واشنطن وطهران.
الترقب مخيف الان في لبنان لعله سكون ما قبل انفجار ثورة الجياع التي عليها ان تأكل السياسيين آلهة التمر اولاً وليذهب التطبيع كما الممانعة الى الجحيم ويبقى لبنان.
رابط مختصرhttps://arabsaustralia.com/?p=11238
كاتب صحفي ومحلل سياسي