حين تدخل مجالات الفن قد ترى صاحب الصوت الجميل وصاحب الريشة المبدعة والشاعر الذي يملك صوراً شعرية جميلة والمصور الذي يلتقط أجمل الصور إضافة الى العديد من الفنون الاخرى وقد ترى أيضاً نحاتاً يحول الصخرة الكبيرة الى تمثال رائع ….ولكن هل سمعت يوماً بالنحت على قلم رصاص ؟
للوهلة الاولى علنا نتفاجأ من هذا الفن وقد نستغرب أنه موجود في العالم العربي إذ أن أغلبنا يرجح أن تكون الاشياء الغربية والجيدة والفريدة هي من صنع الغرب ولكن للحقيقة فإن ابن بلدة ببنين العكارية من شمال لبنان الخطاط والفنان التشكيلي نعمان الرفاعي انضم الى قائمة النحاتين على قلم الرصاص حيث أن عددهم قليل جداً ليس في لبنان ولا في العالم العربي بل في العالم ككل على حد تعبيره .يتابع نعمان الرفاعي لموقع ياصور أنه منذ صغره تستهويه اللافتات والخط العربي الكبير على واجهات المحلات والمؤسسات ولا يخفي أن أغلب أسباب تأخره عن المدرسة هو ابداع الخطاط محمد العبد حيث يوضح: كنت أقف مطولاً أمام كتاباته وكنت أيضاً انتظر بفارغ الصبر انتهاء الدوام لاعود الى البيت لتقليده.
النحت على قلم الرصاص :
بدأت بالنحت على الخشب ومن ثم على الحجر بكل أنواعه والطين وأغلب المواد لم اوفرها في النحت، حتى خطرت على بالي فكرة النحت على رؤوس أقلام الرصاص بما يشكل هذا القلم من رمزية تجمع فيه كل معاني الفن والثقافة، فبدأت ب اول قلم وقبلت التحدي لذاتي، فنحتُ الشكل بكل تفاصيله وملامحه، وبعد أن لاقت هذه الفكرة إقبالاً بالوسط الفني تابعت بها وشاركت في عدة معارض باقلامي فكانت وبحمد الله تجذب وتدهش الحاضرين، فالقلم أداة لكتابة رسالة وقصيدة وبعض تفاصيل الرسم وأنا اليوم حولته الى منحوتة أعبر فيها عما في داخلي وأعطي من خلاله رسائل جمة كباقي الفنون.
لا ينكر نعمان صعوبة الحفر على قلم الرصاص بل يؤكد موضحاً: مما هو معلوم أن صغر حجم القلم يجعل بحاجة إلى دقة ناهيك عن كون مادة الرصاص في القلم غير ملائمة للنحت، فكلما اقتربت من انتهاء القلم كلما أصبح عرضة للكسر في أي لحظة لأن الحجم يتآكل ليصبح دقيقاً جداً في عدة أمكنة حسب المنحوتة المنجزة
المنزل وغرفته الخاصة :
يشكو الرفاعي كباقي الفنانين من عدم الاهتمام والرعاية بالفن في لبنان لذلك يسعى سعياً حثيثاً لأن لا يقف عمله هنا بل يسعى الى المشاركة في المعارض دوماً عارضاً فنه الجديد على الناس حيث يلاقي صدى.
حتى منزله معرض بذاته فكيفما تنظر تجد منحوتة هنا ومنحوتة هناك وأما غرفته الخاصة فهي مليئة بروائح الفن العتيق من منحوتات نحتها على الخشب وعلى الرصاص اضافة الى اللوحات المليئة بالخط العربي الجميل .
ككل فنان أسعى للوصول الى العالمية بهذه الكلمات عبر نعمان لنا عن طموحه ويضيف أنا كنحات اتفرد بهذا الفن في لبنان والعالم العربي أتمنى أن تصل أعمالي الى جميع أنحاء العالم ويرى الجميع أعمالي ليعلموا أن العربي أيضاً يستيطع أن يبدع أيضاً .