مجلة عرب أستراليا سيدني- وللمرة الثانية … كلمه ” البروفيسور” لا تعني العالم الجهبذ أو الفذ!
بقلم: أ.د. عماد وليد شبلاق _رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
للأسف مازال العديد من عامه الناس يخطئ أو ربما لا يدرك تماما معنى الكلمة ” الساحرة ” أعلاه! وحقيقة الامر ان هناك الكثير من الأسماء والألقاب الواجب فهمها قبل الخوض في هذا الجدل التحليلي فعلى سبيل المثال: العالم – المثقف – الاستشاري – المستشار – الأخصائي – العلامة – الجهبذ – الفذ – الخبير- العبقري وغيرها من الكلمات البراقة في عالم المال والأعمال المهنية والأكاديمية.
فكما أن هناك أستاذ مدرسه (مستوى معين من التعليم والتحصيل والمخرجات )School Teacher فهناك أيضا أستاذ جامعه ( مستوى معين من التعليم والتحصيل والمخرجات أعلى من الأول ) University Professor وبالرجوع إلى الويكيبيديا Wikipedia والتي تشبه دائرة المعارف البريطانية (الاانسياكلوبيديا ) او القاموس المعرفي في زماننا المنصرف ( الستينيات والسبعينيات الميلادية من القرن الماضي وقبل ظهور ثوره الحاسوب والمعلوماتية ) يتضح ان كلمه البروفيسور ترجع الى اللغة اللاتينية وتعني الشخص المتمكن من مجال علمي ما ومعترف به دوليا وأما بالنسبة للقاموسين أكسفورد و ويبستر فجاءت الترجمة الحرفية كالأتي ” عضو كليه يحمل أعلى درجه أكاديمية في جامعه بريطانية أو مدرس يحمل درجه عالية في جامعه أمريكية “.
ومعنى ذلك أن الطالب أو الطالبة الذين أنهيا دراستهم العليا (ما بعد الدراسة الجامعية الأولى وغالبا ما تسمى البكالوريوس أو الليسانس وحسب الكلية وتمتد من 4 سنوات إلى 7 سنوات في نظام التحصيل الجامعي في الدول العربية) و قد حصلا على درجه الدكتوراه –Philosophy Doctor- Ph.D. ومن ثم انتسابهم لأحد الجامعات أو الكليات فقد وضعا أول قدميهما على سلم التدرج الوظيفي الأكاديمي وصار المسمى أو اللقب هو أستاذ جامعي مساعد Assistant Professor وعندها يبدأ التنافس الحقيقي والإبداع والتميز بين الأساتذة أنفسهم والمدرسين وطاقم الكلية أو القسم أو الجامعة لغرض الترقي لدرجات وظيفية أعلى يصاحبها التميز الاجتماعي والأدبي .
بالإضافة إلى زيادات في المداخيل وتختلف هذه الأنظمة من بلد لأخر ومن جامعه لأخرى وهكذا ولكن على الأغلب تكون الترقية القادمة لوظيفة أستاذ جامعي مشارك Associate Professor ومن ثم أستاذ Professor وقد يستغرق الأمر عده سنوات للوصول إلى تلك المرحلة ( معتمده في ذلك على عده أمور منها نشر الأبحاث والكتب والمؤتمرات والتدريس وغيره ) مع العلم بأن البعض قد يتقاعد أو ينتهي عقده وهو مازال في المرحلة الأولى من درجته الوظيفية أما بسبب انشغاله بأمور أخرى أو عدم قدرته علميا للمنافسة ولا بأس في ذلك فليس المطلوب من كل الطاقم التدريسي أن يكونوا كلهم أساتذة ولكن ستكون هناك فرص محدده للحصول عليها كرئاسة القسم أو عماده الكلية او الجامعة أو غيرها من الوظائف الجذابة خارج الجامعة.
أما وقد انتهيت من هذا السرد او الاستعراض الأكاديمي فمغزى الكلام هنا ونتائجه هو أن الأستاذ الجامعي ( هو أو هي ) هذا وبالرغم من قوته المهنية وتميزه الأكاديمي في تخصصه العلمي أو الادبي الدقيق إلا أنه لا يتربع على عرش العالمية أو الاستعلاء والأفضلية على الآخرين! فهنالك الخبراء والمستشارين والعلماء الاجلاء (ومن دون أي ألقاب جامعيه) وقد سادت خبراتهم وحنكتهم في العديد من المحافل العلمية العالمية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية وتبوئوا مراكز متقدمة في منظومه متخذي القرار في الدولة وعلا شأنهم عاليا في المحافل الدولية ويكفي مثلا في المجال الهندسي أو الطبي الحصول على درجه الزمالة Fellowship وقضاء 15 عاما من التميز والإنجازات لتعادل درجه الأستاذية في الحقل الأكاديمي فما بالك لمن لديه 3 أو 4 زمالات في مجالات متعددة من العلوم والهندسة والإدارة .والله المستعان.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=15877
Edshublaq5@gmail.com