لا يزال الانتحار هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم. وفي كل عام يفوق عدد الأشخاص الذين يموتون انتحارا
ويقول مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنه لا يمكن تجاهل الانتحار: “كل حالة انتحار هي مأساة بحد ذاتها. واهتمامنا اليوم بمسألة الوقاية من الانتحار أهم من أي وقت مضى بعد مرور أشهر عديدة على التعايش مع جائحة كـوفيد-19، وما يرتبط بها من عوامل خطر عديدة للانتحار، مثل خسارة الوظائف والضغوط المالية والعزلة الاجتماعية، وجميعها ما زالت ماثلة بقوة”.
إرشادات للوقاية من الانتحار
تصدر منظمة الصحة العالمية إرشادات بشأن تنفيذ نهجها في الوقاية من الانتحار بعنوان “عش الحياة”، وأكد مدير عام المنظمة أن الإرشادات الجديدة ترسم مسارا واضحا لتعزيز جهود الوقاية من الانتحار.
وتشتمل الإرشادات على أربع استراتيجيات رئيسية، أولها تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار مثل المبيدات شديدة الخطورة والأسلحة النارية.
وتثقيف وسائل الإعلام بشأن الصياغة المسؤولة للتقارير عن الانتحار؛ وتعزيز مهارات الحياة الاجتماعية-العاطفية لدى اليافعين؛ والتعرف المبكر على حالات تبدي أفكارا أو سلوكا انتحارية وتقييمها وإدارتها ومتابعتها.
ينبغي التعجيل في الوقاية من الانتحار
تشجّع إرشادات “عش الحياة” على تنفيذ إجراءات تشمل تعزيز الصحة النفسية وبرامج مكافحة التنمر والربط بخدمات الدعم ووضع بروتوكولات واضحة للعاملين في المدارس والجامعات عند التعرّف على مخاطر تتعلق بالانتحار.
وقالت الدكتورة ألكسندرا فلايشمن، خبيرة الوقاية من الانتحار لدى منظمة الصحة العالمية، إنه “في حين ينبغي التطلع إلى وضع استراتيجية شاملة للوقاية من الانتحار كهدف أسمى لجميع الحكومات، فإن الشروع في جهود الوقاية بتنفيذ التدخلات الواردة في إرشادات عش الحياة من شأنه إنقاذ الأرواح ومنع المعاناة المفجعة لأولئك الذين يغيّب الانتحار أحبتهم”.
وتتضمن الإرشادات الجديدة أمثلة على تدخلات الوقاية من الانتحار الجاري تنفيذها حول العالم، في بلدان مثل أستراليا وغانا وغيانا والهند والعراق وجمهورية كوريا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية.