spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

روني عبد النور ـ عن غزو الفضاء وتحدّياته الجسدية والنفسية

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب روني عبد النور أطلقت...

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

أ.د . عماد شبلاق ـ أدب ورقي التخاطب والتعامل مع النفس

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا

ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وعضو الهيئة الإدارية بمجلة عرب أستراليا

سبحان رب الأرباب وخالق العباد، وقد قال في محكم التنزيل (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفه في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقه فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ) وهذه حقيقه خلق الإنسان في مراحله التكوينية ( الكائن البشري ) والطبية كما أشار العلماء والباحثون ورجال الدين وسواء كنت ممن يؤمنون بقصه الخلق هذه أم لا ، فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه وكل له دينه ومعتقداته ولقد كتب القلم في المقادير ( الرزق والآجل ) وأن كنت شقيا أو سعيدا ومتى وأين تموت.

استوقفتني أيه عظيمة في الكتاب المقدس ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا أصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقه لنا به وأعف عنا وأغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ).

الإنسان ( الجاحد ) اليوم تكبر وتجبر وطغى في معظم الأحيان في هذه الدنيا الفانية ونسي نفسه ويحسب أن بقوته وجاهه وماله أن لن يقدر عليه أحد ولا يعلم بأن الذي شكله وصوره قد خلقه من طين ( تراب وماء – من أرخص المواد ) وليس من الفولاذ أو الحديد أو الصخر والآية أعلاه تعرف الإنسان من هو وما قدره وقد خلق من ماء مهين ( السائل المنوي ) و تساوى الأمير والغفير والغني والفقير في ذلك ولا فضل لاحد عن/على أحد الا بالتقوى والعمل الصالح وبالرغم من ذلك كان الرب عفوا وكريما مع خلقه ( اللا شكور ) ولم يتركهم دون إظهار لصياغة أخلاقيات وأدبيات التعامل فالخالق أو المولى لم يكن جبار مستبدا ليلعب دور صاحب العمل القاسي مع موظفيه أو مستخدميه ( عباده ) وتخيل لو طلب منك مديرك المباشر أو المسؤول أو رئيس العمل القيام ببعض المهام المطلوبة ( وقد تكون صعبه ) ولم تقم بها سواء نتيجة نسيان أو خطأ تم ارتكابه من قبلك فلربما كان الحسم أو الخصم في المعاش أو الراتب من نصيبك أو بأي نوع أخر من العقاب فهل تخبره في ردك وانت موظف أو مستخدم لديه بأن لا يؤاخذك في تصرفك هذا ( وما أروع كلمة الخالق المعلم هذه – لا تؤخذنا ! ) وهي في منتهى الأدب والخلق الرفيع ، وقد يفعل ذلك ( استثنائيا ) وربما لمرة واحدة فقط فما بالك لو تكرر هذا الأمر بشكل مستمر وربما يوميا فهل يرضى بذلك مولاك أو ربك والذي علمك وهذبك وتطلب منه يوميا بأن لا يكلف نفسك الا وسعها ( قدره التحمل ) وأن لا يحملك مالا طاقه لك به (استطاعتك البدنية والنفسية) وفوق كل هذا تسأله العفو والمغفرة والرحمة ( قمه الرقي والتأدب في التخاطب والتعامل مع الخالق) – ما أعظمك !

سبحان الله عز وجل الذي علم عباده كيفية أدب التخاطب والذي أخذه الإنسان بدوره كأسلوب للمحادثة مع الأحرين ، فالخطأ والنسيان من طبيعة البشر وكما جاء في الحديث ( كل إبن أدم خطاء وخير الخاطئين التوابون ) ونحن بدورنا نعترف بوجود الأخطاء والنسيان في حياة الإنسان والمتكررة بشكل دوري أو ربما يومي ولكن هي كيفيه التعامل مع ما تم أو قد يتم والرب قد علمنا ونحن عباده كيفيه تصرفنا في الأرض حيث ميزنا وفضلنا عن كثير من خلقه لكي يثبت للملائكة ( وهو لا يحتاج لذلك ) بأن هذا الخليفة فلنكن على قدر كبير من المسؤولية والرقي في الأخطاء ولم يأتي ليقتل ويسفك الدماء أو يعيث في الأرض فسادا. اللهم أهدينا في من هديت وتولنا فيمن توليت وأصرف عنا شر ما قضيت والله المستعان.

رابط النشر – https://arabsaustralia.com/?p=39991

ذات صلة

spot_img