مجلة عرب أستراليا سيدني- لم نعد نقدر على مجاراتكم.. أرجعونا إلى زماننا الأول!
بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية في أستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
تتسارع السنون والأيام بِلمح البصر، منذ عشرين سنة الماضية أو ربما أقل تغيرت الأمور على الأصعدة جميعها، وإنْ شهدنا بداية التطور الحضاري من الزراعة إلى الثورة الصناعية، ومن ثم إلى الطفرة المعلوماتية والاتصالات- أخيراً إلى التمرد، وعدم القبول بكل شيء (من مبدأ لما؟ ولما لا!) فهو موجودٌ بِحلوه، ومره.
هناك بعض الأبحاث، والدراسات الحديثة عن سيكولوجية الإنسان، ومدى تقبله للتسارع الحضاري العاصف في أيامنا والأيام المقبلة، وكيفية التصرف حيال المتغيرات التي تخالف ما تعود عليه الفرد، بالرغم من متعة التغير في بعض الاكتشافات، والاختراعات التي أراحت الإنسان من عناء الترحال، والتنقل كالطائرات، والسفن، والسيارات الكهربائية، والفضائية، وما شابه أو الاتصالات، والهواتف النقالة وغيرها من التقنيات إلا أنّ هناك فئة ما زالت تشتاق للقديم، وتتمنى البقاء في العصر السابق، وألا يصاحب حياتها أي تغير يعكر ما تبقى من العمر مؤكداً أنّ التسارع المخيف مستمرٌ-لا محالة بتوقفه؛ فعجلة التغير قد بدأت وستستمر إلى مالا نهاية حتى يرث الله الأرض، وما عليها أو حتى قيام (الساعة)!.
التغيّرات الحضارية المتسارعة مقدورٌ على حلها –نوعاً ما- لكبار السن أو الجيل القديم؛ بحكم أن الأحفاد والأولاد سيعلّمون آباءهم، وأجدادهم على استخدام التقنيات الحديثة كالهواتف الذكية، وتقنيات الحاسوب وغيرها من التطبيقات التي أصبحت السمة الظاهرة في التعاملات التجارية، والوظيفية حتى الاجتماعية منها.
التحدي الكبير الذي صاحب هذا التغير الجارف؛ بزوغ إفرازات من نوع أفقد الجيل القديم السيطرة على التحكم بالأمور بالذات الاجتماعية التقليدية، والأخلاقية، والعادات- والتقاليد منها مثل: (صلة الأرحام، تماسك الأسرة، والعلاقات الأسرية الحميمة التي تجمع الأهل، والأولاد، ومحبة بعضهم بعضاً، والتمسك بالقيم، والأخلاق، والمثل ( لكل الأديان ) بالإضافة إلى احترام كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والاحتشام، ومراعاة الجيران وغيرها من سماحة الأديان السماوية؛ شعرُ الرأس أسود اللون – المعتاد- ليس بالضرورة أن يكون كذلك فلما لا يكون أخضراً أو أزرقاً، ولباس المرأة الساتر (المحتشم) ليس محبذاً في أيامنا؛ فلابد من إظهار مفاتن الجسم لكل الناس- المحارم وغير المحارم-ولبس الأساور، والحلقلم يعد حكراً على النساء، وكذلك عمليات التجميل للأثداء، والأرداف، وممارسة الفاحشة، والرذيلة في وضح النهار، أيضاً في الحدائق، والأندية أمام المارة، هذا التمرد على (المألوف) مايزال غير مقبول لدى كثير من الناس، وبفئاتهم، وأديانهم حتى أعمارهم حيث تمنى بعض منهم ألا يشهد ذلك.
عاثت فِتنْ العصر في الأرض فساداً؛ فالتقنيات المتجددة، والمتسارعة التي فرحنا بها، وهللنا لقدومها أتت بالويل، والثبور إلى الأمّة (المحافظة)؛ فالهواتف النقالة (بيد كل طفل، وامرأة، وعجوز) قد فرقت الأسرة وشتت شملها؛ نادراً ما تجد جميعهم في جلسة واحدة على الغذاء أو العشاء أوضمن تجمع أسري يجمع الأولاد مع آباءهم، وأقربائهم.
في آخر الزمان هذا (وقد أتى)، عكس الأمور هي الحاصلة اليوم سنشهد أيام عصيبة سيكون الحليم فيها حيراناً! نسأل الله السلامة، والأمان لكل الأمّة، وأخيراً عجبت من قول إحدى ممثلات السينما الإباحية العربية (فنانةٌ مشهورةٌ- عربية):”ليه هو إحنا بنعمل حاجة غلط علشان نتوب…” لا تعليق !.
…والله المستعان…
رابط مختصر- https://arabsaustralia.com/?p=25247