مجلة عرب أسترالياـ أستراليا تشكك في جدوى اتفاقية «أوكوس» للغواصات النووية
تخضع شراكة «أوكوس» – الاتفاقية الثلاثية التي أُبرمت عام 2021 بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا – لمراجعة من قبل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حالياً، ما يثير مخاوف حقيقية حول مصير المشروع الذي ينص على تزويد أستراليا بما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وفي حين يرى البعض أن فشل الاتفاق قد يعد نكسة لتحالف غربي آخذ في التوسع، فإن هناك في أستراليا من يعتبر انهياره سبباً للاحتفال، خصوصاً بالنظر إلى حجم التحديات والصعوبات المحيطة بالمشروع منذ بدايته.
كيتنغ، فإن السبب المتبقي للاعتقاد بأن انسحاب الولايات المتحدة سيأتي في اللحظة التي تنقذ فيها واشنطن أستراليا من نفسها، وذلك نتيجة الآثار السلبية لبرنامج «أوكوس» على سيادة أستراليا.
وكان الأميركيون وافقوا على الصفقة لأنهم اعتبروا أنها تخدم مصلحتهم الاستراتيجية وليس مصلحة أستراليا. وأعرب نائب وزير الخارجية الأميركي السابق كورت كامبل «بصورة غير متحفظة» عن هذا الرأي العام الماضي، بقوله: «لقد ضمناهم الآن للأربعين عاماً المقبلة».
هدف محتمل
ويعد الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستنقل إلى أستراليا هذه التكنولوجيا الحساسة أمراً يتنافى مع المصداقية ما لم تتمكن من الاستفادة من هذه الغواصات في حرب مستقبلية.
وكل ما فعلته صفقة «أوكوس» والالتزامات التحالفية المرتبطة بها لأستراليا هو جعلها أكثر استهدافاً، وعرضة للعواقب الوخيمة.
وفضلاً عن ذلك تعزز الصفقة ارتباط أستراليا الاستراتيجي بالولايات المتحدة، بطريقة قد تهدد استقلالها السيادي وتجعلها هدفاً محتملاً في أي صراع مستقبلي، لاسيما مع تحول منشآتها العسكرية المشتركة مع واشنطن، مثل «باين غاب» وقاعدة «ستيرلنغ»، إلى أهداف ذات أولوية عالية لأي خصم محتمل. عن «جابان تايمز»
غاريث إيفانز* وزير خارجية أستراليا السابق
مفارقة
تنفق أستراليا مليارات الدولارات على مشروع يهدف إلى حمايتها من التهديدات العسكرية التي من المرجح أن تنشأ لمجرد امتلاكها غواصات نووية، واستخدامها لدعم الولايات المتحدة. في المقابل لا ضمانات بالدعم إذا احتاجت إليه أستراليا يوماً ما. وإذا انهار مشروع «أوكوس» فسيكون من الممكن لأستراليا الحصول على بدائل لأسطولها من الغواصات القديمة في إطار زمني معقول، وربما بكلفة أقل مع الاحتفاظ بسيطرة سيادية حقيقية من خلال شراء تكنولوجيا جاهزة من مصادر أخرى، ويمكن تخيل العودة إلى فرنسا التي تم استبعادها في صفقة «أوكوس»، وتتقدم أستراليا بعرض لشراء غواصاتها النووية من طراز «سوفرين» من الجيل الجديد.
المصدر: الإمارات اليوم
رابط التشرـ https://arabsaustralia.com/?p=42956