أستراليا توافق على علاج جديد ثوري لإبطاء مرض ألزهايمر المبكر

مجلة عرب أستراليا ـ أستراليا توافق على علاج جديد ثوري لإبطاء مرض ألزهايمر المبكر

وافقت إدارة السلع العلاجية الأسترالية (TGA) مؤخرًا على دواء جديد يُدعى “كيسونلا” (Donanemab)، وهو علاج ثوري يهدف إلى إبطاء تقدم مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة. يُعتبر هذا الدواء الذي طورته شركة إيلي ليلي، أول علاج منذ 25 عامًا يستهدف السبب الجذري لمرض ألزهايمر، حيث يعمل على إزالة البروتينات الضارة المترسبة في الدماغ والمعروفة باسم الأميلويد.

كيف يعمل دواء كيسونلا؟

يُعطى الدواء عن طريق الحقن الوريدي مرة واحدة كل أربعة أسابيع، ويستمر العلاج لمدة تصل إلى 18 شهرًا. أظهرت التجارب السريرية أن دواء كيسونلا يمكن أن يبطئ تدهور القدرات العقلية بنسبة تصل إلى 35% لدى المرضى الذين يعانون من ألزهايمر في مراحله المبكرة. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقلل من تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ بنسبة تصل إلى 84% خلال فترة العلاج.

من هم المؤهلون للعلاج؟

يُشترط للاستفادة من العلاج أن يكون المريض في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر، مع وجود تراكم لبروتين الأميلويد في الدماغ، والذي يمكن تأكيده من خلال فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو تحاليل السائل الشوكي. يُقدّر أن ما بين 10 إلى 20% فقط من مرضى الخرف في أستراليا يستوفون شروط الأهلية لهذا العلاج، بسبب المعايير الصارمة للاستخدام.

تكلفة العلاج وتوافره

تُقدر تكلفة العلاج بحوالي 80,000 دولار أسترالي، وهو مبلغ لا يغطيه حاليًا نظام التأمين الصحي الأسترالي “ميديكير” أو برنامج المنافع الصيدلانية (PBS). ومع ذلك، تعتزم شركة إيلي ليلي تقديم طلب رسمي لإدراج الدواء ضمن برنامج PBS خلال الشهر القادم، ما قد يتيح للمرضى الحصول عليه بتكاليف أقل في المستقبل.

الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة

رغم الفوائد المميزة للعلاج، فقد لوحظت بعض الآثار الجانبية، أبرزها “الاضطرابات المرتبطة بتصوير الأميلويد” (ARIA)، والتي تتضمن تورمًا مؤقتًا أو نزيفًا صغيرًا في الدماغ. وتحدث هذه الأعراض بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يحملون نسختين من جين ApoE ε4، وهؤلاء المرضى مستبعدون من تلقي العلاج في أستراليا. ولهذا السبب، يجب على المرضى الخضوع لفحوصات الرنين المغناطيسي قبل البدء بالعلاج لمراقبة أي علامات محتملة لهذه الأعراض.

أهمية العلاج في مواجهة مرض ألزهايمر

يمثل دواء كيسونلا تقدمًا هامًا في علاج مرض ألزهايمر، الذي يعد من أكثر الأمراض العصبية انتشارًا وتأثيرًا على جودة الحياة. فبفضل هذا العلاج، يمكن للمرضى إبطاء تقدم المرض لفترة أطول، مما يساعدهم في الحفاظ على استقلاليتهم وتحسين نوعية حياتهم. ومع ارتفاع أعداد المصابين بألزهايمر في أستراليا والعالم، يفتح هذا العلاج آفاقًا جديدة في البحث والرعاية الطبية.

رابط النشر- https://arabsaustralia.com/?p=42404