مجلة عرب أستراليا سيدني- إِلى عَرَبِ سِيدنِي(1): عَلِموا أولادَكُمْ السَّلام والمَحَبَة وَالأخلاق الحَمِيدَة.
بقلم أ.د. عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية في أستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
يبدوا أنّنا أصبحنا أو دخلنا في كبسولة ( الزَّمن المُوحِش )؛ زمن الوحدة، والانعزالية، زمنُ الجَشَع والطَّمع، زمنُ حبِّ الدُّنيا (بشكلٍ غير عادي)، وجمع المال حلاله- وحرامه، والابتعاد تدريجياً عما هو جميلٌ وخلاقٌ (أخلاقي).
كثيرٌ مِنا لا يُدرك تماماً (أو ربما يدرك، ولكن يتعمد!) مجريات الأمور في الخلق سواء ً أكنتَ متديناً(مؤمن- من أيّ الأديان، والمِلَل، والنّحل) أو غير ذلك، وخطابي هنا للنّاس العُقلاء المدركون، فاعلم أنّ هناك رقابة ذاتية، وإلهية للإنسان الذي خلقه ربّه، وعدّله في أحسنِ تقويمٍ، لم يتركه سُدى في هذه الأرض، فإنْ كنتَ مِمّن يَستمعون إلى النّصائح فَتذكر التّالي:
- وكما يقال: ” تجري جري الوحوش فغير رزقك ما بتحوش”! – المثل الشعبي المتداول – فهذا هو الحال اليوم في أستراليا بالذّات لِمَن يعيش في مدينة سيدني تحديداً وربما تنطبق على مدنٍ أخرى؛فالتّنافس على حبِّ الدُّنيا، وجمع المال بِشتى الطُّرق أصبح يُؤرق جميع النّاس، ويُبعد الناس عنْ بعضها، وكذلك الأشقاء، والأصدقاء، لا يعي النّاس أنّ البركة قد نزعت – في كثيرٍ من الأحيان- فما تكسبه باليمين تنفقه شمالاً على الفَور، وقد تكون مُحاسَب عليه؛ فالعديد قد أدمن العمل ليلاً، ونهاراً؛ لكي يكسب مزيد من الدّولارات، وقد نَسِي مَن حوله من أقارب، ومعارف، وأصدقاء.
- كلّ أبن آدم سيسأل عن ماله: مِنْ أين اكتسبه؟ وكيف أنفقه؟ فكيف سيكون جوابك عند ربِّ الجواب حينئذ؛ فكلُّ الأدلة، والشّواهد، والإثباتات موجودة في “شَريط التّسجيل” المُثبّت في جسم الإنسان، والذي يُحصي كلّ دولار أو دينار أو درهم تمّ التعامل معه في الحياة الدّنيا. فلا تفرح بِما جمعت أو اكتسبت بطرائق غير شرعية أو قانونية فسيعود عليك بالوبال، والحسرة يوم لا ينفع النَّدم.
- كثيرٌ مِمن يعيشون في أستراليا اليوم، ومن أصولٍ عربيةٍ قد أغفلوا أدبيات،وأخلاقيات التّعامل مع بعضهم في المجتمع المُحافظ؛ فليس بغريبٍ أنْ يموت أحد الوالدين كمداً، وقهراً، وقد ابتعد عنه أولاده؛ بحجة العمل، وجني مزيدٍ من الأموال، فلم يجد في آخر عمره أحداً من أولاده أو أحفاده يجلس بجانبه، ويخفف من عذابه. فكَم من الصّعب أنْ تموت وحيداً، ومقهوراً فاللَّهم عافينا وألطف بنا.
- وأخيراً، و”كما تُدِين تُدان”– فاعلم جيداً أنَّ ما تقدِّمه اليوم لأولادك سينعكس عليك غداً؛ فإنْ قدّمت خيراً فستجد خيراً، وإنْ كان غير ذلك فلا تلومن إلا نفسك.
كم نحن اليوم أحوج إلى مراجعة النّفس قبل فوات الأوان؛ فالأرزاق، والأعمار قد كتبت منذ زمنٍ بعيدٍ، وما عليك إلا أن تعمل صالحاً، وتقدّم لنفسك العمل الذي سينفعك، وينفع ذريتك مِن بعدك، فَعلِّم أولادك، وزوجتك، وأقاربك، وأصدقائك، ومَن حولك حبّ السّلام، والمودة، والإخاء، وكثير من التّعاليم السّماوية قد حثت على نشر هذه المفاهيم الجميلة،ولا تقلّد الفكر الشّاذ من الانعزالية، والانطوائية، واعلم أنّ مصيرها أو مآلها إلى الوحدة، والكآبة، وربما الانتحار فتكون قد خسرت كلّ شيء – الدّنيا والآخرة- وذهبت أموالك التي أفنيت حياتك كلّها من أجلها لغيرك ( إما لأولادك الذين تنكروا لك في أخر عمرك أو للدّولة وما أدراك ما الدّولة ! )
…والله المستعان…
رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=22313