spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ عودة إلى الله

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM الكتب والمؤلفون...

د. زياد علوش- طوفان الأقصى بنسخته اللبنانية يفتقد دور الحريرية السياسية

مجلة عرب استراليا- بقلم د. زياد علوش تغييب "الحريرية"السياسية افقد...

كارين عبد النور _ النزوح الداخلي على وقْع الحرب: مهمّة إنسانية سامية تشوبها المخاطر الأمنية

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة كارين عبد النور الحرب الإسرائيلية...

أ.د.عماد شبلاق- هل أجسادنا التي نتصرف بها …. هي ملكٌ لنا؟

مجلة عرب أستراليا سيدني- هل أجسادنا التي نتصرف بها …. هي ملكٌ لنا؟

بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية في أستراليا ونيوزيلندا    

ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي

الإنسان – ومن اسمه… ليس حيوان أو وحش أو غير ذلك، خلقه الرَّب فَسوَّاهُ فَعدَّله!.

معنى كلمة(عدَّله) في أغلب التفاسير-والله أعلم- أي: <<التَّعديل الكامل في كل شيءٍ بدايةً من الخلقة الحسنة، والشَّكل السَّوي، وألا يمشي في الأرض على أربعة أطراف كما هي الحيوانات أو جعله بأجنحة كالطيور أو بِأذناب كباقي بعض الكائنات أو المخلوقات، ومن ثمَّ ستر عورته، وأنعم عليه بنعمة العقل، والتفكير، والبصيرة، والتدبر وبالإضافة إلى التميز عن باقي مخلوقات الله في أرضه، وبحره، وسماه.

صاحبُ الكون، وخالق البشر سبحانه عَلَّم الإنسان –المخلوق الدنيوي-حسن التّخاطب، والتأدب معه؛ وإنْ سَمعتَ كلمة(لا مؤاخذة) من بني البشر، فلتعلم أنها  وردتْ في خطاب الرَّب ضمن سياق تعليمه لخليفته الإنسان في الأرض، وكما جاء في الكتاب المقدس:{ربنا لا تُؤاخِذنا إنْ نسينا أو أخطأنا}-فالإنسان بطبيعته صفة النِّسيان ومدة مكوثه في الأرض محدودة، ومعلومة. كذلك في الدُّعاء المعروف {اللَّهم لا تُؤاخِذنا بما فعل السُّفهاء منا}!

من طبيعة هذا المخلوق البشري (الإنسان) في الأرض التّصرف بِفِطرة النسيان والخطأ؛ لذلك تم وضع آلية للتسجيل –ملائكةً كراماً كاتبين- كلُّ ما يفعله الإنسان من أعمال صالحةٍ، وطالحةٍ، وحسنات –سيئات أو أي المنكرات التي  نهى عنها في كتاب التشغيل <إن صحَ القول>سيحاسب بها أمام خالقه يوم الحساب عندما يقف أمامه، ومن دون مساعدة أو ترجمان من أحد.

ومع كل هذا التكريم، والتميز في الخلق إلا أنَّا بن آدمي أبى أن يكون سوياً، ومعتدلاً كما رتب له، وبدلاً من أن يقابل الرَّب بالحمد، والثناء على خلقه ،وصنيعه أصبح يعاند ويكابر  أمام أي شيء سنَّ الله به قواعده  لِصالحه، وقد كتبنا في مقالٍ سابقٍ عن ظاهرة (التّكلب/ أو الكلبنة ) لفئةٍ من بني آدم تشبهت  بالكلاب شكلاً، وتصرفاً(حسب الإحصاءات الأخيرة هناك في أوروبا أكثر من عشرة آلاف حالة ( تكلب )!

الانسان لا يدري عما يفعله في نفسه، ولا بِجسده الآن!فربما سئم الحياة الرُّوتينية التي يعيشها؛ نتيجة ضعف الإيمان الذي تسلَّل إليه بالإضافة إلى الضّغوطات النَّفسية، والحياتية، والتأثير الدّاخلي، والخارجي المحيط به، فأصبح يتصرف بأمور لم يعهدها الناس أو الخلق من قبل، وإنْ أدركنا جازمين بأنّ هناك فرق بين التّجمل، والاستحسان؛ من أجل تذكر نعم الخالق على بني البشر وبين التمرد، والعصيان على ما جُبِلَ عليه الإنسان من فطرته، وقد أخذت الأمور مساراً آخراً أكثر جدلاً في تصرفات ( البني آدم)، ولاسيما  في زماننا الصّعب، والمحير لبني الإنسان، ومن أمثلة ذلك: عمليات التجميل؛ التشويه للجسد من أول الرأس حتى أخمص القدمين إلى عمليات تغيير لون الشّعر من الأسود والأشقر إلى الأحمر، والأزرق، والأخضر على حسب ما  يوافق مع لون الحذاء أو شنطة اليد، وهناك الحلق، والقلائد  المثقبة في الأذن، والأنف وربما العين، والوشم في كلِّ أنحاء الجسد…

وهناك وهناك، وما أدراك ما هناك!

ذلك الجسد الذي سَنُسأل عنه يوم القيامة (يوم الحساب)، كما في الحديث الشريف:” لا تزول يوم القيامة قَدمَا عبدٍ حتى يسأل عن جسده فيما أبلاه” إلى آخر الحديث…

{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} وهذا هو مغزى الخلق، والبعث، والنُّشور، والحساب لأبناء آدم؛ خلفاء الله في الأرض عندها يكون الجزاء حسب العمل، وما تم تسجيله من أعمالٍ صالحاتٍ أو عكس ذلك.

الرَّبُ أكرمنا، وفضلنا على الخلائق، فلابدَّ من الشُّكر، والحمد، والثناء وان نتصرف كما هيئ لنا لا عكس ذلك فنخسر الدنيا، والآخرة.

…والله المستعان…

Edshublaq5@gmail.com

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=24943

ذات صلة

spot_img