مجله عرب استراليا -سدني – بقلم الدكتور زياد علوش – أين “المجلس النيابي اللبناني” من انفجار مرفأ بيروت
بعيدا عن ترقب الكتل وزعمائها المقيت وصنمية المرجعيات الطائفية والمذهبية والاهتراءات النقابية ومع استمرار الثبات والنوم العميق للمؤسستين الاولى والثالثة سجل اختفاء المجلس النيابي “أب” السلطات الدستورية في لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت “النووي” عن مسرح الاحداث ولم يعثر له على اثر حتى كتابة هذة السطور مع مؤشرات حاسمة باستمرار هذا الغياب والتغييب
يقول بعض الخبثاء ان المجلس مفقود تحت ركام السمسرات والمحاصصة وعلى تسيير امور الفساد منذ عقود وليس لثلاثة ايام خلت فقطولان الانفجار غير تقليدي يرقى لمستوى الابادة الجماعية للعاصمة بيروت
كان الاجدر بمجلسنا الكريم الإجتماع الفوري واتخاذ قرار من اثنين اسقاط الحكومة او حل المجلس بالاستقالة الجماعية بعد اتخاذ قرار تكليف حكومة عسكرية بقيادة العماد جوزاف عون لان مؤسسة الجيش ظلت المؤسسة الوطنية الجامعة المؤتمنة على امننا القومي والتي يثق بها اللبنانيون
لم يفت الاوان بعد فالواقع اللبناني المأساوي وفق الاستعراض على انغام نيوترات الصوديوم يتطلب مثل هذة الاجراءات الحاسمة وربما الرئيس ماكرون اسمع المعنيين في بيروت ضرورة اتخاذ مثل هذة الخيارات حكومة عسكرية تعلن حالة طوارئ عامة مهمتها الاشراف على المساعدات الطارئة والتحضير لانتخابات عامة بقانون انتخاب عصري وعقد سياسي جديد
لم يعد ممكن بعد الان خاصة بعد الكارثة الضغط على الفريسة المهملة على الشعب اللبناني الذي ليس لديه شيئ يخسره وليحذر السطويين من الان فصاعدا من مثل هكذا تداعيات.
لقد استنفد لبنان الحلول الجزئية ومحاولات الدوران حول الشكل لاكتشاف المضمون فمعالجة الفساد تتطلب حياة سياسية نظيفة غير ملوثة واعادة الاعمار تتطلب دعم عربي ودولي يستلزم ثقة بالقيادة السياسية الجديدة المحتملة والادارة اللبنانية العصرية والاخلاقية وهذا غير ممكن في ظل النظام الطائفي السائد حيث لا بد من صناعة معادلة سياسية وطنية تفرز نخب وقادة يصح وصفهم برجال الدولة لا اللصوص.
ان رزمة الاصلاحات البنيوية باتت اكثر من ضرورة ملحة لتعاطي جدي مع الواقع اللبناني اصلاحات ضرورية ومؤلمة تضع حدا للفساد والافساد وتحصر القرار السياسي والعسكري والامني والسياستين الدفاعي والخارجية كما الخيارات الاقتصادية والمالية والنقدية… بيد الدولة حصرا بعيدا عن الارتهان للخارج والمصالح الفئوية الداخلية الدولة الناتجة عن سلطة ديمقراطية تمثل الشعب حقا
يمكننا القول بضرورة ذهاب مجموعتي الافراط والتفريط 8 و 14 آذار ومن في معناهما الى ادراج التاريخ والتخلي عن منصة الاستعراضات المتبادلة السخيفة .ان محاولات إبادة بيروت المتكررة ومعها لبنان تستلزم منا كشعب خصوصا الصامتين التخلي عن القفاذات والاقنعة والذهاب نحو القول والفعل التغييري الصريح.
كاتب صحفي ومحلل سياسي
رئيس تحرير مجلة”الفجر الجديد”اللبنانية
رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=10327