مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق ـ رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وعضو الهيئة الإدارية بمجلة عرب أستراليا
حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 من تشرين الثاني /نوفمبر من العام 1999 الميلادي اليوم الدولي أو العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ودعت الحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية لتنظيم فعاليات ذلك اليوم المخصص للتعريف بهذه المشكلة مما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، ولقد ذكرت صحيفة التلغراف العربية والصادرة في سدني هذا الأسبوع في عددها الجمعة 15 من نوفمبر 2024 استعداد المئات من الأستراليين للنزول للشوارع في جميع مدن الولايات لتكريم أرواح النساء والذين ذهبوا ضحايا العنف الأسري ، وفي السياق نفسه تم إحصاء الضحايا لهذا العام ( 81 امرأة قتلت في العام 2024 مقارنة بالعام الماضي 74) وكلا الرقمين يعد كبيرا بل ومخيفا في المجتمعات المتحضرة.
العنف Violence بجميع أشكاله سواء كان العنف الأسري أو المنزلي أو الزوجي أو الجنسي يعتبر إهانة وتجريح للطرف الآخر المعنف، ومهما كانت الأسباب فالطرفان من نفس النوعية والخلقة والإحساس والمشاعر وإن كانت المرأة أو الأنثى هي الأضعف جسديا فلا يعطي الحق للطرف الآخر الشريك ( الزوج الحالي أو السابق / أو الحبيب / العاشق / الصديق أو غيره ) الاستقواء والتعدي بالضرب ( المبرح ) أو الإيذاء وترك العاهات المستديمة، وربما الشروع في القتل وإزهاق الأرواح، وتختلف أسباب العنف هذه من مجتمع لآخر وحسب التقاليد والعادات والأعراف السائدة وقديما كان ينظر إلى المرأة بأنها جزء من المتعة كالجواري والإيماء وغيرهم ( سلعه – تباع، وَتُشْتَرَى ) سواء بالحلال ( الزواج أو الارتباط التعاقدي بمهر وشروط ) أو بغير ذلك ( البغاء وبيوت الهوى ) ومن هنا نشأت فكرة السيطرة الذكورية على المرأة باعتبارها ملكا خاصا وكاملا للرجل ليس جسديا فحسب بل فكريا وماليا، وحتى اجتماعيا، وفي مجتمعات أخرى كانت المرأة مثل الخادمة وعادة ما يتم تهميشها في كثير من أمور الحياة والعمل، ولا رأي لها ومكانها هو المطبخ والفراش، وربما أُلْغِيت في بعض القضايا خارج هذا النطاق، ومن الصعب التدخل أيضا في أمور الاديان والشرائع السماوية وكيفية تفضيل المرأة والتعامل معها في أمور الحياة المعيشية كالزواج والطلاق والمساواة والعدل والميراث والتقاضي وغيرها.
ما يهمنا اليوم هنا في أستراليا أن الأنظمة والقوانين قد سنت بطريقة تضمن الكثير من الحقوق المدنية والمالية والأخلاقية للشريك سواء كان ذكراً أم أنثى، وعلينا جميعا العمل وبجدية لمناقشة أسباب العنف المنزلي ودوافعه، ولا سيما بين المهاجرين الجدد فاختلاف الحضارات والتعاملات وعدم توفر الوظائف وصعوبة الإسكان وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار يفاقم من تزايد الخلافات الأسرية والعائلية التي قد تسبب في انهيار كثير من الأسر وتشتتها بالإضافة إلى عنف الأحداث المتزايد ( ظاهرة سرقة السيارات، ومن ثم إعطابها والطعن بالسكاكين وإيذاء المسنين)، ولا ننسى الحادثة الأخيرة لقتل وتقطيع السيدة نوفل لشريكها (الزوج ممدوح ) في الأسابيع الماضية، وقد قيل وقتها بأن الخلافات المالية كانت وراء ذلك العنف المنزلي المميت ( وتجدر الإشارة ، وكما ذكرت وكالات الأنباء بأن لديهم 8 أولاد بالغين ) !!
ونظرا لأهمية الموضوع، وربما خطورته المتفاقمة في الوقت الراهن، وعلى مستوى العالم، وما قد يترتب عليه من حيثيات وتبعات بالنسبة إلى الأسر والأطفال والفتيات والمسنين والمجتمعات بوجهٍ عام ، فقد تم الإعداد وبمشيئة الله لتناول هذا الموضوع ولمدة يومين في المؤتمر القادم ( أكتوبر 2025 ) للمنتدى الثقافي الأسترالي العربي كما صرحت به البروفيسورة أميرة عيسى رئيسة المؤتمر ومؤسس ورئيسة المنتدى في أستراليا . دمتم بخير والله المستعان.
رابط النشر ـ https://arabsaustralia.com/?p=39897