مجلة عرب أستراليا سدني – الاحتجاجات الروسية الأخيرة
بقلم الدكتور خالد ممدوح العزي
نجحت المعارضة الروسية ب 23 يناير الحالي، بإخراج الناس في كافة المناطق الروسية المخالفة للنزول للشوارع تحت شعار أسبوع الحرية لنافالني يوم الحرية لروسيا على الرغم من مشكلة كورونا وانتشار الوباء التي تعتبر روسيا من الدول المتقدمة بالمعاناة وأيضا بظل درجة حرارة عالية تصل بالإجمال إلى 30 درجة حيث كانت المشاركة عالية.
تظاهرات دعم نافالني تفاجأ الجميع بمافيهم السلطة بحقيقة المشاركة في أقصى شرق روسيا ومنطقة الأورال وسيبيريا رغم درجات الحرارة المنخفضة حتى 50 وامسك وإيركوتسك، الاعداد بين مئات وعدة آلاف حسب المدن. وفي القسم الأوروبي هناك تظاهرات كبيرة. الدولة كانت مراهنة علي فشك المظاهرات في الشرق الأقصى مما ينعكس على القسم الأوروبي في روسيا بسبب اختلاف الوقت لان الخروج في الشرق الأقصى وسيبيريا سيكون أبكر من القسم الأوروبي ولكن الخروج الكثيف غير طبيعة المشاركة مما دفع الناس للمشاركة بطريقة أوسع.
ربما كانت هذه التظاهرة هي نتيجة الدعوة التي وجهها نافالني أثناء احتجازه والتي عمل على ترويجها فريقه الميداني حيث عملوا على تحديد اليوم وشعار التظاهرة وقتها وأماكن الاعتراض ولكن قبل التظاهرة بأيام تم بث فيديو أطلق عليه فيديو قصر نافالني مع الحركة الشبابية باستخدام ألتوك توك.
على الرغم من الحصار العام الذي فرضته الدولة على إعلام المعارضة لمنع التغطية الإعلامية لكن إعلام التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية كانت تعمل لصالح المعارضة التي كانت بدورها مستعدة فعليا للتغطية من خلال النقل المباشر التي استطلاعات إدارة المعركة الميدانية بالنقل المباشر من المدن والتواصل مع المعارضين من خلال التعليقات الميدانية التي كانت بدورها تنقل الحدث.
قامت الشرطة باعتقال مراسلي تلفزيون المعارضة المسمى “دوجد” الذي يبت على الإنترنت، ومنعه من البث، بعد استطاعته من بث عملية اعتقال المعارضة الروسية لوبوف سوبول من ساحة بوشكين في روسيا حيث احتشد المتظاهرين في الساحة.
لكن المعارضة استطاعت كسر الحصار الإعلامي والتوجه للعالم الخارجي حيث قادة حركة إعلامية واضحة كانت تديرها مباشرة من إحدى الأماكن الإعلامية المعارضة مارينا بشغف التي تعمل مع فريق نافالني في إنتاج الأفلام التي تشير لمكافحة الفساد وتعتبر مارينا كابوس المعارضة.
استطاع إعلام التواصل مع المعارضة لوبا سوبول من قلب شاحنة الاعتقال بالصوت والصورة التي أصرت على نجاح الاعتراض وهذه تجربة أولى والسجن والاحتجاج لا يفزع المعرضين اليوم نافالين وغدا نحن جميعا وقد توجهت للروس بكلمتها المباشرة عليكم تحرير روسيا التي تحتاج للحرية.
جمعة نافالني:
نافالني من التسمم إلى الاعتقال غير القانوني وصولا للفيلم وانتشار التكتوك حتى التظاهر الذي استطاع أن يخرج أن الناس بزخم أكبر ويشكل مجددا أزمة فعلية للنظام.
إذن المطالبة بإخراج نافالني من السجن الذي اعتقال في 17 يناير حيث خرجت التظاهرات بجمعة 23 يناير أطلق عليها شعار الحرية لنفاني كان هدف الاعتراض الذي طرح ضمن شعار أسبوع على اعتقال نافالني بعد عودته من الخرج، نافالني قابعين في سجن اسمه سجن صمت البحار في موسكو, Матрсскаятишинаmatrsskayatishinaوهذا السجن يعتبر من أبشع السجون في روسيا.
ومن المخيف في تصريحات المعرضة بان اعتقال نافالني غير القانونين ووضعه في سجن صمت البحار البشع في موسكو يذكر الجميع باعتقال السجين الروسي الشهير سرغي ماغنيتسكي، الذي كان يحقق بقضية اغتلاس الأموال مما أدى إلى قتله وتعذيبه في نفس السجن حيث عمل الكونغرس الأمريكي على استخراج قانون ماغنيتسكي الخص بالعقوبات الإنسانية وحقوق الإنسان، أي محاسبة الأشخاص المسؤولين في روسيا وكل العالم لاقترافهم عقوبات إنسانية تخص القوانين الإنسانية وملاحقتهم وتجميد حساباتهم المالية في البنوك الدولية والمحلية.
عن تظاهرات اليوم في روسيا المشاركة بالتأكيد عشرات الآلاف في 112 مدينة
-تعامل الشرطة لم يكن واحدا في جميع المدن وبعضها دون أي تدخل وخاصة شرق روسيا وكلما اقتربنا إلى الجزء الأوروبي كان تصرف الأمن والحرس الوطني عنيفا والاعتقالات وصلت إلى ثلاثة الإف شخص.
لكن على الرغم من أن الشرطة حاولت الانسحابات بعض الساحات حيث كانت الأعداد كبيرة، محاولة عدم توتير الأجواء والاحتكاك مع الناس لكنها كانت تعتقل أشخاص معروفة وتحاول التفرد بآخرين وكأنها ترسل رسائل للمعترضين بأنها استطاعت اعتقال القيادة وبإمكانها اعتقال البقية.
– المعارضة كانت ترفع صوتها في الساحات لا تخاف لا يمكن اعتقال كل المواطنين ووضعهم في المعاقالات نحن معتقلون ولا يمكن وضعنا في الزنازين.
-انقضت التظاهرات بطريقة سليمة لم تحصل فيها أي اشتباكات مع السلطة على الرغم من العمليات التي شنتها القوى الأمنية ضد المحتجين وقامت باعتقال الألف قد وصلت بالنهاية إلى حوالي ثلاثة الألف مواطن مع قيادة عديدة للمعارضة.
-في موسكو السلطات تقول المشاركة 4 الإف ورويترز 40 ألف والأقرب للواقع من مشاهداتي هو 20 ألف خاصة أن المتظاهرين انقسموا إلى 3 أقسام بتحركهم نحو مجلس الدوما وقسم آخر إلى مقر الاستخبارات وثالث نحو تسفتنوي بولفار وتروبنايا بلوثاد.
-هي أكبر تظاهرات غير مرخصة على الإطلاق بتاريخ روسيا والأمر يتعلق بموسكو. هي أكبر تجمع معارض منذ أحداث بالوتنايا.
-التظاهرات أثبتت أن فريق نافالني قادر على تحريك الشارع والتحرك بفعالية وسرعة رغم الاعتقالات. وخاصة أن التنظيم جاء سريعا واستغل موضوع الفيلم الاستقصائي الذي حصد نحو 66 مليون مشاهدة حتى عصر اليوم.
-مراهنة السلطات على تخويف الناس وخاصة بشأن مشاركة الأطفال لم تكن بمحلها.
-لن تطلق التظاهرات سراح نافالني لكنها مؤشر تحذير للسلطات حول المزاج في سنة انتخابات الدوما
-المشاركة لا تعبر عن الحالة العامة لأن كثيرين يخشون المغامرة بحياتهم أو دخول السجن.
يبقى هذا اليوم بنظر الكثيرين بأنه بات بداية فعلية لأيام الاعتراض والاحتجاجات القادمة من قبل فريق نافالني والتي ستشارك فيها لاحقا أطياف مختلفة تتشارك مع فريق نافالني على أن الحياة الحالية بظل النظام السائد غير ممكن.
وهذا يعني بان الأيام القامة ستكون أكثر شدة للاعتراض ضد نظام بوتين والتغير سيكون في الانتخابات القادمة في الخريف وهذه الانتخابات ستحدد مما مدى قدرة الاعتراض على التأثير في تغيير خارطة الانتخابات وعليها يمكن الحديث. لكن من المؤكد بان روسيا ستعيش أيام صعبة جدا لا يمكن للنظام قمعها أو إنزال قوات فاغنر المرتزقة للقمع كما الحال في بعض الدول لان هده روسيا ولها اعتبارات مختلفة.
لكن الأحد القادم سيقرر نوع الاعتراض المرتقب من المعارضة في كسر جدار الخوف، وكيف سيكون رد النظام نحوها بعد أن كسرت هيبته بأسبوع نافالني الذي اثبت بأنها تستطيع تحرك الشارع.
فهذا الأسبوع سيكون أمام المعارضة تحدي جديد من المواجهة في فرض نفسها في الساحات وعلي النظام، أو سيتمكن النظام من تحجيمها بعد حملة الاعتقالات التي شنها ضد رموزها في مختلف المدن، وهنا السؤال المطروح هل ستنضم تجمعات معارضة أخرى الىى جانب معارضي نافالني.
رابط مختصر.. https://arabsaustralia.com/?p=13964