spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

هاني الترك OAMـ أستراليا الحائرة بين أميركا والصين  

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM أثنت الصحيفة...

صرخة تحت الركام: حكاية نازح لبناني صحا ليجد أحلامه أنقاضاً

مجلة عرب أستراليا ـ صرخة تحت الركام: حكاية نازح...

هاني الترك OAM ــ  الحظ السعيد

مجلة عرب أسترالياــ بقلم الكاتب هاني الترك OAM إني لا...

أ.د . عماد شبلاق ـ أدب ورقي التخاطب والتعامل مع النفس

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق رئيس...

أ.د.عماد شبلاق- بيوت من ورق وسيّارات من تنك….. ومرحلة جديدة من فوضى” الجودة”!

مجلة عرب أستراليا سيدني

بيوت من ورق وسيّارات من تنك….. ومرحلة جديدة من فوضى” الجودة”!

بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق

رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا

ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي

مفاهيم ومقاييس الأمس ليست بالضرورة أن تكون هي الأفضل والأقوى و”الأجود” كما يقال عند بعض المفكرين والمحللين من المهنيين والحرفيين وصنّاع القرار، فعربات الخيل مثلاً كانت في الماضي من الوسائل الفاعلة والناجحة في التنقل والتي حلّت محلها سيارات الوقود والكهرباء والطاقة الشمسية في الوقت الحاضر وربما نشهد السيارات الطائرة في المستقبل القريب، وحديثنا اليوم ليس عن التطور الصناعي والتقني الهائل الذي نعيشه اليوم بكل لحظاته وبسرعة مذهلة وتقريبا في كل المجالات من صناعة وزراعة واتصالات وتقنيه معلومات وأزياء وملابس ورياضة وتواصل اجتماعي وقنوات فضائية وغيرها وسببت القلق والإزعاج للكثير من المستخدمين والمستفيدين للكميات الهائلة من المعلوماتية وكأننا في غرفة عمليات موحدة حول العالم، فبضغطة (أو لمسة) زر ممكن لك أن تتعرف على ما يجري في الصين من مشاريع هندسيه جبارة تبهر العالم أو تذهب بـ زر آخر لتتابع الحركة المالية في نيويورك أو لمشاهده (وعلى الهواء مباشره) ما يجري بين أوكرانيا وروسيا أو متابعه أخبار زلازل المنطقة الأخيرة ولن تكفيك الـ 24 ساعة في اليوم للتعرف على ما يجري من حولك وربما من فوقك أو تحتك، إنما عن جودة الأشياء (Quality) ومدى المحافظة عليها والتي هي أصعب من الجودة نفسها وكما قيل في السابق (قد تصل إلى قمة الجبل ولكن الأهم أن تبقى دائما في القمة) وتعريف الجودة كما جاءت من بعض روادها ( ديمنج وجوران وكروسبي) بأنها كيفية تلبية رغبات أو متطلبات العميل أو الزبون أو طالب الخدمة ومؤكداً هنا بأن الجودة لا تعني الفخامة أو الأشياء الفارهة باهظة الثمن أو الرفعة والقيمة سواء المادية أو المعنوية، فلو قمنا بتقديم خيارات لأحد المزارعين (Farmer) بمنحه سيارة لنقل بضاعته أو محاصيله من المزرعة للسوق وكانت على النحو التالي: مرسيدس أو بي .إم أو ونيت تويوتا (عراوي–Ute )، وبغض النظر عن الأحجام والأشكال، لاختار الأخير لتحقيق رغبة أو متطلب العربة وظيفيا Functionally )– هندسه قيمية !) مع العلم قد يتدخل البعض (مازحا) من قرائي الأحبّاء ويرسل لي تعليقاً في اليوم الذي يليه ويقول لي.. يا شيخ كم أنت ساذج وعلى نياتك فمن الذكاء والدهاء للمزارع أن يختار المرسيدس ويبيعها ومن ثم بثمنها يشتري صاحبك (العراوي) ويدّخر الباقي لرحلة سفر لوجهة ” بالي” أو بالك!

التشطيبات النهائية وما صاحبها من أعمال هندسيه للبيوت والشقق والوحدات السكنية (التجارية) اليوم في مدينه سدني وربما في مدن أخرى غيرها في أستراليا أساءت كثيراً للجودة ولمفهوم وثقافة الجودة فقد شاهدت وبنفسي، بل وبأم عيني(كما يقال) وتأكيداً.. بأم جوالي (الموبايل) أيضا، على الأقل 2 شهود من الأمهات، الكثير من المناظر والمشاهد المحزنة لمواد بناء والتركيبات المصاحبة والتي لا يقبلها أي شخص يعمل في مجال البناء أو الهندسة أو العمارة فمعظم تشطيبات الحمامات (Bath rooms ) من الألواح الورقية الهشة والاصطناعية synthetic sheets بدلا من بلاطات السيراميك والرخام الحقيقية ذات المتانة والجودة العالية وجدران الفواصل بين الغرف وبين الجيران كلها أصبحت من حوائط الجبس الرقيقة وكذلك الممرات والمناطق المحيطة!

الجودة.. ثقافة وإتقان ومن المعيب أن نقوم بتبخيس الأشياء من مواصفات ومواد بناء لتحقيق مكاسب تجارية سريعة قد تنقلب على صاحبها فأروقة المحاكم ما زالت تزهر بملاك ومحامي الأبراج السكنية في المدينة ولا ينبغي اتخاذ الأعذار الواهية لمواجهة طلبات المهاجرين المتزايدة وليس هناك حجج لتفنيد مزاعم العرض والطلب بل يجب المحافظة على الجودة والعمل على إتقانها وفي كل المراحل (تصميم/تنفيذ/ صيانة وتشغيل) وخصوصاً للوحدات السكنية والتي لا يجب أنّ تقل أعمارها عن 50 سنه وبدون تكاليف إضافية مرهقة وغير متوقعة لجميع الأطراف (مطورين ومالكين ومستأجرين).

أما السيارات (وبجميع أنواعها) اليوم وليست في مدينة سدني فحسب بل تعدت العالم كله تطل علينا مسألة الجودة أيضاً مرة أخرى بظلالها، فهياكل سيارات اليوم ليست كما في الأمس القريب ومؤكداً أنّ أقسام البحث والتطوير (R&D) قد أشبعت الصناعة دراسةً وبحثاً وتطويراً وتحسيناً ولكن من الواضح أن نوعيه الهياكل أصبحت أكثر رقة وأقل وزناً وتحملاً وكأنها رقائق من التنك أو الصفيح (Tins) والتي لم تعد تتحمل أي ضربات جانبية متعمدة أو غير متعمدة وما بالك في حوادث التصادم في الطرقات والتي غالباً ما تقضي على المركبة بالكامل وربما على من فيها.

هذه أمثله مادية محسوسة أسوقها اليوم لعلّها تذكر بعضاً من أصحاب المصالح ومتخذي القرار بأهمية العودة إلى” جودة الضمير والفكر”لإتقان العمل وإجادته وأن لا يلجأ هؤلاء لإغماض أعينهم عن الممارسات الخاطئة (أخطاء فنية وفساد ومحسوبيات) في صناعة البناء والتشييد والتي راجت في الفترة الأخيرة نتيجة النقص الحاد في مشاريع الإسكان.

والله المستعان.

Edshublaq5@gmail.com

رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=28749

ذات صلة

spot_img