spot_img
spot_imgspot_img

إصدارات المجلة

العدد 52

آخر المقالات

الدكتور طلال أبوغزاله ـ فلسطين: محور العدالة العالمية وقضية الشعوب الحرة

مجلة عرب أسترالياـ بقلم الدكتور طلال أبوغزاله تبرز قضيتنا الفلسطينية...

هاني الترك OAM ــ الشيك الذي أرسله تشارلز ديكنز

مجلة عرب أستراليا ـ بقلم الكاتب هاني الترك OAM   كان...

د. زياد علوش ـ ملكة جمال لبنان”ندى كوسا” للشباب والصبايا لدينا القوة لتحقيق التغيير

مجلة عرب أسترالياـ أجرى الحوار الدكتور زياد علوش جمال كلما...

أحمد مطر ـ انتفاضة بكركي اللبنانية

مجلة عرب أستراليا – سيدني- انتفاضة بكركي اللبنانية

 الصحافي أحمد مطر
الصحافي أحمد مطر

بقلم أحمد مطر – صحافي لبناني

في يوم مشهود من تاريخ لبنان الحديث، وله ما له على مستوى شرقنا العربي أيضاً. ومن نافذة الصرح أمام الآلاف، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى وقف الانقلاب على الدولة، مؤكداً أن دعوته إلى حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة هي لإنقاذه وتحريره، مشدداً على ضرورة عدم السكوت عن السلاح غير الشرعي.

وجاء كلام الراعي أمام حشود شعبية توافدت إلي بكركي من مختلف المناطق دعماً لمواقفه، حيث قال إن خروج الدولة أو قوى لبنانية عن سياسة الحياد هو سبب ما نعاني منه. وأوضح طالبنا بمؤتمر دولي لأن كل الطروحات رفضت حتى تسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة، ونحن نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة.

ودعا الراعي، اللبنانيين، إلى عدم السكوت عن الفساد وعن فوضى التحقيق في جريمة انفجار المرفأ، ولا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني، ولا عن سجن الأبرياء، ولا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين، ولا عن مصادرة القرار الوطني، ولا عن الانقلاب على الدولة والنظام، ولا عن عدم تأليف حكومة وعدم إجراء الإصلاحات، وقال حررنا الأرض فلنحررها من كل ما يعوق سلطتها وأداءها.

نريد قوة التوازن لا توازن القوى ووُلدنا لنعيش في مروج السلام الدائم لا ساحات القتال الدائم. كذلك كان صريحاً ومباشراً في دفاعه عن الوفاق والشراكة والتدويل، عندما قال إن اتفاق الطائف لم ينفذ بكامله، وهو اتفاق وقّع برعاية عربية ودولية. الرسالة واضحة لأن الخطر واضح، ومصدر الخطر معروف.

وقال الراعي أمام الجموع، وبينهم رجال دين مسلمين، نريد من المؤتمر الدولي إعلانَ حيادِ لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب، وأرض الانقسامات. نجح سيد بكركي كما نجح أسلافه كالبطريرك الحويك والبطريرك صفير بتشخيص الداء الذي يعاني منه اللبنانيون، متمنيًا على أشقاء لبنان وأصدقائه مدّه بالدواء الشافي ويد العون لمساعدته في عمق ما يعانيه من عقمٍ جراء تراكمات ليس آخرها التعطيل الحاصل بتأليف حكومة جديدة، وهو ما سعى لمعالجته البطريرك جاهدا عبر محاولته تدوير الزوايا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري لكنه وصل إلى حائط مسدود.

وفي حين لاقى كلام البطريرك أمس ترحيباً من القوى السياسية التي تتلاقى معه على القناعة بإنقاذ الكيان اللبناني رغم تباينات عرضية في بعض المضامين، فإن ما تسرّب عن حزب الله مُوَارَبَة أو عبر قناة المنار الناطقة باسمه، أعطى انطباعاً واضحاً عن الموقف السلبي من مشهد بكركي، والحزب يتجنّب هذه الخطوة، واليوم يقف أمام تطور داخلي جديد يُنذر بإعادة خلط الأوراق، ويواجه لاعبا جديدا هو البطريرك الراعي الذي يحاول الإمساك بزمام المبادرة مع طرح وطني سياسي هو الأكثر وضوحا وجرأة في الوقت الحاضر.

فبكركي، أطلقت دينامية، قد لا تتحقق بسرعة، لكن ستكون ككرة الثلج، على غرار الدينامية التي أطلقها البطريرك صفير، التي استلزمت 5 سنوات لتصل إلى نهايتها الإيجابية بخروج السوريين من لبنان.

لذلك فإنّ خشية الحزب أن تشكّل الدينامية الجديدة التي أطلقها الراعي في ظل الوضع المأزوم لبنانياً، إلى طرح مسألة سلاحه ودوره في أي مؤتمر دولي، خصوصاً أن هذا السلاح هو الذي يشكل الأزمة الحقيقية لمنع قيام دولة في لبنان ويحول دون تطبيق الدستور والقوانين وأدى إلى نشوء طبقة سياسية فاسدة، تغطي سلاح الحزب ودوره مقابل أن يغطّي فسادها، وهو ما أوصل لبنان إلى مصاف الدولة الفاشلة مع الطرح البطريركي الجديد، دخل لبنان مرحلة جديدة.

وبالنسبة إلى البطريرك لا يمكن للأمور أن تستقيم إلّا بمؤتمر دولي، وهو ذكر أكثر من مرة أن اتفاق الطائف نجح في إنهاء الحرب، لكنه لم ينجح في بناء الدولة. لذا، يجب أن يكون هناك مؤتمر للبنانيين يساهم في بناء دولة لبنانية، لم يتمكن اتفاق الطائف من بنائها، إن نتيجة الاحتلال السوري أو نتيجة سطوة السلاح غير الشرعي.

والراعي في خطوته، أجرى ربط نزاع مع المجتمع الدولي، لسببين: الأول، من أجل ألّا تكون هناك أي مقايضة حول لبنان وألّا يُصار إلى تسليمه لوصاية دولة أخرى نتيجة أي تسوية كما حصل عام 1990 عندما فُوّض إلى سوريا إدارة الملف اللبناني.

وثانياً، لأنّ الأمور وصلت إلى مكان لم يعد في الإمكان أن تستمر، ما يتطلّب تسوية جديدة ترتكز على اتفاق الطائف والدستور والقرارات الدولية. من هنا، يمكن البطريركية أن تستفيد من التحركات الشعبية من جهة، والسياسية من جهة أخرى حتى يكون لصوتها صدى في الصروح الدولية.

لهذا، كان أمس، يوم استعادة الدولة، وإنقاذ الهوية من العاملين على تغييرها وتأكيد الحد الأدنى من تعايش لم يسبق أن تهدّد في الصميم كما هو مهدّد حالياً. قرع البطريرك جرس الإنذار الذي يكاد أن يكون الأخير، قال البطريرك كلمته وهو لن يمشي فلبنان يكاد يزول ونحن نريد للبنان الحياة.

رابط مختصر..https://arabsaustralia.com/?p=14554

ذات صلة

spot_img