spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 55

آخر المقالات

الدكتور طلال أبوغزاله ـ تفويض عالمي لتحقيق العدالة في فلسطين

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور  طلال أبوغزاله لقد تحدثت جنوب...

عباس مراد ـ الذكرى الخمسون للانقلاب الأول في تاريخ أستراليا منذ الاستيطان الأبيض

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب عباس مراد قبل ستين عاماً...

الدور الأسترالي في تعزيز الأمن في جنوب المحيط الهادي

مجلة عرب أسترالياـ بقلم د. نور عماد تركي الملخّص تؤدّي...

راجي زيتوني ـ الاكتشافات العلمية بين ظلال الحلم وومضات الذات  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم المهندس راجي زيتوني   في أولى صفحات...

أ.د.عماد وليد شبلاق ـ تفادي العنف في المجتمعات متعددة الثقافات في أستراليا

spot_img

مجلة عرب أسترالياـ بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق ـ رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا،
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وعضو الهيئة الاستشارية بمجلة عرب أستراليا

ولماذا في أستراليا؟ وحقيقة الأمر أن العنف، وبجميع أشكاله، متواجد في كل دول العالم، وهذا كلام منطقي ومعقول وغير متجنٍّ على أحد!

المؤتمر الذي عُقد في اليومين الماضيين من هذا الأسبوع، وتحديداً يومي الأحد 26 والإثنين 27 من الشهر العاشر لهذا العام 2025، والذي نُظم عن طريق المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وبالتعاون مع جامعة غرب سيدني ومجلس بلدية ليفربول، أظهر وبوضوح، ومن خلال العديد من المحاضرات والأبحاث الأكاديمية والمهنية (أطباء، ومحامون، وأخصائيون، ومستشارون نفسيون وغيرهم)، أن العنف بجميع أشكاله قد استفحل وأصبح ظاهرة مهمة في المجتمع المتعدد الأقليات والعرقيات (إذ يوجد أكثر من 150 لغة ولهجة يتم الحديث بها في منطقة بانكستاون – مثلاً في وسط مدينة سيدني وحدها)، وبالذات في أماكن تجمع الجاليات العربية (مثل: بانكستاون – غرين إيكر – فيرفيلد – ليفربول وما جاورها). وقد كان من أهم أنواع العنف المشاهَدة العنف الجسدي واللفظي في الأسرة الواحدة.

العنف اللفظي والجسدي والجنسي والديني وغيرها من أنواع العنف موجودة بأشكال مختلفة في دول العالم، وربما لا تشكل ظاهرة مميزة تستحق الدراسة والاهتمام بسبب العادات والتقاليد العربية (العيب، والغلط، والحرام، والفضيحة، وسمعة العائلة وما شابهها)، بالإضافة إلى ذكورية المجتمعات والنظر بدونية (من البعض)، أو عدم الاحترام للمرأة، والنقص من قدرها، وعدم وجود قوانين وأنظمة تنصف الطرف المظلوم (ذكراً كان أو أنثى).

الوضع في أستراليا، وربما في بعض الدول الغربية، مختلف في تناوله لهذه النوعية من القضايا المجتمعية والأسرية التي تهم الحفاظ على النسيج المجتمعي المتآلف للتعدد الحضاري والثقافي. وكما أسلفنا، بوجود أكثر من 150 عرقية توطنت في تلك القارة، كان لابد من العمل بجدية وسنّ القوانين العادلة والصارمة للحفاظ على التوازن وعدم الإخلال بالمواطنة وحريات التفاهم والاتصال.

في المؤتمر، الذي استغرق يومين، تناولت بعض المشاركات من بعض الدول العربية مثل مصر وليبيا ولبنان والعراق، للمشاركة في نقاش المشكلة وتحليل دوافعها وتعقيداتها في المهجر والوطن الأم، ولا نريد الخوض في التفاصيل، حيث يمكن الرجوع إلى المحاضرات والتوصيات في بعض منصات التواصل.

واحدة من أهم الظواهر (والمنتشرة في جميع الجاليات) والمؤدية إلى العنف اللفظي ومن ثم الجسدي (وقد تكون سمة شرق أوسطية امتدت لسنوات)، وكما أظهرتها الأبحاث في المؤتمر، هي شعور الرجل الشرقي بالإهانة أو التهميش لعدم حصوله على وظيفة تجعله رجل البيت الآمر الناهي / المتسلط أو الحاكم (أو “سي السيد” كما هو متعارف عليه في بعض الأوساط العربية في المشرق العربي)، كما في السابق قبل المجيء إلى المهجر. وفي المقابل، توفَّرت الوظائف والرعاية والاهتمام والدعم الدائم لزوجته وللسيدات مثلها، مما جعله في توتر وكآبة دائمين، وربما فقدان للأعصاب في كثير من الأحيان، ومن ثم تطورها إلى المشاجرات اليومية. الأمر الذي قد يدعو للاستعانة بالدوائر النظامية المختصة، ومنها أقسام الشرطة / البوليس أو ما شابهها من الجهات الرادعة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للفصل أو الانفصال أو حتى التوقيف العقابي وربما الإبعاد في أسوأ الأحوال، حيث الخسارة الكبرى لجميع الأطراف.

العديد من التوصيات (18 توصية) ذُكرت في المؤتمر لتجنّب العنف الأسري والحد من تفاقم الظاهرة التي انتشرت بشكل ملفت للنظر، وكان لابد من وقفة جدية لمعالجتها، والله المستعان.

رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=44610

ذات صلة

spot_img