spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 53

آخر المقالات

روني عبد النور ـ أدمغتنا “البطيئة” وماسك “الواهم”

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب روني عبد النور على من...

هاني الترك OAMـ الاحتفال بيوم أستراليا

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM منذ فترة...

غدير سعد الدين ـ حكمة وجود الحرب وأين العدل؟ 

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتبة غدير سعد الدين تحدث الحروب...

الدكتور طلال أبو غزاله يكتب : أجندة صهيونية شريرة

مجلة عرب أسترالياـ  الدكتور طلال أبو غزاله يكتب :...

عباس مراد ـ لبنان، نهاية الفراغ لماذا الآن؟

مجلة عرب أستراليا- بقلم الكاتب عباس علي مراد المعروف أنه...

أ.د.عماد شبلاق – الاستثمار في العقل فلسفة أم هرطقة وهل تم تكفير الفلاسفة المسلمون؟ الجزء -1  

مجلة عرب أستراليا- بقلم أ.د.عماد وليد شبلاق – رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي وعضو الهيئة الاستشارية بمجلة عرب أستراليا

مع توسع الدولة الإسلامية وما بعد فترة النبوة والخلافة الراشدة ومن بعدها الدولة الأموية والعباسية وغيرهم، تطور العلم بشكل كبير حيث برز العديد من العلماء المسلمين (عرب وغير عرب) والذين أثروا على التطور الحضاري في الشرق وفي الغرب. ومن أشهر العلوم التي شدت انتباه المسلمين علم (الفلسفة) والذين نافسوا الفلسفة اليونانية بآرائهم ومؤلفاتهم.

ويمكن تعريف الفلسفة بأنها: دراسة الطبيعة العامة والأساسية في الواقع بتفكير عقلي وسببي. وتنقسم الفلسفة إلى العديد من الأقسام وفق التقسيم الزمني وحسب الموضوعات (نظرية المعرفة والمنطق والميتافيزيقيا وعلم الجمال)، وتعتبر وسيلة لمعالجة العديد من المشاكل والمسائل الشائكة. وقد بدأت خلال انتشار المسيحية في الإمبراطورية الرومانية، ثم ظهرت في زمن الدولة الإمبراطورية العربية الإسلامية ثم انتشرت للعالم أجمع.

والفيلسوف مثلًا: وهو مصطلح يوناني قديم ويعني المحب للحكمة (الحكيم) ويمتلك من خلال ذلك التفكير والإجابة على سؤال يُطرح أمامه لأي عصر ومكان بطريقة علمية مستندة على مجموعة من الوقائع المرتبطة بالمسألة الفلسفية. ومع تطور العلم وانقسامه أصبح لكل فيلسوف اختصاص معين، ويمكن من خلاله تحليل طروحاته وفق هذا الاختصاص.

ومن أهم الفلاسفة: فيثاغورث وأفلاطون وهيراكليتس وبارميندس وسقراط (الكون والسياسة واللاهوت) وأرسطو (مؤسس علم المنطق). أما الفلسفة الإسلامية فلم يعرف الإسلام الفلسفة إلا بعد انتقال العلوم اليونانية القديمة وترجمتها إلى العربية بعد فتح الأمصار، ولذلك أصبحت (الحكمة) مرادفة للفظة (الفلسفة) عند مفكري المسلمين في كثير من كتاباتهم. ومع ذلك، فإن لها العديد من التعريفات عند علماء المسلمين مع تداخلها مع العديد من العلوم كعلم (الكلام) والفقه وعلوم اللغة. ولقد نشأت الفلسفة الإسلامية في البحث في المواضيع الفلسفية المتعلقة بالرؤية الشاملة للحياة (خلق الإنسان وأموره الحياتية) والبحث عن الحقيقة حول بدايات الحضارة الإسلامية. وقد عرف المسلمون علم (الكلام) الذي يعد بذرة تيار الفلسفة الإسلامية في مرحلة مبكرة، وقد اعتمد في الأساس على استخدام الأساليب اللغوية والمنطقية والمستمدة من القرآن والسنة لمواجهة المشككين في الإسلام وثوابته. وبعد ذلك تطور الفكر الفلسفي ووصل ذروته في القرن التاسع الهجري.

بعد اطلاع المسلمون على الفلسفة اليونانية القديمة وظهور جيل من الفلاسفة الذين اختلفوا في منهجهم وبحثهم عن علم الكلام، فانتقلوا من دراسة النصوص المكتوبة إلى مرحلة إثبات الحقائق بالأدلة العقلية (معظمهم ممن درس العلوم الرياضية والفيزياء وتفوق بها). ولقد بلغت الأعمال الفلسفية ذروتها عند كل من ابن رشد في الأندلس، والذي تمسك بتحكيم العقل بناء على المشاهدات والتجارب، وقد سبقه كل من الكندي (المعلم الأول) والفارابي، والذي أسس مدرسة فكرية كاملة مستمدة أصولها من أفكار الفيلسوف اليوناني (أرسطو – Aristotle).

أما أشهر الفلاسفة من المسلمون الأوائل فيمكن ذكر:

  1. ابن رشد: وهو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد (الحفيد) ولد في قرطبة عام 1126 ميلادي، وهو أحد كبار الفلاسفة في الحضارة العربية الإسلامية، وهو فيلسوف وفقيه وطبيب وفلكي وقاضي وفيزيائي.
  2. الفارابي: أبو نصر محمد بن محمد الفارابي ولد في تركستان عام 874 ميلادي، واشتهر بتفوقه في علم المنطق والسياسة والفلك والميتافيزيقيا (تقوم فلسفته على إيمانه ويقينه بوحدة الحقيقة حيث تأثر بفلسفة أفلاطون – Plato)، وكانت له نظرية بالوجود.
  3. ابن سينا: وهو أبو علي الحسين بن الحسن بن سينا ولد عام 980 ميلادي، وهو فيلسوف وطبيب وعرف بلقب الشيخ الرئيس، وأشتهر بنظرية النفس وتأثر بالفارابي في تصويره للموجودات والوجود.
  4. الكندي: وهو أبو يوسف بن يعقوب الكندي ولد في الكوفة، واشتهر بعلم النفس والكلام والفلسفة.
  5. ابن باجه: هو أبو بكر محمد بن يحيى بن باجه وولد في سرقسطة (إسبانيا) وقد تأثر بفلسفة ابن رشد. وتعتمد فلسفته على بناء الفلسفة العقلية على أسس وقواعد الفيزياء والرياضيات. وكان أول فيلسوف مسلم يفصل بين الفلسفة والدين في أبحاثه، وكان يؤمن بأن الإنسان يصل للسعادة عن طريق التفكير والعلم.
  6. أبو حامد الغزالي: أبو حامد بن محمد الغزالي الطوسي النيسابوري ولد عام 1058 ميلادي، وقد درس علم الكلام والفلسفة حتى أصبح أشهر علماء عصره.
  7. ابن الهيثم: وهو علي بن الحسن بن الهيثم ولد في البصرة عام 965 ميلادي، وهو عالم وفيلسوف حيث اشتهر بالفلسفة العلمية وناقض في نظرياته العلمية ما جاء به العالم الفيلسوف اليوناني (أرسطو).
  8. ابن طفيل: وهو أبو بكر بن محمد بن عبد الملك بن طفيل القيسي ولد في عام 1105 ميلادي، وهو أحد أهم الفلاسفة والمفكرين في العصر الذهبي الإسلامي. واشتهر بتفوقه في علم الكلام كما أنه كان من المتأثرين بالمذهب الأفلاطوني الحديث حيث كان مؤمنًا بارتباط الفلسفة بالدين.
  9. ابن خلدون: هو عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون الحضرمي الإشبيلي، مؤرخ وفيلسوف عربي أندلسي ولد في تونس عام 1332 ميلادي. ويعتبر مؤسس علم فلسفة التاريخ (التاريخ غير قائم على سرد الأحداث الزمنية التاريخية بل يجب أن يكون قائمًا على التحليل والبحث واستنباط القوانين). ومن أشهر مؤلفاته (مقدمة ابن خلدون).

ولنكمل في الجزء الثاني إن شاء الله، والله المستعان.

رابط النشر-https://arabsaustralia.com/?p=40344

ذات صلة

spot_img