spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

الدكتور خالد العزي- المرتزقة ودورها في الحرب الأوكرانية الروسية

مجلة عرب أستراليا سيدني- المرتزقة ودورها في الحرب الأوكرانية الروسية

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

بقلم الدكتور خالد ممدوح العزي

مع اندلاع الحرب الاوكرانية الروسية أعلنت “روسيا في 26 شباط اي بعد يومين من دخول الحرب، بأن الشيشان يخوضون المعارك الى جانب القوات الروسية، حيث اعلن رمضان قديروف عن تشكيل قو عشرية مؤلفة من عشرة الف  مقاتل للقتال على الجبهات الاوكرانية وصولا للسيطرة على كييف  وهي خطوة غير موفقة من موسكو لأن الشيشان هم في النهاية روس، يخدمون في الجيش الروسي ولا داعي للقول إنهم يتطوعون لمقاتلة الاوكرانيين. وهنا اتخذت العملية طابع المرتزقة.

بعدها جاء الشيشان المعارضون لروسيا، الموجودين خارجها، وأعلنوا  من بروكسل  بعد اجتماع موسع للجاليات الشيشانية في المهجر  وعلى لسان رئيس وزراء جمهورية إشكيريا الشيشانية في المهجر  أحمد زكاييف المعارض للنظام الروسي أنهم سيدخلون الحرب مع اوكرانيا ضد الروس، وبالتالي أصبحت القضية تأخذ نوعا من التنافس. وطلبت اوكرانيا تشكيل “قوة الفيلق المتطوع”، معظمهم من المتطوعين “الغربيين”، الذين يتوافدون، تحت شعار مساندة اوكرانيا، من الدول المجاورة التي لن تشارك دولها في الحرب بصفة رسمية وعسكرية. في المقابل، روسيا كانت تطلب الدعم والتطوع من قبل جمهوريات وسط آسيا التي تنضوي في منظمة الدفاع الأمني الجماعي، حيث هؤلاء رفضوا الدخول في الحرب بشكل رسمي دعما للعملية الروسية في أوكرانيا، وبالتالي طلب المتطوعين من هذه الجمهوريات، يدخل ضمن عقود خاصة. والروس كانوا مشهورين فيها بتأسيس مجموعة فاغنر التي قاتلت في اوكرانيا عام 2014 وفي سوريا عام 2015 وشاركت في ليبيا والسودان ومناطق أخرى”.

من هنا نرى  بانه من أخطر نتائج الصراع بين أوكرانيا وروسيا، مسألة استقدام “مرتزقة” إلى ساحة القتال، خاصة مع الحديث عن إحضار بعضهم من الشرق الأوسط. فبعد الشيشان وسوريا، ذكرت وسائل إعلام روسية أن متطوعين لبنانيين أعربوا عن رغبتهم في القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا. اذن دور المرتزقة يقوم على ممارسة الأعمال “الوسخة” التي تحاول الدول الابتعاد عنها، كالقتل والتصفيات والسلب والاغتصاب وعمليات بيع الاسلحة والمخدرات”.

يعتبر تنظيم المرتزقة بشكل عام هو جيش سري للدولة، تقوم بتغذيته  ولكنها لا تتحمل مسؤوليات قانونية أو لوجستية أو امنية أو ارتباط دبلوماسي، وإنما يتم دفع اموال و تعويضات لهم للقيام بأعمال “بشعة” يمتنع الجيش النظامي عن فعلها، بالاضافة الى أن الخسائر تكون أقل على الدولة، لأن هؤلاء لا يتبعون لها كونهم متطوعين. وخير دليل، العملية التي حصلت في دير الزور عام 2018 عندما ذهب  مقاتلو “فاغنر” الذين قاتلوا في اوكرانيا، لاحتلال حقل سوري، و تمت إبادتهم من قبل الطيران الاميركي، حينها نفى الروس أي علاقة لهم بهذه الجماعة ولم يصدروا لها اي أوامر.

اليوم الأمر أصعب عندما يتم إدخال متطوعين من الشرق الأوسط للمقاتلة في صفوف الجيش الروسي، الذي لا يحتاج الى مقاتلين، إنما يتم استقدامهم لوضعهم في المواجهة الامامية، كأكياس رمل لأنهم لا يعرفون طبيعة الأرض ولا اللغة ولا طبيعة المعارك ولا يخضعون حتى التدريب وبالتالي لن تكون لديهم قواعد للتحكم بها من خلال غرفة العمليات لأنهم جيش غير نظامي. فروسيا تستقدم الألوية السورية وخاصة من موالي النظام السوري، من جيش التحرير الفلسطيني ومن لواء القدس وبعض المتطوعين الذين يقدمون اسماءهم للقتال لأنهم يحبون روسيا او لأنها تجبر بعض مناصري البعث والنظام بحكم أنها ساعدتهم في الحرب وبالتالي عليهم اليوم مناصرتها، فهذا يعني ان هؤلاء المرتزقة سيكون لهم دور بشع في منطقة يجهلونها”.

لقد  أكدت الاستخبارات الأوكرانية بدء نقل مرتزقة من سوريا تمهيدا للزج بهم في القتال إلى جانب الروس والشيشان ، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تستعد لاستئناف الهجوم في محيط العاصمة كييف بهدف تشديد الحصار عليها  وارتكاب أعمال بشعة بحال دخولها.

من هنا  تعمد موسكو الى خلط للاوراق عندما يذهب السوري المسلم ليقاتل ضد الأوكرانيين والغرب، يقال للعالم كله ان المسلمين يقاتلون ضد الغربيين وضد الرئيس زيلنسكي  الذي يعتبر من وجهة نظرهم يهوديا وأخذ الموضوع وجهة قومية ومذهبية وبالتالي سيتعرض العرب لنوع من التضييق في الغرب على قاعدة ان هؤلاء المسلمين هم ورقة بيد الروس. هذه نقطة خطيرة لأنها ستدفع بالجهاديين للذهاب الى القتال ليس بسبب الحاجة المالية، بل لأسباب عقائدية تدفع المتأثرين اسلاميا للقتال ضد الروس ثأرا لما حصل معهم في سوريا وافغانستان، وبالتالي ندخل في المحظور وتصبح المعركة خطيرة ومعقدة تتحكم بها عناصر مختلفة متطرفة وصراع الاضداد ويصبح المرتزقة احجارا تتحرك وربما شاهدناهم في دول كثيرة كان لها تاثير فعلي بعد إنهاء الحروب كما في البوسنة والشيشان وافغانستان، ويصبح هؤلاء مجرد منفذي مخططات ورغبات شخصية ويطيلون عمر الحرب التي سرعان ما تتحول إلى حرب استنزاف فتصعب بالتالي عملية الجلوس الى الطاولة للتفاوض”، مشيرا الى ان هذا الامر سيؤدي الى استنهاض الشعور اليميني في اوروبا وقد رأينا التعامل والتمييز من قبل الأحزاب اليمينية مع المهاجرين واللاجئين من اوكرانيا معتبرين أنهم مهاجرون اوروبيون، متناسين أن المهاجر واللاجئ واحد ويجب الاهتمام به حسب قانون حماية الانسان في الامم المتحدة”.

فان الإصرار  الروسي الدائم على وسائل الاعلام وفي خطابات القيادة الروسية  بانها تنظف أوكرانيا من النازية الجديدة وتصحح خطأ تاريخيا قد يفتح شهية دول أخرى (خاصة في دولنا العربية)  من أجل تصحيح أخطاء تاريخية وتصحيح حدودها. كما قد تكون فرصة للجهاديين القادمين من افريقيا وأفغانستان والشرق الاوسط للتواجد في اوروبا لفرض اجندات خاصة لأن هذه القوى المتطرفة او الجهادية تستفيد منها ويستثمرها الكثير من المخابرات العالمية وخاصة الرأسمال العالمي الذي يخدم مصالح مؤسسات صناعية وتجارية تحت أسماء مختلفة كالصراع المذهبي والثأر”، فالمشكلة الاوكرانية -الروسية لا تحتاج الى فتح الابواب امام المتطرفين لأن اهل مكة ادرى بشعابها، وبالتالي عندما يسيطر المتطرفون على مواقع يصبح صعبا على الدولة معالجة الوضع”.

روسيا تريد زرع إسفين جديد في الداخل الأوروبي من خلال اللعب على الورقة القومية في  مخاطبة اليمن المتطرف  الصاعد ومناجات  شعوره  القومي بتوافد  المتطرفين الاسلاميين  الى اوروبا  مما ينمي  فكرة الحقد والصراع  الحضاري وخاصة بان الرئيس  بوتين يملك علاقات مميزة مع اليمن في فرنسا  وهنغاريا والنمسا ويقدم لهم المساعدات  المالية الكبيرة .

لذا يكمن دور التطرف في الحروب  بشكل  مرعب ومربك ربما البوسنة كانت مثلا حيث استطاع المفكر  والرئيس  البوسني علي عزت بيغوفيتش التفاهم مع المتطرفين الذين اتوا لنصرة المسلمين في البوسنة عبر طرح ثلاثة شروط صعبة” إما البقاء في الدولة كمواطنين وتسليم سلاحهم، او الحصول على اموال لقاء خدمتهم والرحيل وإلا سيتم اعتقالهم وسجنهم، لكن الخطة فشلت في الشيشان والسودان والعراق وسوريا. وبالتالي ذهاب اي عربي لمقاتلة او نصرة هذا الطرف على ذاك سيكون ثمنه باهظا لكل الجاليات العربية في الخارج الذين يقحمون أنفسهم في صراع خطير لأن المرتزقة لا يخضعون لأي قانون، والدول لا تسأل عنهم، والعقد المالي محدود، والاهالي لا يستطيعون استرجاع جثث ابنائهم، واذا تم اعتقالهم يحاكمون كمجرمي حرب. وأكبر مثال اطفال ونساء داعش في العراق ومناطق الحكم الذاتي في سوريا. ففي النهاية، سيجلس الجميع الى الطاولة، وأي حل سيكون على حساب المرتزقة بغض النظر عن الانتصار او الهزيمة”.

فاذا كان بعض المتطرفين  يقدمون انفسهم  اكياس رمل  من اجل الاخرين للحصول على بضعة دولارات نتيجة  الوضع  المعيشي الصعب لكن ليس هؤلاء من يتحكم بمقاليد المعادلة وانما من له اجندة معينة يحاول استخدام النقاط الرخوة في مناطق الحروب.

رابط مختصر.. https://arabsaustralia.com/?p=22551

ذات صلة

spot_img