مجلة عرب أسترالياـ أستراليا ـ خبراء يحذرون من الاعتماد المفرط على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التعليمية للأطفال
تشهد الأوساط التعليمية في أستراليا نقاشًا متزايدًا حول تداعيات الانتشار السريع لتطبيقات التعليم القائمة على الذكاء الاصطناعي، وسط تحذيرات من خبراء يؤكدون أن الاستخدام المفرط لهذه التقنيات قد يؤثر سلبًا على النمو المعرفي والاجتماعي للأطفال في سنواتهم الأولى.
ويرى مختصون في تربية الطفولة المبكرة أن التعلم الفعّال في هذه المرحلة يعتمد بدرجة أساسية على التفاعل البشري المباشر، سواء من خلال التواصل البصري أو المشاركة الوجدانية أو تبادل ردود الفعل اللحظية، وهي عناصر لا تستطيع التقنيات الرقمية – مهما تطورت – أن توفرها بالشكل المطلوب. كما يحذرون من أن الاعتماد على التطبيقات الذكية بديلًا عن التواصل مع الوالدين أو المربين قد يقلل من فرص الأطفال في تطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية.
وفي الوقت الذي تَعِد فيه الشركات المطورة لهذه التطبيقات بتجارب تعليمية “مخصصة لكل طفل” بفضل الخوارزميات التكيفية، يلفت الباحثون إلى أن هذه البرامج غالبًا ما تُبنى على أنماط تكرارية لا تراعي الفروق الفردية العميقة، فضلًا عن أنها قد تعزز السلوك الاستهلاكي المبكر لدى الصغار عبر تصميمات قائمة على المكافآت البصرية السريعة.
ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة داعمة للتعليم إذا استُخدم في سياق متوازن وتحت إشراف راشد، لكنه لا ينبغي أن يتحول إلى “مربٍ بديل” أو أن يحل محل التفاعل الإنساني الطبيعي داخل الأسرة أو الفصل الدراسي. ومن ثمّ يدعون الأهالي والمؤسسات التعليمية إلى اعتماد سياسات استخدام واعية تضمن الاستفادة من التكنولوجيا دون التفريط في أساسيات التربية السليمة.
وفي ظل هذا الجدل المتصاعد، تزداد الحاجة إلى وضع أطر تربوية وتنظيمية واضحة توازن بين تطلعات الابتكار ومتطلبات النمو النفسي والاجتماعي للطفل، حتى لا يتحول الحماس للتكنولوجيا إلى عبء غير محسوب على الأجيال القادمة.
رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=44446



