spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور ـ الخوف… سلاحنا الفطري للتكيّف مع المستقبل الآلي؟

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب روني عبد النور قبل أيام،...

هاني الترك OAM ــ صفحة مطوية من ذكرياتي

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتب هاني الترك OAM  كل عام...

أ.د. عماد وليد شبلاق ـ مواقع التباهي الاجتماعي … إلى أين؟

مجلة عرب أستراليا بقلم: أ.د. عماد وليد شبلاق رئيس الجمعية الأمريكية...

كارين عبد النور ـ “قانون الملكية غير المكتملة”… واقع لبناني آتٍ أم خيال؟

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتبة كارين عبد النور “خطر داهم...

الدكتور خالد العزي- أمن إسرائيل بالنسبة إلى روسيا فوق كل اعتبار

مجلة عرب أستراليا سيدني- أمن إسرائيل بالنسبة إلى روسيا فوق كل اعتبار بقلم الدكتور خالد العزي

الدكتور خالد ممدوح العزي
الدكتور خالد ممدوح العزي

لا تزال إسرائيل مستمرة بشكل يومي في تنفيذ غارات عسكرية على مواقع وأهداف داخل سوريا وآخرها ضرب شحنة في مرفأ اللاذقية من طائرات تكتيكية، أو من خلال استخدام مسيرات ضد أهداف إيرانية وميليشياتها وقواعدها.

بحسب تقارير الإعلام الروسي فان الهجمات الإسرائيلية توسعت بشكل متزايد وخاصة مع بداية الشهر الماضي، على اثر اجتماع الرئيس بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مما دفع بالوزير الروسي سيرغي لافروف إلى التصريح بان “أمن إسرائيل من امن روسيا”.

نادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري هناك، حيث شنت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الغارات في سوريا، قائلة إن هذه العمليات تستهدف منع التمركز العسكري للفصائل المسلحة الموالية لإيران في الأراضي السورية، وصولاً الى قواعد في الداخل الإيراني كان مفاعل نطنز آخرها.

إذاً من نطنز إلى اللاذقية معركة مفتوحة على مصراعيها ضد إيران وحلفائها بغارات مستمرة على سوريا، لملاحقة قواعد وعناصر الحرس الثوري والميليشيات الولائية في سوريا بمن فيهم “حزب الله” اللبناني.  إستطاعت موسكو مؤخراً إقناع طهران بإعادة التموضع العسكري في سوريا وإخلاء مطار تيفور العسكري في منطقة حمص، لتقليل الخسائر المادية والبشرية فيه بعد أن أصبح هدفاً يومياً للمقاتلات الإسرائيلية.

روسيا ترفض الرد على استخدام القوة من الطرف الإسرائيلي لأنها طريقة غير أخلاقية، وتؤكد بأنه لا أحد يحتاج إلى حرب على الأراضي السورية، وتشدد على أن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل على هذا الصعيد تتجاوز بشكل حاد أطر القانون الدولي، ولا يجب تحويل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين خصوم إقليميين.

هناك تفاقم للازمة الروسية – الإيرانية في سوريا حول التموضع والانتشار العسكري للميليشيات الإيرانية والحرس الثوري، لان روسيا تعتبر بقاء الميليشيات نقطة خلاف أساسية في استعادة الدولة السورية لقدراتها.

يتمركز الانتشار الإيراني في المفاصل الحيوية ضمن الخريطة الجغرافية السورية، والتي تشكل نقطة ضعف روسيا التي لا تستطيع فرض هيبتها وقدرة الدولة السورية على أراضيها بسبب تواجد الميليشيات، ولا يمكن إقناع الآخرين بدعم الجيش السوري في إعادة تأهيله مجدداً، بالإضافة إلى أن هذا الانتشار يعطي للدولة العبرية ورقة قوية في ضرب المواقع الإيرانية في سوريا التي تهدد الأمن القومي الإسرائيلي.

روسيا ترى بان هجمات حكومة الائتلاف الإسرائيلي المركبة من هجين قوى اليمين واليسار الهش تعبر عن أزمة حقيقية في داخل القيادة الإسرائيلية، لذا تحاول تبريرها بزعزعة الأمن السوري من خلال مواجهة مع الميليشيات الإيرانية. لذلك تسعى موسكو الى ضبط قدرات إيران في سوريا، لكنها تعلم بان المسألة ليست بسيطة إلى هذا الحد نتيجة قدرات إيران اللوجستية والبشرية والعقائدية، المدعومة من ميليشيات تنشر الأفكار الدينية والعقائدية في المجتمع السوري وتحاول تجنيد مجموعات لخدمتها الخاصة لفتح جبهة الجولان.

سجلت روسيا انتصاراً عسكرياً في سوريا لكنها لم تستطع توظيفه سياسياً بحل سياسي يضمن إعادة تأهيل النظام وإعادة تأهيل البنية التحتية، لأنها تعرف أن لطهران مصالح واستثمارات كبيرة في سوريا وهي لا تستطيع ضمانتها لأنها هي بحاجة لمن يضمن استثماراتها في سوريا بطريقة شرعية.

الجميع يعلم بان العلاقات الإيرانية – الروسية ليست على ما يرام والهوة تتسع بينهما وخاصة بعد انتهاء المعارك العسكرية وبداية التطلعات الاقتصادية لكل طرف من الطرفين، لكن الروس بحاجة لإيران بالرغم من المنافسة الروسية الإيرانية الكبيرة في مجال تمديد الغاز عبر لبنان إلى المتوسط، لان إيران هي التي تشكل منافسة واضحة للروس وخاصة بأن الكرملين وضع في إستراتيجيته في العام 2014، بان قوة بلاده تقوم على الطاقة الطبيعية والطاقة البديلة التي لا تزال أوروبا بحاجة لها.

من هنا تكمن أهمية مطار التيفور بالنسبة إلى إيران كونه وسط سوريا في نقطة إستراتيجية بالإطلالة على البادية السورية القريبة من قاعدة التنف الأميركية، والمناطق الجنوبية التي تؤمن حماية لقواعدها المنتشرة في الجنوب السوري المقابل للحدود مع إسرائيل والأردن.

بالإضافة إلى أن المطار يشكل قاعدة لإطلاق المسيرات الإيرانية والميليشيات في المنطقة وهو يشكل نقطة إمداد لـ”حزب الله” اللبناني نتيجة قربه من الحدود السورية اللبنانية، لكون المطار يشكل نقطة إمداد لإيران من الخارج نتيجة قربه من الحدود البحرية السورية في اللاذقية والربط مع القواعد الإيرانية في محافظة دير الزور.

إذاً روسيا تقدم نفسها كضامنة للأمن الإسرائيلي وحامية للمصالح الإسرائيلية في المنطقة ليس من بوابة إيجاد حليف جديد لإسرائيل أو استعادة قوة بشرية متواجدة على الأراضي الإسرائيلية وناطقة باللغة الروسية، بل هي تريد من هذه الجالية تفعيل دورها لدى المحافل الدولية ومخاطبة اللوبي اليهودي المسيطر على القرار في أميركا، بإعطاء الأهمية للدور الروسي “أي بمعنى ضغط اللوبي على القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالمصالح الروسية في العالم”.

لكن التموضع الجديد للقوات الإيرانية وميليشياتها في مطار الشعيرات الذي لا يبعد كثيراً عن مطار التيفور والقريب إلى الحدود اللبنانية، لن يحمي طهران من الضربات والهجمات الإسرائيلية التي ستكون عاملاً آخر لروسيا بالضغط مجدداً على إيران لترك المطار، تفادياً للخسائر والحفاظ على قدرات الجيش السوري وتوحيد سوريا.

ويعتبر مطارا الشعيرات والتيفور بمثابة شريان دعم لوجستي للقوات الإيرانية في وسط سوريا، وتتجه منهما شحنات الأسلحة باتجاه جنوب سوريا وشمالها، وكذلك إلى “حزب الله” في الداخل اللبناني.

لكن تجدد القصف الإسرائيلي والهجوم المتجدد على المرفأ البحري السوري يؤكد بان مطار الشعيرات والمواقع الإيرانية لن تسلم من توجيه الضربات الإسرائيلية المستمرة، والهادفة لإعاقة التموضع الإيراني وشل قدراته اللوجستية والصاروخية التي تهدد بها، مما يعطي لروسيا نقاطاً جديدة تسجل لصالحها من خلال إبعاد إيران مجدداً من مناطق جديدة، بظل استمرار القصف والهجمات الإسرائيلية طالما أن إيران باتت واضحة بعدم استطاعتها الرد على الهجمات، فإن مصطلح إعادة التموضع سيخدم روسيا بزيادة ضغطها على إيران لتقليص تواجدها الذي يضعف قدرتها وقرارها في سوريا.

 

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=20769

ذات صلة

spot_img