مجلة عرب أستراليا سيدني- الوحدة والانعزالية …. الهم الأكبر في الأعياد والمناسبات في المجتمع الأسترالي! بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية في أستراليا ونيوزيلندا ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
مع قُرب أعياد الميلاد، واحتفالات رأس السَّنة الميلادية، وغيرها من المناسبات الاجتماعية، والدّينية التي اعتاد عليها الإنسان منذ صغره، تجدُ كثيرون – في تزايد وحسب الإحصاءات الأخيرة لحكومة نيو ساوث ويلز- من المتقاعدين، وكبار السِّن، والباحثين عن عمل، حتى من بعض العُزَاب Singles من المهاجرين الجدُّد، ومن دياناتٍ مختلفةٍ في عزلةٍ، ووحدةٍ لا يمكن تحملها في بعض الأحيان، فالإنسان الذي اعتادَ أن يكون مع أهله، وزوجته، وأطفاله أو مع أمه وأبيِّه، وربَّما أحفاده أصبح اليوم غريباً، ويحتفل لوحده بين أربعة جدران، سواءُ أكان مقيم في منزله أو منزل غيره؛ فالأسرة اليوم ليست كما عهدناها بالأمس، والنَّاس ليسوا كما كانوا، بالإضافة لكل ذلك الأمراض، والأوبئة التي فتكت مؤخراً بالأخضر، واليابس، والسَّليم والمريض بالرَّغم من بذل الحكومة، والجهات المجتمعية كثيراً من الجهد، والوقت، والمال في أيامنا؛ لإسعاد الجميع صغاراً كانوا أم كباراً.
موضوع الوحدة Loneliness جدير بالاهتمام، والدِّراسة الجدِّية في أيامنا حيث برهنت المؤشرات، والإحصاءات على ازدياد مِمن يعانون من الظاهرة نفسها، ويرجع الأمر كله إلى تفككِّ الأسر، والانفصال، وتشرد الأطفال، وانعدام الرَّحمة، والمودة بين الآباء، والأبناء، والأنانية، وحبّ الذات، وغيرها من الأسباب التي عصفت بِسعادة، واستقرار النّاس في المجتمع سواءً أكان الشَّرقي المحافظ أم الغربي المتحرِّر! .
في الأديان كلّها، تمَّ ذِكر أنَّ من أهم الأعمال الصّالحة – ليست العبادات من صلاة وصوم- إدخال السُّرور في قلب الإنسان سواء أكان طفلٌ أم عجوزٌ مُسن، فتظلُ روح الإنسان كما هي، فالذي تغير الشَّكل، والجلد الخارجي.
أمّا النّفس فكما هي تحس، وتشعر، وتفرح، وتبكي، وتتألم، وتشعر بِمَن حولها، وتسعد بِسعادة الآخرين، والعكس تماماً، فالمطلوب هو التّراحم، والتلاحم، وعدم التوقف عند الزلات، والظن الخاطئ، وتصيد أخطاء الآخرين، وعدم التّحمل للآراء المغايرة، فكلهم سواسية، وخطاؤون، والدُّنيا قصيرةٌ جداً، والعمل الحقيقي بِمحبة النّاس، وإسعادهموكما الحال في قرب بداية العام الجديد أعاده الله علينا باليمن والبركات أن نحاسب أنفسنا أولاً – قبل أنْ نُحاسَب يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون- وأنْ نستقبل العام الجديد بِحلةٍ جديدةٍ من المحبة والتّسامح، وصلة الأرحام، والتّقرب للجيران، والرُّجوع إلى مالك، وخالق النّفس البشرية الذي ألهمهافجورها، وتقواها فيجدر بنا أن نرتقي بأعمالنا، وأخلاقنا لأحسن ما يكون وهذا ما خلقنا لأجله.
وفقنا الله جميعا لمحبته، ورضاه …
كل عام وأنتم بخير، نلقاكم العام المقبل إنْ شاء الله.
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=21027