بقلم علا بياض رئيسة التحرير
في أبريل 2025، أثارت عملية قتل رحيم جماعية للكوآلا في منتزه بودج بيم الوطني بولاية فيكتوريا الأسترالية جدلاً واسعًا في الأوساط البيئية والسياسية. تم تنفيذ العملية بواسطة إدارة الطاقة والبيئة والعمل المناخي (DEECA) باستخدام القنص الجوي من المروحيات، حيث تم قتل مئات الكوآلا التي كانت تعاني من الجوع والإصابات بعد حرائق الغابات التي دمرت موائلها الطبيعية.
أسباب العملية
بررت DEECA العملية بأنها إجراء إنساني لتخفيف معاناة الكوآلا التي تعرضت لإصابات بالغة أو كانت تعاني من الجوع الشديد نتيجة فقدان مصادر الغذاء والماء بسبب الحرائق. أشارت السلطات إلى أن التضاريس الوعرة وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة حالت دون تنفيذ عمليات إنقاذ تقليدية، مما استدعى استخدام القنص الجوي كخيار أخير.
ردود الفعل والانتقادات
واجهت العملية انتقادات حادة من جماعات حقوق الحيوان ونشطاء البيئة، الذين وصفوا القنص الجوي بأنه “غير إنساني” و”غير دقيق”، معربين عن قلقهم من احتمال قتل حيوانات سليمة، بما في ذلك الأمهات التي تحمل صغارها، مما يؤدي إلى يتامى معرضين للموت جوعًا أو بردًا. كما أعرب خبراء الحياة البرية عن شكوكهم في قدرة القناصين على تقييم حالة الكوآلا الصحية بدقة من ارتفاعات تزيد عن 30 مترًا.
الجدل السياسي والبيئي
أثار القرار أيضًا جدلاً سياسيًا، حيث اعتبر بعض السياسيين أن العملية تعكس فشلًا في إدارة التنوع البيولوجي وحماية الموائل الطبيعية للكوآلا، مشيرين إلى أن إزالة غابات الأوكالبتوس وزيادة الاعتماد على مزارع الأشجار التجارية ساهمت في تفاقم المشكلة. ودعا نشطاء إلى وقف قطع الأشجار في المناطق المجاورة للمنتزه، معتبرين أن ذلك ضروري للحفاظ على بقاء الكوآلا.
موقف الحكومة
دافعت حكومة ولاية فيكتوريا عن قرارها، مؤكدة أنه تم اتخاذه بناءً على توصيات بيطرية وبالتشاور مع خبراء الحياة البرية، وأن الهدف كان تقليل معاناة الحيوانات بأسرع طريقة ممكنة في ظل الظروف الصعبة.
الخلاصة
تسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات المعقدة التي تواجهها أستراليا في إدارة الحياة البرية، خاصة في ظل تغير المناخ وتدمير المواطن الطبيعية. وتبرز الحاجة إلى استراتيجيات أكثر استدامة لحماية الكوآلا، أحد الرموز الوطنية الأسترالية، وضمان بقائها للأجيال القادمة.
رابط النشر –https://arabsaustralia.com/?p=41876