spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

كارين عبد النور _ الأوبئة والأمراض التي تهدّد النازحين اللبنانيين: خطر يتفاقم في ظلّ الأزمات

مجلة عرب أستراليا- كارين عبد النور  حذّرت منظمة الصحة العالمية...

هاني الترك OAMـ عودة إلى الله

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM الكتب والمؤلفون...

د. زياد علوش- طوفان الأقصى بنسخته اللبنانية يفتقد دور الحريرية السياسية

مجلة عرب استراليا- بقلم د. زياد علوش تغييب "الحريرية"السياسية افقد...

الدكتور خالد العزي -الشركات الروسية  والذهب السوداني …

مجلة عرب أستراليا سدني -الشركات الروسية  والذهب السوداني …

بقلم خالد ممدوح العزي

الدكتور خالد ممدوح العزي

باتت أفريقيا وثرواتها الطبيعية تحت العين الروسية حيث لا يخفى على أحد صراع الدول العُظمى على الموارد الطبيعية الأفريقية. روسيا كانت تبحث عن موطئ قدم في أفريقيا تنافس هيمنة أمريكا وفرنسا على القارة. السودان كان مُهماً ومازال بالنسبة لروسيا خصوصاً في مجال المعادن والتي أهمها الذهب واليورانيوم.

من هنا باتت السودان إحدى الدول المقصودة من قبل الدولة الروسية الذي بات الاقتصاد والمال هدفها الأول مما ساعد القادة في موسكو على وضع استراتيجية تقوم على التوغل في أراضي القارة السمراء للاستفادة من نهب مواردها الطبيعية فكان الذهب هدفهم الأسمى وخاصة أن روسيا  تحاول التنقيب عن الذهب والحصول عليه للالتفاف على العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها من قبل المجتمع الدولي.

-ففي العام 2016  كان عدد كبير  من الدول الغربية التي وقفت بوجه نظام البشير بمجاز دارفور  ما دفع بهذه الدول بتاخذ  مواقف جادة من حكومة البشير وخاصة بأنها وجدت ذهب السودان يأتي من مناطق نزاعات في “دارفور”، لذلك يجب فرض عقوبات على الأفراد أو المؤسسات التي تقوم بالتنقيب في هذه المناطق أو تفرض جبايات على أعمال المناجم، وعقوبات على كل من يعمل في الاتجار بالذهب في مناطق الحروب والنزاعات فهو ذهب ملوث بدماء الأبرياء وسبب في إزهاق أرواحهم.لكن روسيا استغلت هذه الحالة التي فرضت على السودان من الخارج لأنها ستكون المستفيد الأول في هذا الوقت للحصول على الذهب في دارفور بظل الصراعات القائمة.

الشركات الروسية العاملة في السودان:
من أشهر الشركات الروسية هي شركة ميروقولد  في ولايتي نهر النيل والشمالية التعدين في مناطق خلوية وادي الشعار الخ ، وتم توقيع اتفاقية امتياز بتاريخ 27 تشرين الأول 2017، مع شركة ميروقولد الروسية، لاستكشاف معدن الذهب والمعادن المصاحبة، وتركز عملها بولاية البحر الأحمر.
وكذلك شركة “كوش”، علما بأنه عدد من الشركات تعمل في استثمار عن مجالات التعدين والنفط في السودان ومن أبرزها شركة كوش الروسية، التي تعمل في التنقيب عن الذهب. كشفت شركة كوش الروسية عن سعيها لزيادة الإنتاج والإنتاجية من خلال نشاطها التعديني بالبلاد. والتي تطلبت بالحصول على 14 مربعا جديدا للتعدين والتفتيش عن الذهب.

لقد بدأ الصراع في الفترة الأخيرة بين وزارة التعدين السودانية والشركة الروسية حول مطالبة الحكومة بدفع نصيبها من أرباح الأعمال البالغ (حوالي 20. 7مليون يورو) وذلك عن حسابات تعود إلى العام 2015 حتى العام 2019،
اذن الشركة تدار من موسكو والخرطوم وفروعها الأخرى ويجلب العمال والموظفين بواسطة شركة سودانية وسيطة من روسيا والسودان . تعتبر شركة أنياس كوش أكبر شركات الامتياز المنتجة للذهب ويصل متوسط إنتاجها الشهري 450 كيلوغرام، وبجانب ذلك تعمل على شراء حجارة من مناجم مجاورة.

العلاقة الروسية السودانية المستجدة:
-ففي العام 2017 حصلت زيارة الرئيس المخلوع عمر البشير، حيث طلب البشير علناً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحماية من أمريكا وتدخلاتها، كما أدلى بتصريحات هجومية على الولايات المتحدة الأمريكية.
استجاب بوتين لطلبات البشير سريعاً وفي أقل من شهر نقلت روسيا أول سرية عسكرية من شركة فاغنر إلي السودان. هذه السرية العسكرية كانت بقيادة الرائد المتقاعد بالقوات الخاصة ألكسندر كزنيتسفو ويُلقب برانيبور.

لقد طُرد ألكسندر  من الخدمة في عام 2010 وتمت محاكمته بتهمة السرقة والاختطاف، ثم أطلق سراحه من السجن بعد تقصير الحكم في 2013 فاغنر ضابط عسكري سابق بخبرة كبيرة في القوات الخاصة. لقد عمد البشير إلى إنشاء مُعسكر هذه القوة الصغيرة، والذي عرف بمعسكر الشهيد حمودة. لقد قامت المُرتزقة بتدريب القوات الخاصة والاستخبارات السودانية لكن انتقدت قيادات القوات الخاصة إلى مستوى التدريب من قبل الروس رُبما يعود ذلك عددا كبيرا من المُرتزقة بخلفية مدنية لا عسكرية و سوابق إجرامية وكان الارتزاق سبيلهم للكسب السهل فكل المتطلب الالتحاق بدورة تدريب على الأسلحة لأشهر والاستعداد للسفر إلي أي مكان في أي زمان الاحتجاج بصورة رسمية كان من ضابط القوات الخاصة، تغيير نظام التدريب الشرقي شكل خللاً في البرامج المُتبعة في التكتيك، للتعبئة والتدريب.

ساهمت المجموعات  الروسية ” فاغنر” بتدريب قوات الدعم السريع كانت تحتوي على تقسيم المتدربين لوحدات مدرعات، دبابات، مدفعية، استطلاع استطلاع خاص. وحدة الاستطلاع الخاص هذه كان يتم تدريبها على التعامل مع المُظاهرات وزرع أفراد وسط المتظاهرين بل وتصفية قادة المظاهرات. داخل التدريبات كانت تُقسم المظاهرات لأنواع ومراحل، آخر هذه المراحل يتم التدريب فيها على استخدام مدرعات لاقتحام الاعتصامات والتدريب على القنص من المباني، بنت ميلشيات الدعم السريع وقادتها علاقة مميزة وقوية جداً مع ميلشيات فاغنر وأصبح التعاون معها علاوة على التجارة في الذهب والتجارة وتصدير الأسلحة للدول والجماعات في السودان وأفريقيا.

إنشاءت المرتزقة الروسية  مهابط للطائرات في المعسكر ثم تعاقدت فاغنر مع حكومة أفريقيا الوسطى ومن ثم تم إنشاء معسكر بمنطقة أم دافوق على الحدود السودان مع أفريقيا الوسطى. تدربت في هذا المعسكر القوات المشتركة الثلاثية (السودان، أفريقيا الوسطى، تشاد) ليتحول السودان من بعد ذلك إلى قاعدة لإعادة شحن الأسلحة إلى داخل العمق الأفريقي.

بالمناسبة تمويل ميلشيات فاغنر مصدره الأساسي رجل الأعمال الروسي يفني بريغوجين وهو مقرب من بوتين ومالك شركة طعام خاصة لكبار المسؤولين في الحكومة الروسية لذلك عرف إعلامياً بطباخ بوتين. بريغوجين يمتلك شركة تعدين اسمها M invest، هذه الشركة لديها عدد من الشركات الخاصة بالتعدين في السودان وهي تُدار وتحت حماية مرتزقة فاغنر.

-الجدير بالذكر بأنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح البنك المركزي في روسيا واحد من أكبر المشترين للذهب، وذلك بسبب سعيه لدعم العملة الوطنية. وتصل احتياطيات الذهب إلى ما يقرب من 55 مليون أوقية اعتبارا من يونيو من العام الجاري.
-إذن التهريب في مجال الذهب في السودان مستمر عن كل الطرق البحرية والجوية والبرية.
-الروس أتوا إلى السودان بعقلية المافيا وجلبوا معهم كل العمل الروس الذين يملكون السجلات السوداء في روسيا.

-الروس يعملون بعقلية المافيا، وليس بمفهوم الدولة المؤسساتية وأكدت تجاربهم أنهم أكثر الشركات نهما في سرقة الموارد ولم يسمع عنهم أنهم قدموا أي دعم في أي مجال إنساني، فقط وضع خطة مجزرة القيادة وتدريب الأجهزة ع إجهاض الثورة ولن ينكر المترجمون ذلك. المصيبة ليس أن يسرقوا الموارد وإنما المصيبة أنهم يستغلون فقر الناس ويحولون سرقتهم علنا.

-لقد أتوا من روسيا بملفات كل الطلاب السودانيين الذين درسوا في معاهدهم ويتكلمون لغتهم بلغة مخابراتية مخيفة من أجل استخدامهم في الترجمة لشركاتهم وكذلك محاولة توظيف العديد منهم في أجهزتهم مستغلين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي من ناحية في محاولة استخدام بعض النفوس المريضة ضد مصالح بلادهم في تهريب الذهب والسلاح وأشياء أخرى.

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=14789

ذات صلة

spot_img