spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

الدكتور خالد العزي- التصور البصري والابداع الشخصي …

مجلة عرب أستراليا سدني -التصور البصري والابداع الشخصي …

بقلم الدكتور خالد العزي

عند الاطلاع على صفحة صديقنا الدكتور أسامة السروي المصري خريج اكاديمية الفنون الجميلة في “سانت بطرسبورغ” بعد انتهاء احتفال سمبوزيوم للنحت في مدينة بلغورود الروسية في تشرين الاول من العام 2021 يكتب  الفنان بأنه بدأ السنبوزيم بتاريخ 21 ايلول و انتهى بتاريخ 5 تشرين الأول من العام 2021 في مدينة بلغورود يقول في نصه بانه أنجز التمثال رقم79 في مسيرته الفنية من الرخام 2 متر ، بينما كان يصل 1050 متر، حيث كان النحاتون المصريون القدماء يجسدون تماثيل ملوك الفراعنة فى شكل ابى الهول بما يكسب تلك التماثيل الكثير من من معانى القداسة و الخلود و رسوخ الكتلة و الاستقرار ، يقول للعالم الروسى العظيم لومونوسوف. في عملي هنا حاولت ان أقدم هذا التكوين الاشبه بابو الهول والهرم المدرج فى نفس الوقت ، للتأكيد على رسوخ تلك الشخصية فى التاريخ الانساني حيث قدم ابداعاته فى مجالات العلوم كالفلك و الفيزياء و الكيمياء و الأدب و الموسيقى ،هكذا رأيت لومونوسوف بعيون مصرية. اسامة فنان مبدع وعبقري استطاع تجسيد فنه وموهبته في الإبداع بواسطة الازميل والمطرقة ليجسد من خلالها صور العظماء في إطار تخليد الذاكرة الانسانية.

اذن التصور البصري المكاني أو (القدرة المكانية) على أنها “القدرة على استقبال الصور والتفكير فيها والتعرف على الشكل والفراغ وما يتضمنه من ألوان وخطوط ورسوم، ونقل الأفكار البصرية والمكانية من الذاكرة واستخدامها لبناء المعاني” الذي حاول د.اسامة تجسيده في المنحوتة التي جسدها في المباراة الروسية . بالرغم من متابعتي لهذا العمل الممتع طوال فترة الأسبوعين الماضين الذي جسد بهما تمثلا نقشه في صخرة كاملة المعالم للعالم لومونوسوف الذي استوحى لوحته من تمثال أبو الهول في فن مصر القديمة الذي يقوم على الإبداع في نقش المنحوتة في طبقة واحدة في لوحة مفتوحة على عالم التواصل البصري في عملية تجسيد الفن المصري القديم مع معالم فنون النحت إبان الحقبة القيصرية التي اشتهرت بتجسيد صورة البورتريه للشخصيات المهمة في روسيا القيصرية، لا اعرف كيف فجاة تذكرت قصة قديمة حدثت لنا في القطار أثناء العودة من موسكو نحن طلاب التحضيري في الفصل الثاني في رحلة الى موسكو غير رسمية وغير مرتبة وإنما قطار الساعة الحادية عشرة ليلا الى  مدينة منيسك  في بيلاروسيا جمعنا مع بعض.

بالطبع كانت سهرة استهزائية من قبل طلاب أجانب وتحديدا اللبنانيين في بداية المعرفة للغة الروسية والثقافة الروسية ،فكان الحديث عن العالم الروسي ميخائيل لومونوسوف مؤسس جامعة موسكو الحكومية ، الذي جاء من الشمال الروسي ودرس في جامعة سانت بطرسبورغ وسيرته الذاتية هي درس أساسي في دراسة اللغة الروسية التي تشير الى سيرته الذاتية . والحديث طال  عن عالم الكمياء مندليف مكتشف جدول الكمياء .

فالجدول الذي وضعه العالم الروسي ويسمى باسمه يحصي فيه كل المواد الاساسية في الكون حيث بات يعرف الجدول بأبجدية الكيمياء الذي أحدث ثورة علمية في حياة الانسانية قبل قرن ونصف حيث صنف كل المواد المعدنية الطبيعية، ويتألف الجدول من 108 عنصر يرتبها الجدول بحسب التسلسل المنطقي للأشياء طبعا الحديث المضحك الغبي ناسب الجميع ، حيث كانت العبارات التي يراد تحفيظنا  اليها بانه كان فيلسوفا شاعرا كاتبا عالما مخترعا لقد بات الحديث بيننا نحن مجموعة الطلاب في القطار حول أهمية لمونوسف ومندليف الذين جاءا الى موسكو من مناطق الشمال الروسية مشيا على الأقدام، دون الاهتمام  لابداعاتهما .

طبعا من فتح هذا الموضوع بطريقة هزلية مضحكة ، كان صديقنا جميل عواضة الذي كان يحدثنا بتهكم عن رواية المدرسة لهذا العبقري . كان الهرج والمرج من قبلنا بات يسيطر على العربة في القطار ، السبب يعود الى جهلنا وكنا نجعل من كل شي مادة للسخرية والتهكم،  فالسؤال الذي بات مضحكا لنا كيف قطعوا كل هذه المسافات في البرد والجليد ليأتوا الى العاصمة سيرا على الأقدام، ماذا كانوا ياكلون في الطريق السمك النيئ مع انهم ابناء الشمال،  الثاني من مدينة ارخانغيلسك التي تحتوي على مرفأ كبير في بحر الشمال،  بين الضحك والمرج والتكلم بالعربي واستخدام بعض المفردات المزعجة والمعيبة بالروسية كانوا ركاب القطار ينظرون الينا بتعجب دون ان يفهموا عما نحن نتحدث باستهزاء بالرغم من لفظنا الاسماء لبعض الكلمات بالروسية في القطار الذي يقل فيه مجموعة كبيرة من الراكب من العاصمة الروسية باتجاه بيلاروسيا عاصمتها مينسك وجدنا نحن هذه المجموعة المزعجة التي لا تعرف ثقافة الآخرين ربما كان الجميع منزعج من حديثنا غير المفهوم وطريقة الضحك والضجة غير المبررة .

نعم نحن نعرف تاريخ غير دقيق ويكتب ليس بمنهجية علمية موثقة لقد عرفنا بان انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت نتيجة الإنزال على “النورماندي” والتي غيرت تاريخنا جميعنا والتي يطلق عليها في الكتاب المدرسي عملية الدب الأصغر والدب الأكبر . فالحديث عن الدب الأكبر لا يوجد له اي اشارة فعندما درسنا التاريخ وعرفنا جهلنا في المعلومات التي وصلت الينا كان الاخفاق كبير من قبلنا وتحديدا في الوصول الى المعلومات .

المعلومات لم تكن متوفرة سوى في المكتبات والعرب لا يحبون الجلوس في المكتبات كما هو حال اليوم من خلال الوصول إليها بسرعة عن طريق الغوغل . لكن بعد انتقالي الى مدينة لينينغراد  “سانت بطرسبورغ “عرفت اهمية الفنون الشعبية.

عندما وصلت الى لينينغراد المدينة التي سأدرس فيها وجدت الكثير من المنحوتات العربية والاسلامية كابن سينا وميخائيل نعيمة و الشيخ الطنطاوي الذي درس اللغة العربية في جامعة لينينغراد القادم من مصر ليتعلم الروسية ويعلم العربية  في كلية اللغات .

لا يزال د. أسامة مستمرا بالابداع وحيث انتج تمثال جديد للكاتب الروسي شولوخوف وقد وضع في القاهرة ولذلك مستمر في إنتاج الكتب الفنية التي تربط الفن الروسي بالمصري باللغتين العربية والروسية ويشرف على الأعمال النحتية والاكاديمية ومستمر في التعليم والعطاء وعمل ملحقا ثقافيا لمصر في السفارة الروسية لمدة أربع سنوات ولايزال يكرم في روسيا ومصر كونه مبدع صاحب قلم ومطرقة يجسد فيهما افكاره وتصوراته الإبداعية الدائمة التي لا تعرفها حدود

رابط مختصر –https://arabsaustralia.com/?p=21830

ذات صلة

spot_img