مجلة عرب أستراليا سيدني
التضخم الاقتصادي العالمي- أستراليا: هدنة مؤقتة لمالكي المنازل
بقلم الكاتبة آسيا الموسوي
استراحة محارب يأخذها أصحاب وملاك البيوت في أستراليا اليوم من ارتفاع فائدة القروض على المنازل والتي شهدت صولات وجولات في الارتفاع منذ ما يقارب ال 15 شهراً لغاية اليوم، البنك الاحتياطي الاسترالي أعلن عن عدم رفع الفائدة على القروض للشهر الحالي وسط استهجان وعدم اطمئنان بشكل عام إلى أن تكون هذه الهدنة، هي الهدنة التي تسبق الإعصار الذي سيقصم ظهر مالكي المنازل.
وبلغ معدل التضخم 7.8 في المئة في ربع كانون الأول/ديسمبر من السنة المنصرمة، حيث دفع هذا الارتفاع البنك الاحتياطي لزيادة أسعار الفائدة تسع مرات من دون أي
يواصل الأستراليون صراعهم مع أزمة تكلفة المعيشة اليومية والتي تعتبر الحديث اليومي والحدث الأبرز على الساحة المحلية، جائحة كورونا وبعدها الحرب الروسية على أوكرانيا وأزمة التوريدات عوامل ساهمت بالتضخم العالمي وخاصة الأسترالي.
تستمر أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة في إلقاء ظلالها على كافة مناحي الحياة في أستراليا، بدأت ملامح التضخم تظهر في فاتورة التسوق الأسبوعي للأستراليين، بدأت بزيادات غير ملحوظات إلى أن بدأت الأسعار تسجل إرتفاعاً كبيراً للعديد من المنتجات وشملت الأجبان،اللحوم، الخضروات وكثير من المعلبات، ارتفعت أسعار منتجات الخبز والحبوب بنسبة 11.8٪، بينما ارتفعت أسعار المنتجات الغذائية غير المصنفة بنسبة 11.3٪وعلى رأس هذه الزيادات كانت الألبان بإرتفاع نسبته 14,9 في المئة.
لم يعد الناس يشترون المنتجات الطازجة ويشترون المنتجات المجمدة على سبيل المثال
وفي ظل هذا الارتفاع لجأ كثيرون إلى البضائع المجمدة والتي تُعد أقل سعراً نسبياً، وفي حين أن الفئة التي كانت تعتمد على البضائع المجمدة أصبحت اليوم تضطر إلى تقليل وجباتها اليومية إلى وجبتين أو أقل لعدم إستطاعتهم تحمل التكاليف.
ارتفاع جاء بعد ارتفاع في أسعار المحروقات وتلاه ارتفاع في فواتير الكهرباء بنسبة 30 في المئة للمنازل يبدأ العمل بها هذا الشهر، والاتصالات أيضاً شهدت إرتفاعاً ملحوظاَ في الفواتير والخدمات،من جهته أعلن مكتب الإحصاء الأسترالي في بيان على موقعه الرسمي عن ارتفاع مؤشر التضخم بأستراليا
وفي عالم المتغيرات التي تشهدها أستراليا في ظل التضخم الاقتصادي والذي ألقى بظلاله على معظم أساسيات الحياة، يبقى الثابت الوحيد هو معدل الرواتب والذي لم يتغير برغم الأزمة والتضخم الاقتصادي الذي هوى على البلاد.
مفوضية عدالة العمل أعلنت عن رفع الحد الأدنى للأجور في أستراليا أواخر الشهر الماضي، خطوة رحبت بها نقابات العمال والحكومة، لكنها لاقت انتقادات من قطاعات الصناعة والتجارة لما له من تأثير سلبي على المصالح التجارية الصغيرة، لأنه سيزيد من التحديات التي تواجهها هذه المصالح وتصعب قدرتها على الاستمرار في ظل ارتفاع أسعار السلع والوقود
ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 1.4% في الأشهر الثلاثة الأخيرة حتى آذار(مارس)، ليرتفع التضخم السنوي إلى 7 في المئة.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء في أستراليا الشهر الماضي تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في أستراليا خلال الربع الأول من عام 2023 بما يفوق توقعات الأسواق، حيث سجلت البلاد أدنى معدلات نموها منذ الربع الثالث من عام 2021
وأظهرت البيانات أن اقتصاد أستراليا قد سجل نمواً بواقع 0.2% فقط بالمقارنة مع الربع الأخير من العام الماضي، وهو أقل من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيل أستراليا نموا بنحو 0.3 في المئة.
يتوقع المحللون ومراقبو المشهد الاقتصادي الأسترالي قيام بنك الاحتياطي الأسترالي بالمزيد من الرفع في أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة لتهدئة معدلات التضخم متوقعين المزيد من التباطء في النمو قبل أن يبدأ بالانتعاش في 2024.
رابط مختصر-https://arabsaustralia.com/?p=30036