مجلة عرب أستراليا سيدني- أنا وزوجتي … والدروع!
بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
أنا هو… نعم أنا صاحب المشكلة وزوجتي هي من تحملت وتتحمل المشكلة لحد الان! أما الدروع والشهادات التقديرية فهي لب المشكلة في موضوعنا هذا اليوم!
في كل مره اذهب لحضور مؤتمر أو ندوه عربيه أو عالميه تجدني أحمل هم أحضار الدرع التقديري خشبيا كان أم معدنيا (وفي معظم الأحيان زجاجيا/ بلاستيكيا ) الى المنزل حتى بات لدي أكثر من 200 هديه أو تذكار أما الشهادات الورقية فحدث ولا حرج وغالبا ما يصاحب هذه الدروع ما يسمى ب ” شنطة المؤتمر” والتي لا تقل أزعاجا وبالذات في الآونة الأخيرة من حياتي لكثرتها وتشابها ولا أدري لمن أهديها حيث غالبا ما كنت اوزعها لأولاد أصدقائي واقربائي من الطلبة والخرجين بالذات الشنط ذات الحمالات ( المناسبة للحاسوب المحمول ).
موضوع الدروع هذا بالنسبة لي كان مهما فانا لست من عليه القوم أو من رجال الاعمال والدبلوماسيين لكي تملا خزانه مكتبي ب شهادات المجاملة عند افتتاح معرض أو مصنع أو حضور مناسبه اجتماعيه أو خيريه دينيه أو ما شابه ذلك انما هي فعلا مقابل مجهود عقلي وجسدي يمتد الى أسبوعين تقريبا لأعداد مثل تلك المساهمة والتي غالبا ما تكون على شكل محاضره أو ندوه أو رئاسة جلسة وغيرها من المهام الأكاديمية والمهنية على مستوى العالم.
مشكلتي مع دروعي وشهادات التقدير المعدنية هذه انها باتت تشكل عبئا لوجستيا وماديا فغالبا ما تتطلب خزانات أو دواليب متزايدة لعرضها وجهدا كبيرا لتنظيفها وتلميعها (صيانتها) والاصعب من ذلك نقلها من مكان لأخر وهذا هو بيت القصيد! فكوني من شعوب الله ” المحتارة ” – نسبه لعدم الاستقرار في البلد الام فكان لزاما على أن احتفظ بالقدر الأكبر من هذه الهدايا والتي هي بمثابه أولادي ” المهنيين ” فلكل منها ذكرى جميله عايشتها لحظه بلحظه (من الكتابة والاعداد وحتى الإخراج والتقديم) والتي عاده ما تستغرق أيام واسابيع .
وفي يوم من الأيام تحلق اولادي وزوجتي حولي على مائده الطعام وطرحت عليهم معاناتي حول هذا الموضوع والمؤرق لزوجتي في الدرجة الأولى باعتبار انها تشكل لها – كراكيب – من نوع أخر وربما ليست من فئه الصمديات أو التحف التي تتباهى بها ربات البيوت اما لسعرها أو ندرتها أو جمالها ومؤكدا انها لا تنطبق على كراكيبي هذه والتي انقلها من بيت لأخر ومن بلد لأخر وكأنها جزء لا يتجزآ من العائلة وكان سؤالي لهم : ماذا انتم فاعلون يا أبنائي ( المحترمون ، متقمصا شخصيه العالم نادب الحظ المفلس ! ) بهذه التركة الثقيلة حين وفاتي! وكان الجواب الأشد القسوة وربما (العملي والطبيعي الانتقامي) بأن نتخلص منها برميها باعتبار أن صاحب الشأن قد ولى! أما الأبناء فقد تعاطفوا معي بشكل يرضيني جزئيا عند انتقالي للدار الاخر وهي انتقاء كل واحد منهم لأفضل الدروع وربما اقلها وزنا والطفها شكلا واقل عبئا وبغض النظر طبعا عن محتواها. والله المستعان.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=15857
Edshublaq5@gmail.com