منتدى جزر المحيط الهادئ: يمطلوب من أستراليا حل أزمة اللاجئين في ناورو
منظمة العفو الدولية ـ قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على الحكومة الأسترالية إجلاء، وعلى وجه السرعة، الأطفال اللاجئين الـ 107 وعائلاتهم المحاصرين في ظروف مروعة في ناورو، أو قبول عرض نيوزيلندا بتوفير ملاذ آمن لهم، مع انتهاء منتدى جزر المحيط الهادئ في ناورو اليوم.
لقد أخفق تماماً الاجتماع الذي استمر أربعة أيام يوم 6 سبتمبر 2018 وجمع قادة من جميع أنحاء المنطقة، في تلبية احتياجات اللاجئين، مع الموافقة على مشروع البيان الرسمي للمنتدى الذي لا يتضمن أي إشارة إلى نهج محسَّن، وموجه نحو حقوق الإنسان بما يتعلق بالسياسة الخاصة باللاجئين.
وقالت روشيكا ديو، الباحثة المعنية بمنطقة المحيط الهادئ في منظمة العفو الدولية: “إن الوضع السيء للاجئين وطالبي اللجوء في ناورو يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، ولا يزال بوسع الحكومة الأسترالية الالتزام بمسؤوليتها عن طريق إجلائهم إلى أستراليا”.
“ومع ذلك، فإذا رفضت أستراليا تغيير المسار، فيجب ألا تقف في طريق الآخرين المستعدين لتوفير الحماية التي يحتاجها هؤلاء الناس بشدة. وقد أكد رئيس وزراء نيوزيلندا هذا الأسبوع عرضًا قديمًا لاستقبال 150 لاجئًا سنويًا من جزيرتي مانوس وناورو – ويجب على أستراليا أن تسهل العملية وليس عرقلتها”.
وتشعر منظمة العفو الدولية أيضاً بالقلق من أن قادة منطقة المحيط الهادئ تقاعسوا عن التصدي لسياسة أستراليا القاسية والمسيئة المتعلقة باللاجئين في اجتماع المنتدى. وفي رسالة مفتوحة، وقعتها منظمة العفو الدولية مع أكثر من 90 منظمة مجتمع مدني أخرى، دعت الأسبوع الماضي قادة الصندوق إلى إعطاء الأولوية للأزمة الصحية المتصاعدة للأطفال اللاجئين في ناورو، وطالبت بوضع حد لتلك السياسة المشينة.
إذا رفضت أستراليا تغيير المسار، فيجب ألا تقف في طريق الآخرين المستعدين لتوفير الحماية التي يحتاجها هؤلاء الناس بشدة. وقد أكد رئيس وزراء نيوزيلندا هذا الأسبوع عرضًا قديمًا لاستقبال 150 لاجئًا سنويًا من جزيرتي مانوس وناورو – ويجب على أستراليا أن تسهل العملية وليس عرقلتها
روشيكا ديو، الباحثة المعنية بمنطقة المحيط الهادئ في منظمة العفو الدولية
واختتمت روشيكا ديو قائلة: “لقد كان منتدى جزر المحيط الهادئ فرصة للقادة في المنطقة ليقولوا بما فيه الكفاية، ويظهروا أنهم لن يقفوا متفرجين، في حين تستمر السياسات المسيئة، التي تتبعها الحكومة الأسترالية، في المخاطرة بمزيد من الأرواح”.
“فقد أُهدرت هذه الفرصة تماماً. وبدلا من ذلك، رأينا حكومة ناورو تطلق مزاعم بغيضة عن طبيعة ما ورد من أنباء تفيد بقيام الأطفال بالتسبب في الأذى الذاتي لأنفسهم، واحتجاز صحفية نيوزيلندية بسبب حديثها مع أحد اللاجئين”.
وفي اعقاب ذلك ادعى رئيس ناورو، بارون واكا، خلال مقابلة تلفزيونية أن الأطفال يتعرضون لإيذاء أنفسهم من قبل عائلاتهم والمدافعين عن اللاجئين، قائلاً: “إنها طريقة لابتزاز النظام، وربما لتجاوزه، للوصول فقط إلى أستراليا”. وقد تبع ذلك اعتقال الصحفية التلفزيونية النيوزيلندية باربرا دريفر على أيدي شرطة ناورو، يوم الثلاثاء، بعد أن أجرت مقابلة مع أحد اللاجئين.
خلفية
في 19 يوليو/تموز 2013، وضعت أستراليا سياسة تهدف إلى منع أي شخص، يصل بالقارب في أي مكان في أستراليا – بما في ذلك البر الرئيسي – من طلب اللجوء في البلاد. وبدلاً من ذلك، سيتم نقلهم قسراً إلى جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة أو ناورو، وحتى أولئك المعترف بهم كلاجئين لن يسمح لهم أبداً بالإقامة في أستراليا
وما زال أكثر من 1600 شخص في جزيرة مانوس وبابوا غينيا الجديدة وناورو، حيث يُقيم غالبيتهم كلاجئين. فبموجب اتفاق ثنائي، وافقت الحكومة الأمريكية بموجبه على استيعاب 1250 لاجئًا، وتم إرسال ما يقرب من 400 لاجئ إلى الولايات المتحدة حتى الآن. ومع ذلك، من المرجح أن يظل مئات الأشخاص في جزيرة مانوس وناورو في أوضاع سيئة إلى أجل غير مسمى، دون وجود خطط واضحة تحدد مستقبلهم.
أما في بابوا غينيا الجديدة، فقد تعرض اللاجئون وطالبو اللجوء للاعتداء العنيف على أيدي السكان المحليين والمقاولين والسلطات في ناورو. ووردت تقارير واسعة النطاق تفيد بوقوع الاعتداء البدني والجنسي، بما في ذلك ضد النساء والأطفال. ولا تستطيع ناورو وبابوا غينيا الجديدة توفير الحماية للاجئين وطالبي اللجوء، وترفض الحكومة الأسترالية تحمل المسؤولية عنهم، على الرغم من أنهم يبقون تحت سيطرتها الفعلية في هذه المناطق.